رياضةصحيفة البعث

المدارس الصيفية الرياضية.. أسعار “كاوية” وسباق مصالح

انطلقت في كافة الأندية الرياضية وبعض المراكز الرياضية في المحافظات المدارس الصيفية لممارسة النشاطات الرياضية الترفيهية والتدريبية التي تستمر خلال فترة الصيف، وكعادتها تدخل كافة الأندية في سباق إعلاني لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأطفال لإدخالهم إلى مدارسها، وذلك في سعي ظاهر لبناء الرياضة، وتنمية روح المنافسة عندهم، وإشغال الأطفال بالمفيد لصحتهم ووقتهم.

لكن ما يحدث من أسعار كاوية تطلبها الأندية لقاء استقطاب الأطفال شيء لا يصدق، فالهدف الباطن لهذه المدارس يكمن في جني أعلى مبالغ ممكنة من المنتسبين إليها، وهو هدف مشروع للجميع، لأن هذه المدارس تحتاج إلى مصاريف كبيرة للقيام بهذه الأنشطة، حسب ما ذكرته لـ “البعث” السيدة روز مرتك مديرة إحدى المدارس بالأندية، مضيفة أن المدارس تحتاج لأجور نقل للأطفال، وأجرة المسابح، (حيث التعاقد مع مسابح الاتحاد الرياضي)، إضافة لأسعار الألبسة العالية التي يتم توزيعها على الأطفال، والأهم تأمين التجهيزات الرياضية من كرات وغيرها، وكل ذلك يجعل إدارات تلك الأندية ترفع من أسعار الانتساب لنلك المدارس.

على الجانب الآخر الكثير من الأهالي أبدوا عدم رضاهم عن الأسعار العالية التي تطلبها إدارات الأندية، فالسيد موسى الخوري رأى أن المبالغ كبيرة، خاصة على أسرة متوسطة في دخلها الشهري، فعلى سبيل المثال وصل سعر الاشتراك بتعليم السباحة إلى أكثر من مئة ألف ليرة شهرياً للطفل الواحد، والعائلة التي لديها ثلاثة أطفال ستدفع ثلاثمائة ألف ليرة دون حساب التجهيزات، وغيرها من الأمور، أي قد يصل المبلغ لخمسمئة ألف، وهذا مبلغ كبير أغلب العائلات غير قادرة على دفعه، وهنا يجد الأهالي أنفسهم في حيرة من أمرهم: إما تأمين ما يلزم لأطفالهم، أو أن يبقوا على قناعاتهم بعدم تسجيل أطفالهم بتلك المدارس وسط نظرات الأسى والحزن.

الأمر المستهجن بتلك المدارس ابتعاد الأندية عن الهدف الرياضي، فالغالبية العظمى لا يهمهم بناء أجيال من الصغار يدعمون الرياضة السورية عبر تنمية الأطفال رياضياً وفكرياً، بل الهدف جني الأموال بأية طريقة كانت لدعم صناديق الأندية الخاوية، كما أن أغلب الأندية تتعاقد مع مدربين هواة غير مؤهلين للعمل بالمدارس، والأجدى زج لاعبي ولاعبات منتخباتنا الوطنية، وحثهم للعمل بتلك المدارس لكي يخرّجوا أجيالاً من اللاعبين الصغار قادرين في المستقبل على رفد الرياضة السورية في كافة الألعاب.

المدارس الصيفية هذا العام محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ وفقاً للمعطيات التي تم ذكرها، خاصة أن استثمارات الأندية ضعيفة ولا تتناسب مع حجم الصرف على الألعاب خلال الموسم، والجميع يأمل أن تتدخل القيادة الرياضية وتقوم بتعيين المشرفين على المدارس الصيفية بالأندية، ومتابعة كل شاردة وواردة فيها، وإصدار قرارات بإلزام المسابح التابعة لها بتخفيض الرسوم على الأندية لتقوم هي الأخرى بتخفيض الرسوم على الأهالي.

عماد درويش