صحيفة البعثمحليات

مع قرب انعقاد مؤتمر الصحفيين..!

غسان فطوم

مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر السنوي للصحفيين المقرّر في الثالث عشر من الشهر الجاري، وفق ما حدّده اتحاد الصحفيين، نعود لطرح السؤال: أي إعلام نريد في عصر الإعلام الجديد؟ ولعلّ من المبررات الأخرى المحفزة لطرح السؤال هو قانون الجريمة الإلكترونية الذي صدر مؤخراً، بهدف “مكافحة الجريمة المعلوماتية بما يتوافق مع التطور التقني الحاصل وارتفاع نسبة انتشارها في المجتمع، وحماية للمصالح القانونية وتنظيم الحريات في العالم الافتراضي والحدّ من إساءة استعمال الوسائل التقنية”، لكن رغم وضوح أهداف القانون هناك من اعتبره محاولة للتأثير على حرية الرأي والتعبير، ما دفع العديد من الزملاء الصحفيين لمطالبة اتحادهم بالتدخل لجهة محاكمة الصحفي (في حال إدانته) وفق قانون الإعلام، وليس بموجب قانون الجريمة المعلوماتية، حتى وإن كتب على صفحته الشخصية. وهذا المطلب من المرجح أن يحظى بنقاش موسّع خلال المؤتمر، إضافة إلى نقاشات لن تكون أقل أهمية فيما يتعلق بالاستفسار عن خطة وزارة الإعلام التي أعلنت عنها في آب من العام الماضي تحت شعار “الانتقال من إعلام الحكومة إلى إعلام الدولة”، وذلك في محاولة لإخراج الخطاب الإعلامي السوري من سباته داخل شرنقة النمطية وجعله مبدعاً يلامس بجرأة وشفافية ومسؤولية هموم المواطن، وليكون بالمحصلة إعلاماً عصرياً قادراً على مجابهة تحديات الإعلام الجديد بأنواعه ومسمياته المختلفة.

ندرك اليوم كصحفيين وإعلاميين أننا أحوج من أي وقت مضى إلى المكاشفة بشأن واقعنا الإعلامي دون دفتر شروط مسبق للوصول إلى بيئة إعلامية مرنة، بعد أن أثقل كاهل الإعلاميين الإرث الثقيل المتمثل بالنظرة الظالمة والخاطئة للإعلام على أنه عمل وظيفي إداري، وليس عملاً مهنياً إبداعياً يحتاج لجهود كبيرة ضمن بيئة خاصة تحقق الأمان بكل مسمياته. وبموازاة ذلك، بات لزاماً البحث عن منصات إعلامية جديدة لمخاطبة الرأي العام العالمي بلغة الإعلام الجديد، وأن تحقّق ما يريده ويحتاجه المواطن، أي نريد إعلاماً وطنياً تكون له قابلية القراءة والإنصات والمشاهدة، فهل من الخطأ أن يكون هناك إستراتيجية توحّد خطابنا الإعلامي وتقويه بالمعلومة الصحيحة والجرأة والشفافية بمساحات حرّة عن طريق النقد والطرح بمهنية عالية؟

أخيراً، وعلى الرغم من اتفاق الآراء ووجهات النظر حول أن غياب الرؤية للدور المطلوب من الإعلام هي أهم نقاط ضعفه، لكن للأسف ما زلنا لغاية اليوم ندور في فلك البحث والتشخيص لمشكلاتنا الإعلامية الواضحة التي لا تحتاج لمؤتمرات وندوات للدلالة عليها، بقدر ما نحتاج إلى قرارات جريئة بالاعتراف بفجواتنا الإعلامية قبل أن يجرفنا طوفان الإعلام الجديد الذي قلب كل الموازين!

gassanazf@gmail.com