مجلة البعث الأسبوعية

لبنان: الضد يظهر حسنه الضد

د. مهدي دخل الله

لعل اسرائيل أثبتت للبنانيين ، بتصرفاتها العدوانية ، أهمية المقاومة وضرورتها . إنه الضد الذي يظهر حسنه الضد ، فالحاجة إلى المقاومة نتجت عن العدوان الاسرائيلي الأخير المتمثل بالتنقيب في المياه اللبنانية ( أو المتنازع عليها ) …

العلاقة نفسها ظهرت في ” المسألة الأكرانية ” ، عدوانية الناتو وخططه للتوسع نحو روسيا أدت ، عن غير قصد طبعاً ، إلى أن تتخذ روسيا قرار الحسم وتعود إلى دورها كقوة عظمى على الساحة الدولية ..

في سورية أيضاً … بدأنا نلاحظ – بأم العين – ويلاحظ معنا كل مراقب موضوعي في هذا العالم ، قدرة الشعب السوري الهائلة على التصدي . لو لم يقم العدوان الكوني علينا لما اكتشفنا – ولا اكتشف أحد معنا – هذه القدرة المعجزة التي يمتلكها الشعب السوري ..

نعود إلى لبنان حيث كثرت في الآونة الأخيرة أصوات تنادي بعدم وجود حاجة للمقاومة . وهذه الأصوات غالباً ما تتدثر بغطاء يبدو معقولاً ، وهو أن الدولة ، والدولة فقط ، هي التي يحق لها حمل السلاح والتعامل مع العدو .

هو حق يراد به باطل … فالواقع أحياناً يفرض منطقاً خارج المفاهيم الصورية ، مفاهيم ( 1+1=2 ) . ففي كثير من الأحيان هذه المعادلة يرفضها الواقع ، فعندما يكون الشخص بائعاً لبضاعته يصبح 1+1 أكثر من اثنين ، وهو ما يسمى بفائض القيمة ، وهو الهدف المطلوب .

في تعاملنا مع العدو الصهيوني وأتباعه ، يسقط المنطق الصوري لصالح المنطق الجدلي والعملي . فائض القيمة هو المقاومة ، التي هي هدف عملي أي وسيلة لتحقيق الهدف الغائي : حماية الوطن .

 

اسرائيل نفسها ، بعدوانيتها ، ذكّرت اللبنانيين بأن المقاومة ضرورة لابد منها . ويقول المنطق العملي أن الذي لابد منه لا غنى عنه . كل عاقل يعلم أن الدولة اللبنانية العتيدة غير قادرة على ردع اسرائيل ، وأن المقاومة هي القادر الوحيد على حماية لبنان … مياهه وأرضه .

هذا ليس خطاباً تعبوياً . إنه إيضاح للحقيقة العارية ، للضرورة التي تتلخص حرية الإنسان في معرفتها واستخدامها لصالحه . إنه الضد ( المقاومة ) الذي يظهر حسنه الضد ( العدوان الإسرائيلي ) .

mahdidakhlala@gmail.com