صحيفة البعثمحليات

أجواء مثاليّة

بشير فرزان

رغم الانتقادات الكثيرة التي استهدفت سير العملية التربوية بأكملها، بما فيها الأداء المتثاقل لوزارة التربية وكوادرها التي تعاني من النقص الشديد، إلى جانب العديد من القضايا التي كانت حاضرة في المدارس خلال العام الدراسي الحالي.. إلا أن ضخامة التحديات – والحق يُقال – لم تعطّل العمل التربوي، ويمكن التأكيد أن وزارة التربية نجحت في تذليل كلّ العقبات والتحديات التي كان من الممكن أن تعكّر الأجواء الامتحانية، حيث كان للجهود التي بُذلت من الكوادر التربوية على مدار الأشهر الماضية دور كبير في تقديم وتوفير كل ما يلزم ومن جميع الجوانب لسير العملية التربوية التي تتوّج اليوم وغداً بتوجّه أكثر من ٥٠٠ ألف تلميذ وطالب لأداء امتحانات الشهادات العامة بكل فروعها، وخاصة بعد وصول أعداد كبيرة من الطلاب الوافدين من الأماكن غير الآمنة ومن لبنان إلى مراكز الاستضافة لأداء امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، واستقبالهم في مراكز استضافة خاصة بهم وقريبة من مراكزهم الامتحانية.

ولا شكّ أن الجهوزية التي شملت المراكز الامتحانية في المحافظات كافة تشكّل اليوم علامة فارقة في الحياة التربوية التي كانت شاهدة على تنفيذ الخطط المدرسية والتعليمية بنسب متفاوتة، ورغم كلّ ما أدينت به، وخاصة في ظل الظروف الحالية، فإن مديريات التربية لم تتأخر في إنهاء استعداداتها واستكمال التجهيزات اللازمة للعملية الامتحانية، من قرطاسية ومراقبين ورؤساء مراكز، بالتعاون مع الجهات المعنية في المحافظات.

وما يلفت الانتباه أيضاً تلك التعليمات النهائية المتعلقة بامتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، والتي كان لها وقع خاص وإيجابي في نفوس الطلاب والأهالي لجهة توجيهات الوزارة، وتأكيدها على أن المهمة الأساسية في العملية الامتحانية توفير سلامة الامتحانات ونزاهتها من خلال الالتزام بالتعليمات، واتخاذ كافة الإجراءات بالتعاون مع الجهات المعنية في المحافظات لتحقيق ذلك، ومعالجة أي مشكلة بشكل فوري، ومراعاة الهدوء خلال المراقبة، والتعامل مع الطلاب كأهل من حيث الحالة النفسية والصحية، وخاصة لذوي الإعاقة وجرحى الحرب، وفي الوقت نفسه اتباع الحزم والصرامة مع المخالفين، مع التركيز على تأمين المراكز الصحية بكل اللوازم لتقديم الامتحانات بالشكل الأمثل.

بالمحصلة تحقيق الأجواء المثالية في العملية الامتحانية ليس بالأمر السهل، وهو ما يشكّل الامتحان الأصعب أمام وزارة التربية التي حشدت جميع جهودها لتجاوز هذا الامتحان، على أمل النجاح والتفوق وإنهاء العام الدراسي بتنفيذ كامل خططها ووعودها، لتتمكّن من استعادة ثقة المجتمع بالعمل التربوي بكل جوانبه، وهذا ما نتمناه، وطبعاً تحقيق ذلك يحتاج إدارة تربوية قادرة على توجيه النهج التعليمي نحو المزيد من التطور، وتأمين كافة المستلزمات وسدّ ثغرة النقص في عدد الكوادر التدريسية التي تشكّل المعضلة الأكبر أمام الجهات التربوية.