ثقافةصحيفة البعث

في المستشارية الثقافية الإيرانية.. معرض ريم قبطان الأسطة “قلبي يحدثني”

قلبي يحدثني بأنك متلفي

روحي فداك عرفت أم لم تعرف

لم أقض حق هواك إن كنت الذي

لم أقض فيه أسى ومثلي من يفي

“قلبي يحدثني” عنوان مستمدّ من قصيدة سلطان العاشقين ابن الفارض، الذي قال عنه جبران خليل جبران: “كان يغمض عينيه عن الدنيا، ليرى ما وراء الدنيا”، اختارته التشكيلية والمختصة بخط النستعليق والنسخ الفارسي ريم قبطان الأسطة ليكون عنوان معرضها الخامس لفنون الخط والتذهيب، في المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق، والذي سيُفتتح ظهر اليوم الأربعاء (الخامس والعشرين من أيار) في الساعة الواحدة، ويستمر ليوم الخميس من الواحدة ظهراً حتى الرابعة.

ويحفل بمنمنمات وزخارف ملوّنة بألوان شفافة متشابكة مع الأزهار والطيور وأنواع خطوط، خطّتها بريشها الدقيقة لأجمل أبيات الصوفية لأشهر المتصوفين سلطان العاشقين وشمس الدين التبريزي، الذي كان جلّ شعره بالفارسية وأقلّه بالعربية والتركية، وجلال الدين الرومي، والحلاج.

يا كل كلي فكن لي

إن لم تكن لي فمن لي

يا كل كلي وأهلي

عند انقطاعي وذلي

مالي سوى الروح خذها

والروح جهد المقل

وفي جانب آخر تلتقي أشعار الصوفية مع دمشق إحدى المدن التي ارتبطت بتراثها بالصوفية برمزية السيف الدمشقي ولوحات لأشعار نزار قباني، مثل اللوحة المزدانة بالورد الجوري والمنمنمات المذهبة على الخلفية الزرقاء:

والفل يبدأ من دمشق بياضه

وبعطرها تتطيب الأطياب

وتوضح ريم قبطان الأسطة في حديثها لـ”البعث” بأن “قلبي يحدثني” مطلع قصيدة سلطان العاشقين ابن الفارض، كانت إحدى اللوحات التي تصدّرت المعرض، وقد نفذتها بالخط الكوفي مزدانة بالورود والزخارف، وسيتلمّس المتجول بأرجاء المعرض التجليات والروحانيات في محراب العشق، وسيكون له حديث مطوّل مع قلبه وفق مكنونات ذاته، ومن هنا فمعرض “قلبي يحدثني” ضمّ العديد من الجمل العرفانية من أشعار الصوفية: الحلاج وابن الفارض والتبريزي والقاضي الفاضل وجلال الدين الرومي، ولا يمكن أن ننسى العشق في محراب دمشق، إذ قدّمت عدداً من الأعمال لشاعر الياسمين الدمشقي نزار قباني، وهو يصف معشوقته دمشق ضمن رسوم وزخارف مناسبة.

أما عن خصوصية المعرض فيضمّ خمسين لوحة متفاوتة المقاسات والمضامين بين لوحات الزخرفة ورسم المنياتور واللوحات، التي وُشّحت بخطوط النستعليق الفارسي والخط الديواني والخط الكوفي المزينة بالطيور والحمام والعصافير والمنفذة بتقنيات الأحبار الملونة وألوان الإكرليك المذهبة والغواش المنفذة على الورق المقهر وورق الإبرو والكانسون وقماش الكانفانس.

وقد استغرق التحضير لهذا المعرض زمناً طويلاً، إذ بدأت بالتحضير منذ عام 2019 بعد توقيع أول عمل حتى الآن.

ومن المعروف أن ريم قبطان الأسطة رئيسة جمعية بيت الخط العربي والفنون، تلميذة الخطاط الإيراني الأستاذ علي أصغر وعاصم الرهبان في الخط الديواني.

ملده شويكاني