أخبارصحيفة البعث

الاحتلال اعتقل 450 طفلاً فلسطينياً منذ بداية العام.. معظمهم من القدس

البعث – وكالات:

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ مطلع العام الجاري 450 طفلاً فلسطينياً 353 منهم من مدينة القدس المحتلة.

وأوضحت الهيئة في تقرير اليوم، أن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز في معتقلاتها 170 طفلاً، إضافة إلى عشرات آخرين تجاوزوا سن الطفولة وهم داخل الأسر، أبرزهم الأسير أحمد مناصرة.

وأشارت إلى أن الاحتلال يعتقل الأطفال دون مراعاة لبراءة طفولتهم وضعف بنيتهم الجسمانية، ودون أن يوفر لهم الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية والإنسانية، بخلاف ما تنصّ عليه الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل، كما أنه يعرّض الأطفال للعزل الانفرادي وللتعذيب الجسدي والنفسي، ويفرض غرامات مالية باهظة على أهلهم، وخاصة أطفال القدس، ما يشكل عبئاً اقتصادياً على الأهل الذين يضطرون إلى دفعها، تجنّباً لاستمرار بقائهم في المعتقل.

وبيّنت الهيئة أن الأطفال الفلسطينيين دفعوا ثمناً باهظاً على مدار سنين الاحتلال، ومن يقرأ شهادات الذين مرّوا بتجربة الاعتقال، وخاصة أولئك الذين قضوا فترات طويلة، يصاب بالذهول والصدمة، ويكتشف أن غرف التحقيق والتعذيب ومراكز الاحتجاز والمعتقلات ليست سوى مسلخ للأطفال وأماكن لبث الرعب في نفوسهم، في إطار سياسة إسرائيلية ثابتة وممنهجة، تهدف إلى تشويه الطفولة الفلسطينية وتدمير مستقبلها.

ودعت الهيئة مؤسسات المجتمع الدولي ذات الاختصاص بالأطفال وحقوق الإنسان إلى تحمّل مسؤولياتها، والعمل على توفير الحماية لأطفال فلسطين بشكل عام، وأطفال القدس بشكل خاص، ووقف الاستهداف الإسرائيلي لهم. يشار إلى أن الاحتلال اعتقل العام المنصرم 1300 طفل.

في سياق متصل، قال المتحدث باسم نادي الأسير أمجد النجار في تصريح صحفي:  إن الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي مضرب عن الطعام لليوم التاسع تضامناً مع الأسيرين خليل عواودة المضرب لليوم الـ104 ورائد ريان المضرب لليوم الـ69، اللذين يواصل الاحتلال تعنته رافضاً الإفراج عنهما رغم تدهور حالتهما الصحية.

والأسير الزبيدي المعتقل منذ عام 2019 هو أحد أبطال نفق الحرية الستة، الذين تمكّنوا من انتزاع حريتهم في السادس من أيلول الماضي عبر نفق حفروه في معتقل جلبوع، قبل أن يعيد الاحتلال اعتقالهم بعد ملاحقة استمرّت أياماً.

ميدايناً، أصيب شابان فلسطينيان واعتقل عشرات آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال مناطق متفرقة في الضفة الغربية.

وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة خلة العمود في نابلس، ومدينة رام الله، وبلدات تقوع في بيت لحم ورمانة في جنين ودورا في الخليل، ومخيم عقبة جبر في أريحا، وسط إطلاق الرصاص ما أدّى إلى إصابة فلسطينيين اثنين بجروح، كما قامت باعتقال 12 آخرين.

وفي قطاع غزة المحاصر، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في الأبراج العسكرية شمال القطاع، وابلاً من قنابل الغاز السام باتجاه المزارعين الفلسطينيين شرق بلدة بيت حانون، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.

وفي سياق اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين المستمرة على المدنيين الفلسطينيين، أوضح مسؤول ملف مقاومة الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس في تصريح صحفي، أن مجموعة من المستوطنين قطعت الطريق الواصل بين مدينتي جنين ونابلس بالقرب من منطقة المسعودية، واعتدت على مركبات الفلسطينيين، ما ألحق أضراراً مادية بعدد منها.

من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي جدّدت إبعاد مرابطتين مقدسيتين عن المسجد لمدة ستة أشهر للأولى وخمسة للثانية، ودعت القوى الوطنية الفلسطينية إلى الرباط بالأقصى يوم الجمعة المقبل نصرة للمبعدين عنه.

