ثقافةصحيفة البعث

مهن جديدة وغريبة

من هذه المهن الجديدة والغريبة في حياتنا هذه الأيام، مهنة تفتيش الحاويات والتي صار يمارسها كثيرون، ليأخذوا من الحاويات وأمام الجميع ما يمكن أن يبيعوه في الأسواق، ومما يلفت النظر أنهم يتكاثرون، وبهذه الموتورات التي يركبونها وخلفهم أكياس قماشية ضخمة تحمل كل ما يجدونه في الحاويات ويمكن بيعه والاستفادة من أثمانه!.

ومن هذه المهن الجديدة والغريبة، المناداة بصوت إذاعي قوي: “يلي عنده المنيوم أو نحاس للبيع… يلي عنده بطارية سيارة عتيقة للبيع.. يلي عنده خبز يابس للبيع” (وهذا الخبز يضعونه مع الحمص الذي يصنعون منه الفلافل).

ومن هذه المهن الجديدة والغريبة أيضاً أنهم أصبحوا يزيلون قشور “الانكينار”، ويغلون بعض القطع السفلى منه ويبيعونها في أكياس بلاستيكية -ومعروف ضرر البلاستيك في الغذاء- وبأسعار مرتفعة، علماً أن هذه المادة من الخضار وهي “الانكينار” يجب أن تبقى بكامل قشورها، لأن المواطنين يغلونها جيداً ثم يأكلون أسفل القشرة وأخيراً يأكلون القطعة التي في أسفل الانكينار! وقد يصل سعر الكيس البلاستيكي الصغير إلى ثمانية آلاف ليرة سورية.

ومن هذه المهن الغريبة والمستغربة أن من يعمل في التواليت العام، وهو مجاني، ولكن من يعمل فيه أصبح يتقاضى المبالغ من كل إنسان يدخل إلى هذا التواليت العام، وعليه أن يدفع خمسمئة ليرة سورية شاء أم أبى!.

ومن هذه المهن الجديدة والغريبة أيضاً، دكاكين الأرصفة! إنها اليوم بالعشرات وهي في ازدياد دائم حتى إن كثيراً من الدكاكين النظامية صارت تفرد بضائعها على الأرصفة أيضاً، فكيف يسير الناس بين كل هذه الازدحامات من المصالح ودكاكين الأرصفة!.

ومن هذه المهن والغريبة أن كثيراً من الباعة بواسطة السيارات ينادون على بضائعهم وبصوت إذاعي مرتفع: “معنا كرز.. معنا بردقان.. معنا بطيخ.. معنا نعنع.. معنا خس.. معنا كوسا”.. لقد أصبح هذا عملاً جديداً وغريباً، وهو “دكاكين السيارات”.

ومن هذه المهن الغريبة والجديدة في حياتنا أن بعض الفتيات يقفن في الطريق لكي يبيعونك رقماً جديداً ، أو وحدات وذلك وسط الطريق العام!.

ومن هذه المهن الجديدة والغريبة أن عامل نظافة جاهز لتنظيف الدرج في بنائكم وينظف الحدائق المنزلية والباحات، ويأخذ أجره، وماذا تريد أيضاً من خدمة النظافة والتنظيف فهو جاهز وشاكر.

وهذه مهنة جديدة ومهمة ومفيدة أيضاً، وهو يعمل في الكهرباء ويستطيع أن يركب لك في بيتك (لدات) تشغل باستمرار بواسطة “بطارية” خاصة لها، فإذا انقطعت الكهرباء تستطيع إشعال الأضواء عندك في الغرف والصالون والمرحاض والحمام.
وهكذا تكون النصيحة اليوم أن هذه المهن الجديدة والغريبة يمكن أن تساهم وتساعد في حلّ كل المشكلات التي تحتاج إلى الحل في حياتنا.

أكرم شريم