ثقافةصحيفة البعث

ما استعدادات حلب لتصفيات تحدي القراءة العربي؟

حلب – غالية خوجة

لا أعرف لماذا توقعت أن تكون تصفيات مبادرة تحدي القراءة العربي العالمية على مسرح دار الكتب الوطنية، لا في إحدى قاعاتها، وأن يكون الطلاب المشاركون حاضرين، ويتابعون تجربة بعضهم بعضاً، إلاّ أن التصفيات كانت في قاعة يدخلها الطالب منفرداً على اللجنة المؤلفة من لينا ديب منسق اللغة العربية بمديرية التربية بحلب، ومحمد بشير دحدوح عضو اتحاد الكتّاب العرب، وهدى الحسن رئيس دائرة البحوث في مديرية التربية بحلب.

وقبل أن يحدث ويدخل الطلاب إلى تلك القاعة، كنت قد قابلت بعضهم، لأتعرف إلى رأيهم في هذه التجربة القرائية التي تشارك فيها سورية لأول مرة.

التنمية الإدارية تجذبني

أجابتني الطالبة فاطمة كلاس- الصف الخامس، مدرسة المهندسين: سعيدة بالمشاركة، ولقد قرأت أكثر من 100 كتاب في المجال الطبي والعلمي والقضية الفلسطينية، وقصصاً من الخيال العلمي، وعن التنمية البشرية ومنها “لا تدع سلة الخبز فارغة”.

وقالت أمها لينا الحزوري – مدرّسة في جامعة حلب: أعشق القراءة وعائلتي، ونشأت فاطمة في بيت قارئ، هي تحب القراءة التي تصاحبها منذ كان عمرها 5 سنوات، وسعداء بالمشاركة، سواء فازت أم لا، وسبق لها أن شاركت في عدة مسابقات للقراءة منها جمعية معاً نرتقي، كما أنها رائدة طلائعية على مستوى حلب بالفصاحة والخطابة.

ورأيت الطلاب سعداء وهم يدخلون إلى دار الكتب الوطنية، ومنهم مجموعة من الطلبة، فسألتهم: من يريد أن يتحدث عن مشاركته؟..

قررت أن أكون مثل “غاليليه” 

فاقتربت مني أصغرهم، قائلة: اسمي ليليان قونيه لي، الصف الأول، مدرسة بني تغلب الأولى، وسعيدة جداً، وشاركت لأنني، فقط، أحب القراءة واللغة العربية وأكتب. وأضافت بفرح: لديّ بوصلة، لكنني اشتريت تلسكوباً وميكروسكوباً البارحة، لأنني أحب العلم، وتعلمت من تجربة ماري كوري أن أنتبه من الإشعاعات المسبّبة للسرطان، وسوف أكتب في العطلة عن كل شيء أراه بالميكروسكوب، وقرّرت أن أكون مثل “غاليليه”.

400 طالب و332 مدرسة

لكن، كيف استعداد حلب لتحدي هذه المبادرة القرائية في دبي، وتشارك فيها سورية لأول مرة في موسمها السادس 2022، متفائلة بطلابها المشاركين الذين قرأ بعضهم أكثر من خمسين كتاباً؟..

أجابنا محمد دحدوح منسق وزارة التربية لمبادرة تحدي القراءة العربي: تقدم للمسابقة 14000 طالب وطالبة ممن انطبقت عليهم شروط المشاركة، وبلغ عددهم في حلب 3000، ودخلوا مرحلة التصفية منذ شهر، فوصل إلى التصفية الحالية 400 طالب، من 332 مدرسة، وهو أكبر عدد من المشاركين على مستوى المحافظات.

هل من ورشات سابقة للطلاب؟

أجاب دحدوح: قامت المدارس المشاركة بهذا الدور، وهذه التهيئة، وكل مدرسة تدرك أهمية المشاركة، وشكلت لجنة لذلك، وسيكون للفائزين الأخيرين ورشات تدريبية وعملية. وتابع: مستمرون بالتصفيات للوصول إلى 10 فائزين على مستوى حلب، للمشاركة في المسابقة المركزية على مستوى سورية، ثم للمشاركة في الإمارات العربية والتنافس على مستوى الوطن العربي.

تشجّع التعلّم الذاتي

وعن أهمية المبادرة وإضافتها للمشهد القرائي، أجابنا محمد دحدوح: ساهمت هذه المبادرة في تشجيع القراءة، ومحبة الكتاب، وتشجيع التعلّم الذاتي، والاهتمام باللغة العربية الفصحى، وتفعيل الذهن والمخيلة من خلال القراءة والتلخيص والعبور مع جوازات سفر القراءة، إضافة لتقوية الشخصية والتوعية العلمية والمعرفية.

لها زخم بين الطلاب

ورأى محمد حجازي مدير دار الكتب الوطنية أنها ليست المرة الأولى التي تقام فيها مسابقة لها علاقة بالقراءة، فحالياً، وسابقاً، هناك العديد من المسابقات منها ماراثون القراءة الشبيبي، والتي أفرزت العديد من القراء لأعداد كبيرة من الكتب، وهذه الفرصة، بلا شك، كبيرة ومهمة للطلبة على مستوى الوطن العربي، ومشاركة سورية فيها لأول مرة، ولها زخم كبير على مستوى القطر، ولاسيما في حلب، وتبنّت دار الكتب الوطنية دعم هذه المسابقة وراجعنا بعض الطلاب وأهاليهم وأساتذتهم ليكون بين أيديهم المئات من الكتب.

تنمية مواهب الطلاب

وأكدت فرح الصالح من دائرة المعلوماتية- مديرية التربية أهمية هذه المبادرة لتنمية مواهب الطلاب، ورأت زميلتها ملك حصري أنها مسابقة جميلة تشجع الأطفال والطلاب على العلم والأدب والمعرفة.

وعندما سألتهما هل تحبان القراءة؟ وكم كتاباً قرأتن حتى الآن؟

أجابتا: نحب القراءة، لكن الطلاب المشاركين سبقونا وقرؤوا خمسين كتاباً.