ثقافةصحيفة البعث

قيس محجازي.. ستون عاماً من رحلة شغف بالصورة

مروان حويجة

استهوته الصورة الضوئية في سنوات مبكّرة من عمره، فظلّ شغوفاً بها لأكثر من ٦٠ عاماً، ورغم انشغاله باختصاصه الاقتصادي والمالي والإداري إلّا أن عشقه لفنيّة الصورة وجاذبيتها ورمزيتها مكّنه من أن يسجّل نفسه أحد أبرز المصورين الضوئيين المحليين بما اشتغل عليه وبما أتقنه وأبدعه، فكانت شهرة الفنان المصوّر الضوئي قيس محجازي تلقي بأوسع ظلالها على الرجل الذي أمضى عدة عقود في العمل الإداري والمالي، وودّع مسيرته الوظيفية في إدارة مالية اللاذقية منذ قرابة عقدين دون أن تفارقه الكاميرا، رفيقته المحبّبة في كل الأوقات والمناسبات التي طالما دأب على توثيقها بلقطة إبداعية، لتتراكم اللقطات على مدى السنوات والعقود ويصبح لديه أرشيف صور، وذاكرة حافلة باللقطات والمشاهد والذكريات.

وخلال لقاء “البعث” معه في صالة الباسل للفنون الجميلة باللاذقية قال محجازي: بدأت التصوير منذ العام ١٩٥٦ عندما كنتُ في الرابعة عشرة من عمري، ومنذ ذلك الوقت واظبتُ على اقتناء أحدث الكاميرات إلى أن دخلتْ تقنيات التصوير بالديجيتال، حيث توقفت عن التصوير في العام ٢٠٠٢، وقد كانت تجذبني الأحياء القديمة وتشغل اهتمامي بشكل كبير، حتى تشكّلت عندي مجموعة كبيرة من الصور عنها، لأن الصورة تبقى وثيقة تاريخية قبل كل شيء، فهي ليست فنّاً كاملاً، وهنا يكمن دور وأداء من يقف وراء الكاميرا لأن المحترف الهاوي هو الذي يوثّق المشهد. وأضاف محجازي: رغم مواظبتي على التصوير قرابة نصف قرن فإنني بقيت مصوراً هاوياً ولم أفكر بالاحتراف، ولكن شغفي بالتصوير كان يزداد ويكبر، وقد لازمتني الصورة طيلة تلك السنوات، وخلالها أقمت العديد من المعارض وشاركت في معارض محلية وعربية وعالمية ونظّمت عشرين معرضاً، إضافة إلى مشاركاتي مع جمعية التصوير الضوئي حيث كنت رئيس فرعها في اللاذقية.

وعن التحوّل الذي طرأ على الصورة ما بين الأمس واليوم، قال محجازي: الصورة لا يمكن أن تفقد أهميتها وقيمتها على مرّ الزمن وإن اختلفت تقنياتها، ففي الماضي كانت صورة الفوتوغراف الضوئية ومن ثم تطور التصوير تقنياً وإلكترونياً في ظل تطور التكنولوجيا، ولكن تبقى الصورة أياً كانت وثيقة تاريخية ومن خلالها يوثّق المصوّر (ذكرى، مشهد، حدث.. وغيرها من مواضيع) ومشاهد ومواقف من خلال الكاميرا، وقد استفاد المصوّرون الضوئيون حالياً من تقنيات التكنولوجيا كثيراً، ولاسيما مع انتشار أجهزة الجوّال “الموبايل” ومختلف الأجهزة الذكية ولكن تبقى قدرة ومهارة المصوّر أساسية في توثيق الموضوع، سواء أكان المصوّر محترفاً أم هاوياً.

وأوضح محجازي أنّ أقدم صورة توثيقية التقطها للأحياء القديمة كانت لحيّ الأشرفية “حارة الشحادين” قبل ستين عاماً، وقبل ذلك كان يرصد الطبيعة إضافة إلى الصور ذات الطابع الشخصي والاجتماعي، وأنه يقوم بتوثيق أعماله في صفحة “جدو اللادئاني” وفي صفحة خاصة بالتصوير الضوئي “حصاد الكاميرات”، وينصح كلّ مهتم بالتصوير الضوئي أن يتابع حصاد هذه الصفحة وأن يستمتع بها.