مجلة البعث الأسبوعية

هل نحـن أمـام مرحلـة جديـدة في الحرب على سورية ؟؟..

د. مهدي دخل الله

المرحلة الأولى كانت حرب العصابات الإرهابية مع الدعم اللوجستي والمالي الكبير ، إضافة إلى الحرب الإعلامية المركزة والحرب الديبلوماسية والسياسية والنفسية والحصار الاقتصادي . عندما لم تأتِ هذه المرحلة أُكلها وبقيت سورية صامدة انتقلوا إلى المرحلة الثانية التي تركز على الحضور العسكري المباشر للقوات الأمريكية والأوروبية والتركية تعزيزاً للمرحلة الأولى الإرهابية التي استمرت بسبب هذا الدعم المباشر. تضمنت هذه المرحلة سرقة ثروات سورية في الشمال ، شرقه وغربه . أما المرحلة الثالثة فكانت ” مرحلة قيصر ” أي المقاطعة التامة لسورية ومعاقبة أي شركة في العالم تُصدّر إلى سورية أو تستورد منها . هذه المرحلة عززت المرحلتين السابقتين اللتين استمرتا في العدوان على سورية ..

ويبدو أن سورية صمدت أمام كل هذه المراحل المتراكمة ، وهو أمر أثار دهشة المراقبين الموضوعيين خاصة أن المرحلة الأخيرة كانت آثارها مخيفة على حياة الناس اليومية بما في ذلك طعامهم وشرابهم ووقودهم .. يكتب محللون في العالم اليوم متساءلين بدهشة : ما هو معدن هؤلاء السوريين الذين يصرون على الصمود في وجه حروب التجويع المتصاعدة هذه ؟؟..

أمام هذا ” العناد الإيجابي ” الذي يتحلى به السوريون تعمل الماكينة العدوانية اليوم على تشكيل مرحلة جديدة في مسيرة ” إخضاع سورية والسوريون “. الأمر يتعلق بما يأتي : 1- رفع المقاطعة والحصار عن المناطق المحتلة والخاضعة للمليشيات والإرهابيين -2- تمويل مشاريع تنموية سريعة العائد تنعكس إيجابياً على مستوى معيشة السوريين في تلك المناطق ، والقسم الأكبر من التمويلات سيأتي من مصادر خليجية ( خاصة ؟؟؟ ) تعطي تسهيلات كبيرة بما في ذلك ضرائب رمزية وسهولة في الروتين -3- رفع الرواتب والأجور في تلك المناطق بما يحقق مستوى جيد من الرفاهية -4- تطوير حالة إعلامية دعائية هدفها المقارنة بين الحياة في مناطق السيادة الشرعية ومناطق الاحتلال والإرهاب ، وذلك بغية التأثير المعنوي السلبي على المواطنين ودفعهم لمزيد من التأفف والشكوى …

لعلها أخطر المراحل في ما يسمى ” الجيل الخامس للحروب “، إنه العدوان على الوعي وعلى الضمير والهوية الوطنية .

السؤال هو كيف يمكن تعزيز الصمود والمواجهة ؟ اعتقد أنه بالعودة إلى مضامين كلمات السيد الرئيس ، خاصة أمام الحكومة ، والتركيز على مواجهة الفساد بشكل محسوس وعملي يشعر به المواطن العادي بما يجعله أكثر إيماناً بنجاعة الصمود والتصدي … حتى النهاية .

 

mahdidakhlala@gmail.com