مجلة البعث الأسبوعية

كأس السوبر الدولية… بدعة جديدة في عالم كرة القدم ومهرجان منتظر لعشاقها

البعث الأسبوعيّة-سامر الخيّر

أسبوع يفصلنا على إقامة واحدة من أكثر المباريات انتظاراً لهذا العام بين بطلي أقوى قارتين في كرة القدم، أوروبا وأمريكا اللاتينية، حيث نجح اتحادا القارتين بالتوصل إلى مذكرة تفاهم تكون باكورتها مباراة بين بطلي آخر نسختين من كأس كل قارة، في مباراة اصطلح على تسميتها “فيناليسيما” والتي تعني النهائي الكبير، وهي النسخة الثالثة من كأس أرتيمو فرانكي، وستجمع المنتخب الإيطالي بطل يورو 2020 والمنتخب الأرجنتين بطل كوبا أمريكا 2021، وستقام المباراة في الأول من حزيران على ملعب ويمبلي في العاصمة الإنكليزية لندن، وتعتبر المباراة عبارة عن إعادة إحياء لكأس أرتيمو فرانكي التي لعبت آخر نسخها قبل 29 سنة، بتنظيم من اليويفا وكونميبول، ضمن تجديد للشراكة بين الاتحادين.

وكانت فكرة تنظيم المباراة إما في بوينس آيرس في ملعب مارادونا أو في نابولي في ملعب مارادونا أيضاً، لكن استقرّ الرأي على أن يستضيف ملعب ويمبلي المباراة العابرة للقارات، ولا يزال الملعب الذي يعتبر موطن كرة القدم الإنكليزية مكاناً مفضّلاً لـ “يويفا”، نظراً لسعته البالغة 90 ألفاً وتسهيلاته الخاصة، حيث يستضيف أيضا نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2024.

وستعود إيطاليا إلى المكان الذي تغلبت فيه على إنكلترا بركلات الترجيح لتضمن لقب بطولة أوروبا 2020، في تمام الساعة 10:45 مساءً، وسيسمح لـ 86 ألف شخص بحضور المباراة في الملعب الأسطوري، وكانت إيطاليا توجت باللقب الأوروبي على حساب إنكلترا بركلات الترجيح في ملعب ويمبلي بلندن لتتزعم القارة العجوز للمرة الثانية في تاريخها بعدما نالت الكأس لأول مرة في أرضها عام 1968، بينما في القارة اللاتينية قاد النجم ليونيل ميسي منتخب الأرجنتين للفوز باللقب في أرض البرازيل بعد الانتصار بهدف على المضيف، وهو اللقب الخامس عشر للأرجنتين في البطولة والأول منذ عام 1993.

ولأول مرة منذ 29 عاماً ستخوض أفضل المنتخبات الوطنية في القارتين المنافسة على كأس السوبر الدولي، حيث فازت الأرجنتين بقيادة دييغو مارادونا على الدنمارك في آخر نسخة للمسابقة عام 1993، وأمام “الألبيسيليستي” الفرصة للفوز بها مرة أخرى هذا العام.

وتقرر إحياء هذه البطولة هذا العام بعد أن وقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ونظيره في أمريكا الجنوبية صفقة جديدة في أيلول من العام الماضي، من شأنها أن تشهد تعاون الهيئتين من خلال مشاركة مكتب في لندن واستضافة أحداث كرة القدم المختلفة، وتضمن الاتفاقية الجديدة بين “كونميبول” و”يويفا” أن يكون هناك المزيد من النسخ من المواجهة بين بطليهما، والتي تقام كل أربع سنوات حتى عام 2028 مع إمكانية التجديد.

وكان من المفترض أن تقام هذه البطولة قبل عدة أعوام وتحديداً 2018 في مدينة ميلانو الإيطالية، على أن تشهد مشاركة 4 فرق تلعب بنظام خروج المغلوب، ووقتها كانت ستلعب تشيلي بطل كوبا أمريكا 2016 مع وصيف يورو 2016 فرنسا، ثم يلعب الفائز في النهائي مع الفائز من مباراة الأرجنتين وبطل اليورو البرتغال.

الغريب أن بطولة في نسختيها الأوليتين عندما كان يطلق عليها اسم كأس “أرتيميو فرانكي”، لم يكن الاتحاد الدولي “فيفا” يعترف فيها، وتعود تسميتها إلى أرتيميو فرانكي الذي شغل منصب رئيس الاتحاد الايطالي لكرة القدم عن الفترة من (1967-1976، 1978-1980)، ورئيساً للاتحاد الأوروبي عن الفترة من (1973-1983) وعضواً في اللجنة التنفيذية للفيفا (1974-1983)، وتوفي في حادث سير بالقرب من سيينا في 12 آب 1983 عن عمر يناهز الـ 61 عاماً، وقد سمي ملعب فيورنتينا باسمه تخليداً لذكراه.

وأقيمت هذه البطولة مرتين، الأولى، كانت عام 1985 وجمعت بين فرنسا بطلة كأس الأمم الأوروبية عام 1984 وبين الأوروغواي بطلة كوبا أمريكا 1983، وانتهت بفوز أبطال القارة العجوز بهدفين نظيفين والتتويج بأولى كؤوس أرتيميو فرانكي، والثانية كانت عام 1993 وجمعت بين الدنمارك بطلة كأس الأمم الأوروبية عام 1992 وبين الأرجنتين بطلة كوبا أمريكا 1991، وانتهت بفوز الأرجنتين بقيادة مارادونا وباتيستوتا وكانيجيا على رفقاء شمايكل ولاودروب بنتيجة 5-4 بضربات الترجيح بعد أن انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1 لتتوج الأرجنتين بثاني ألقاب البطولة.

وكان الاتحادان الأوروبي والأمريكي اللاتيني قد أبديا معارضتهما لاقتراح من الاتحاد الدولي للعبة “فيفا” يهدف لإقامة كأس العالم كل عامين بدلاً من 4 أعوام، رغم كل الإغراءات المالية التي قدمها “الفيفا” بحجة أن تقليص عدد السنوات بين كل نسخة سيزيد من الأعباء على اللاعبين وسيضغط أجندات الأندية، وستتحول متعة كرة القدم إلى عبودية للاعبين والكوادر الفنية للأندية، وكنا قد تحدثنا سابقاً حول إيجابيات وسلبيات إقامة كأس العالم كل سنتين في عدد سابق.

وعلى ذكر البطولات التي اختفت، تعادل هذه البطولة كأس الانتركونتيننتال الخاص بالأندية، والذي كان يجمع بين بطل كأس أوروبا وفيما بعد بطل دوري الأبطال، وكانت البطولة تقام بشكل سنوي بين عامي 1960 و2004، والغلبة فيها لفرق قارة أمريكا الجنوبية بفارق طفيف، وأول لقب على الإطلاق، حققه ريال مدريد في 1960 بالفوز 5-1 في مجموع المباراتين على بينارول الأوروغواياني،  بينما كان بورتو البرتغالي آخر أبطال المسابقة بالفوز بركلات الترجيح 8-7 على أونسي كالداس الكولومبي، ومع استحداث بطولة كأس العالم للأندية ألغيت البطولة لكن بقي لبطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية ميزة خاصة مستمرة حتى الآن، وهي خوض مونديال الأندية بداية من نصف النهائي عكس بقية القارات التي تبدأ إما من الدور التمهيدي أو من ربع النهائي.