أخبارصحيفة البعث

بدم بارد.. الاحتلال يغتال شابة فلسطينية في الخليل

البعث – وكالات:

استشهدت شابة فلسطينية اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص على شابة فلسطينية عند مدخل مخيم العروب شمال الخليل، ولم تسمح لطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني بإسعافها إلا بعد مرور 20 دقيقة من نزفها.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أنه جرى نقل الشابة إلى المستشفى الأهلي في الخليل، إلا أن الطواقم الطبية لم تتمكّن من إنقاذ حياتها، حيث استشهدت متأثرة بإصابتها برصاصة اخترقت صدرها من الجهة اليسرى وخرجت من الجهة اليمنى.

في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال قرية راس كركر غرب رام الله واعتقلت 4 أطفال، كما اقتحمت قرى المدية وبيت سيرا وبيت لقيا غرب المدينة واعتقلت 3 شبان.

إلى ذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين نتيجة اعتداء قوات الاحتلال ومستوطنين عليهم جنوب نابلس بالضفة الغربية.

وقال المتحدث باسم حركة فتح في بلدة حوارة: إن المستوطنين اقتحموا بحماية قوات الاحتلال البلدة الواقعة جنوب نابلس واعتدوا على الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لها، غير أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز السام عليهم، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق واعتقلت أربعة شبان.

وفي الأغوار الشمالية بالضفة الغربية أفاد مسؤول ملف الاستيطان في طوباس معتز بشارات: إن قوات الاحتلال داهمت مناطق البرج والميتة والفارسية واعتدت على الفلسطينيين واستولت على جرارات ومركبات لهم.

كذلك اعتدى مستوطنون على مزارعين فلسطينيين في قرية الجوايا شرق يطا جنوب الخليل، ومنعوهم من الوصول إلى أراضيهم ودمّروا محاصيل القمح والشعير العائدة لهم.

وفي بلدة العيسوية شرق مدينة القدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال حي المدارس وحاصرت منزلاً واعتدت على أصحابه وهدمته للمرة السادسة على التوالي، كما هدمت ثلاثة منازل وثلاث منشآت زراعية في منطقة الفخيت شرق يطا جنوب الخليل.

من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.

وفي شأن آخر، ذكرت وكالة وفا الفلسطينية للأنباء في تقرير لها، أنها وثقت 125 انتهاكاً للاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري أوقعت شهيدة وعشرات الإصابات، ضمن ممارسات الاحتلال القمعية الممنهجة الرامية لمنعهم من القيام بدورهم في كشف جرائمه وإيصالها إلى الرأي العام العالمي. وأوضحت، أن قوات الاحتلال ارتكبت جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة التي تم استهدافها بشكل متعمّد رغم أنها كانت ترتدي جميع معدات وعلامات التعريف بالصحافة، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي وتعدٍّ سافرٍ على حرية الإعلام والتعبير وحق الشعوب في الحصول على المعلومات.

ولفتت وكالة وفا، إلى أن قوات الاحتلال تواصل ملاحقة الصحفيين واستهدافهم عبر إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام والاعتداء عليهم واعتقالهم ضمن سياستها الهادفة إلى طمس الحقيقة وتكميم الأفواه للتغطية على جرائمها اليومية بحق الفلسطينيين، مبيّنة أن انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين بلغت 125 انتهاكاً منذ مطلع العام الجاري، حيث سجّل في شهر كانون الثاني 12 انتهاكاً وفي شباط 26 وفي آذار 15 انتهاكاً، في حين سجّل في شهر نيسان 27 انتهاكاً وفي أيار 45 انتهاكاً بحق الصحفيين بينهم الشهيدة أبو عاقلة. وأشارت، إلى أن عدد المصابين من الصحفيين بسبب إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام والاعتداءات بلغ 72 مصاباً، بينما بلغ عدد حالات الاعتقال 40 حالة في حين سجّلت 11 حالة اعتداء على مؤسسات ومعدات صحفية.

سياسياً، أدانت حركة الجهاد الإسلامي الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بدم بارد بحق شابة فلسطينية، مشيرة إلى أن الاحتلال يواصل إرهابه وإجرامه المنظم ويوغل في دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وحمّلت الاحتلال وقادته المجرمين المسؤولية كاملةً عن تداعيات الجريمة النكراء.

من جانبها، أكدت خارجية السلطة الفلسطينية أن الشهيدة الفلسطينية، التي قتلتها قوات الاحتلال بدم بارد شمال الخليل بالضفة الغربية، ضحية مباشرة لصمت المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية حيال جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين.