وبخصوص التهجير الممنهج والسطو على أراضي الفلسطينيين، استولت سلطات الاحتلال على 10 دونمات مزروعة بأشجار الزيتون من أراضي قرية وادي فوكين غرب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.

سياسياً، حذرت منظمة التحرير الفلسطينية من خطورة المخطط الاستيطاني للاحتلال الإسرائيلي حول أسوار القدس المحتلة، مشيرة إلى أن الهدف منه إطباق الحصار على المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، في محاولة لطمس الهوية الفلسطينية العربية الإسلامية المسيحية للقدس وصولاً إلى تهويدها.

وأوضح رئيس دائرة القدس في المنظمة عدنان الحسيني في بيان، أن الاحتلال أعلن مخططاً استيطانياً يتضمّن الاستيلاء على مساحات من الأراضي في الزاوية الشرقية من سور البلدة القديمة والتي هي جزء لا يتجزأ من المقبرة اليوسفية، لافتاً إلى أن الهدف من ذلك إطباق الحصار على المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة وإحكام السيطرة على أكبر مساحة ممكنة وطمس الهوية الفلسطينية العربية الإسلامية المسيحية للقدس، وصولاً إلى الهدف المنشود بتهويد المدينة.

وأكد الحسيني أن سلطات الاحتلال تواصل استهداف الأحياء في المدينة المقدسة وانتقلت الآن إلى استهداف الأموات، للنيل من الروح المعنوية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات ما هي إلا امتداد لسلسلة طويلة من اعتداءات سابقة كان أبرزها استهداف مقبرة مأمن الله في القدس حين جرّفت سلطات الاحتلال مئات القبور.

وشدّد على أن ما تتعرّض له مدينة القدس ومقدساتها من عدوان أصبح يشكل خطراً على هويتها العربية الإسلامية، مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية والقيام بإجراءات فعّالة للجم الاحتلال الإسرائيلي.

من جانبها، جدّدت خارجية السلطة الفلسطينية تأكيدها أن الاحتلال الإسرائيلي يوسّع عمليات الاستيطان في مدينة القدس المحتلة، لفرض أمر واقع وتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقفه.

وأوضحت خارجية السلطة في بيان، أن رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت يستغل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة ويسابق الزمن في تنفيذ أكبر عدد ممكن من المخططات الاستيطانية الاستعمارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً في القدس بهدف تحويلها إلى أمر واقع مسلّم به يصعب تغييره.

وأشارت إلى أن الاحتلال أعلن تنفيذ عدد من المخططات الاستيطانية بهدف تكريس ضم القدس وتهويدها وفصلها تماماً عن محيطها الفلسطيني، من خلال حصارها من جهاتها الأربع بالمستوطنات وتغيير معالمها، إضافة إلى عمليات التطهير العرقي المتواصلة ضد المقدسيين والتضييق عليهم لتهجيرهم والاستهداف المتواصل للمقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى.

 

وحذرت الخارجية من مغبّة التعامل مع ممارسات الاحتلال كمشهد بات اعتيادياً، لأنه يتكرّر يومياً ولا يستدعي التوقف أمامه أو اتخاذ موقف تجاهه، مطالبة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياتهم والوفاء بالالتزامات التي يفرضها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في اتخاذ ما يلزم من الإجراءات، لتنفيذ القرارات الأممية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

دولياً، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير بالذكرى الـ15 لفرض الحصار على قطاع غزة: إن الحصار يشكّل جزءاً من جريمتي السلطات الإسرائيلية ضد الإنسانية المتمثلتين في الفصل العنصري والاضطهاد ضد ملايين الفلسطينيين.

وأوضحت المنظمة الحقوقية أن القيود “الإسرائيلية” الشاملة على مغادرة قطاع غزة تحرم سكان القطاع، وهم أكثر من مليوني نسمة، من تحسين ظروف معيشتهم، مشيرة إلى أن “إسرائيل” حوّلت قطاع غزة إلى سجن كبير.

وطالبت المنظمة في تقريرها “إسرائيل” بإنهاء المنع العام للسفر الذي تفرضه على سكان غزة، والسماح بحرية تنقل الأشخاص من القطاع وإليه.