دراساتصحيفة البعث

الفجوة العرقية لا تزال تعصف بالمجتمع الأمريكي

ترجمة: عائدة أسعد

انتُخب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة مرتين، وتأكد تعيين كيتانجي براون جاكسون الشهر الماضي كأول قاضية أميركية من أصل أفريقي في المحكمة العليا للولايات المتحدة، وهو أمر يستحق الثناء، لكن لا يمكن أن تخفي هذه الحقائق الحقيقة المحزنة بأن العنصرية وتفوق البيض ينموان بمعدل ينذر بالخطر في الولايات المتحدة.

لقد قتل 10 أمريكيين من أصل أفريقي في 14 أيار الجاري في متجر في بوفالو- نيويورك على يد الأبيض بايتون غندرون، البالغ من العمر 18 عاماً، والذي سافر 320 كيلومتراً من مسقط رأسه في ريف نيويورك بهدف قتل السود. مثل هذه الحوادث ليست نادرة كما يزعم بعض السياسيين الأمريكيين، ففي السنوات القليلة الماضية وقعت حوادث مروعة، وعلى سبيل المثال، قتل مسلح أبيض 23 شخصاً في وول مارت في إل باسو تكساس باستهداف مكسيكيين في عام 2020، كما أطلق مسلح أبيض النار على 11 شخصاً في بيتسبرغ- بنسلفانيا في عام 2019، وفي عام 2015 قتل أحد العنصريين البيض تسعة أمريكيين من أصل أفريقي خلال دراسة الكتاب المقدس في كنيسة تشارلستون، بولاية ساوث كارولينا.

وقد أظهر بحث أجرته رابطة مكافحة العنصرية، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، أن الدعاية الأمريكية لتفوق العرق الأبيض كانت عند مستويات عالية تاريخياً في عام 2021. وكشفت استطلاعات الرأي أن العنصرية والفجوة العرقية لا تزال تعصف بالمجتمع الأمريكي منذ 58 عاماً بعد أن ألقى مارتن لوثر كينغ جونيور خطابه التاريخي “لدي حلم”.

وعلى سبيل المثال، كان متوسط ​​ثروة الأسر السوداء في الولايات المتحدة 24100 دولار فقط في عام 2019 مقارنة بـ189100 دولار للأسر البيضاء، وهذا التفاوت الاقتصادي يحرم الأمريكيين الأفارقة من العديد من الفرص منذ يوم ولادتهم، بما في ذلك التعليم والوظائف. ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة “غالوب” في شباط الماضي، كان نحو 68 بالمائة من المستطلعين في الولايات المتحدة غير راضين عن حالة العلاقات العرقية، بينما أعرب 28 بالمائة فقط عن رضاهم.

ووفقاً لمسح أجراه أيضاً مركز “بيو” في 9 أيار الجاري فإن الأمريكيين الآسيويين غير محصنين ضد العنصرية، وكثير منهم غيّروا روتين حياتهم اليومي بسبب المخاوف من التهديدات والهجمات المتزايدة، وقال نحو 63 في المائة إن العنف ضد الأمريكيين الآسيويين آخذ في الازدياد.

واللافت للنظر أن تفوق العرق الأبيض المتزايد والعنصرية لا يقتصران على الولايات المتحدة، فقد وجدت دراسة استقصائية أجرتها الوكالة الأوروبية للحقوق الأساسية في عام 2019 أن 30 بالمائة من الأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي في أوروبا تعرضوا لمضايقات مرتبطة بالعرق، و39 بالمائة يشعرون بالتمييز ضدهم.

ويواجه الاتحاد الأوروبي أيضاً معركة صعبة ضد صعود الشعبوية اليمينية وكراهية الأجانب وتفوق البيض، حيث يشكّل ذلك تحدياً رئيسياً لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو أمر يجب معالجته بشكل عاجل وجاد بدلاً من إلقاء محاضرات لا نهاية لها حول حقوق الإنسان في العالم النامي!.