وأشارت خارجية السلطة في بيان، إلى أن هذه الجريمة امتداد لسلسلة طويلة من جرائم الإعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال، بتوجيهات من مسؤولي الاحتلال وفي مقدمتهم رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، الذين أعطوا الضوء الأخضر لقواتهم بإطلاق الرصاص على الفلسطينيين بهدف القتل العمد، مؤكدة أن الشهيدة ضحية مباشرة لعنصرية الاحتلال ولازدواجية المعايير الدولية وصمت المحكمة الجنائية الدولية.

وفي بيان منفصل، أكدت خارجية السلطة، أن اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في مسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال، جزء لا يتجزأ من سياسة التطهير العرقي لتهجير الفلسطينيين من المنطقة وتسليمها للمستوطنين.

وأشارت، إلى أن ما حصل من اعتداءات للمستوطنين في قرية الجوايا شرق مسافر يطا بحماية قوات الاحتلال، وما يحدث يومياً في القدس المحتلة والأغوار وجنوب نابلس وغربها والخليل وبيت لحم وقلقيلية وغيرها من اعتداءات وجرائم وهدم للمنازل تمثل جزءاً من مخطط الاحتلال الاستعماري لضم الضفة الغربية وإنهاء فرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خط الرابع من حزيران لعام 1967 بعاصمتها القدس.

وأكدت خارجية السلطة، أن ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه ومقدساته من انتهاكات وجرائم متصاعدة، هو نتيجة مباشرة لوجود الاحتلال والاستيطان، ولنمطية غير جدية تسيطر على مواقف المجتمع الدولي، تقوم على الاكتفاء ببعض بيانات الاستنكار والإدانة والشجب والرفض الشكلية لانتهاكات الاحتلال وجرائمه وفي مقدمتها الاستيطان، دون أن ترتبط بضغط حقيقي يضمن انصياع سلطات الاحتلال للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وشدّدت على أن صمت المجتمع الدولي حيال جرائم الاحتلال، بات يشجّعه على التمادي فيها وتصعيد عمليات الاستيطان الاستعمارية التوسعية، لافتة إلى أن تقاعس المجتمع الدولي عن تطبيق قراراته الخاصة بالقضية الفلسطينية واستبدالها بعبارات تخلو من أي مضمون عملي أو وضع سقف زمني لتنفيذها، أصبح جزءاً لا يتجزأ من محاولات توفير المزيد من الوقت لسلطات الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

دولياً، جدّد أعضاء في الكونغرس الأمريكي مطالبتهم إدارة الرئيس جو بايدن باتخاذ خطوات فورية لمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تهجير آلاف الفلسطينيين قسرياً من منطقة مسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن أعضاء في الكونغرس تتقدمهم كوري بوش، طالبوا في رسالة موجهة إلى بايدن باتخاذ خطوات ملموسة لمنع تدمير منازل الفلسطينيين في منطقة مسافر يطا، مؤكدين أن التهجير القسري الإسرائيلي للفلسطينيين من المنطقة يشكّل انتهاكاً خطيراً لاتفاقية جنيف الرابعة ويمثل جريمة حرب.

وانضم إلى بوش في توقيع الرسالة عدد من الديمقراطيين التقدميين، إضافة إلى العشرات من منظمات المجتمع المدني والحملة الأمريكية من أجل حقوق الفلسطينيين. وقال الموقعون على الرسالة: “كلمات إدارة بايدن ليست كافية.. الفلسطينيون في مسافر يطا يتعرّضون للتهديد اليومي من الجيش الإسرائيلي ويعيشون واقعاً مرعباً بأن منازلهم يمكن أن تدمّر في أي لحظة بتمويل من الحكومة الأمريكية”.

وكان 20 عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي و63 في مجلس النواب طالبوا في رسالة مماثلة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي بالضغط على سلطات الاحتلال لمنع تهجير الفلسطينيين من منازلهم في مسافر يطا، مؤكدين أن عمليات التهجير تشكّل انتهاكاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

وانطلقت في الولايات المتحدة قبل أيام، حملة لوقف التهجير القسري وهدم منازل الفلسطينيين في مسافر يطا بالتزامن مع انتشار حملة أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان أنقذوا مسافر يطا.

وكانت سلطات الاحتلال أعلنت مطلع الشهر الماضي مخططاً لتهجير نحو 4 آلاف فلسطيني من 12 قرية في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل.