دراساتصحيفة البعث

وسائل الإعلام الأمريكية موغلة في الكذب

هناء شروف

يجب أن يقال إن وسائل الإعلام لا تملك إحساس قوي لمحو الأمية العلمية، وهذا  ما يثير قدراً كبيراً من الجدل. فقد أعرب الخبراء في مجالات لا حصر لها عن إحباطهم من كيفية تحريف أبحاثهم في الصحافة، وتضخيم جميع أنواع الروايات الكاذبة حتى من قبل أكثر المؤسسات مصداقية، وإعداد تقارير انتقائية حول فعالية اللقاح على الرغم من ركام من البيانات الواقعية ثم الرفض المبدئي ثم تبني فرضية أصل “تسرب المختبر”، كل هذا على سبيل المثال لا الحصر.

ومع ذلك، على الرغم من عدم الثقة تماماً، يواصل الكثيرون النظر إلى وسائل الإعلام على أنها مصدر موثوق للمعلومات حتى الخبراء الذين يلجأون إلى قسم آخر من الصحافة الافتراضية ويقبلون بشكل سلبي ما هو مكتوب هناك.

ربما تكون الدراسة التي تلقت إصداراً أولياً في وقت مبكر من هذا الشهر قد قلبت بهدوء كل شيء، فقد توصل الخبراء من كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس بعد تحليل دقيق للأرقام من موجة أوميكرون في بداية هذا العام، إلى بعض الاستنتاجات المثيرة للقلق، حيث تشير النتائج إلى أن متغير أوميكرون كان مميتاً مثل كوفيد-19، بحيث إذا ثبت أن هذا التحليل دقيق، فإن وسائل الإعلام التي دفعت بـ “التعايش مع الفيروس” كإستراتيجية قابلة للتطبيق، قد قادت ملايين الأشخاص إلى الهاوية مباشرة.

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” في شهر كانون الثاني الماضي عنواناً بارزاً “أوميكرون أكثر اعتدالاً” . وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”: “قد ينتهي الأمر بأوميكرون لإنقاذ الأرواح” في سياق مماثل. لكن ما تلا ذلك كان أكبر موجة عدوى للوباء بأكمله، حيث تم تسجيل أرقام قياسية جديدة للعدوى اليومية  والاستشفاء والوفيات.

كم عدد الأرواح التي فقدت بسبب هذا النصب العالمي. كم عدد الذين خدعوا في التفكير في أن أوميكرون كان الجائحة المثالية خارج المنحدر، وبالتالي ألقى الحذر في مواجهة الرياح؟.

هل ستكون هناك مطالب بالعدالة والمساءلة حول الكذب في معلومات جائحة  لم تستند إلى العلم بل استندت على نزوات الشركات التي أرادت تسريع الاقتصاد بسرعة فائقة؟. وهل ستحاسب وسائل الإعلام نفسها التي أمضت تلك الأشهر الحاسمة في إقناع العالم بأن أوميكرون ليس شيئاً يدعو للخوف؟