صحيفة البعثمحليات

لن نقتدي بالنعام..!!

لم يترك صحفيو المؤتمر السابع في دورته الأولى لا شاردة ولا واردة إلا ونثروها على رؤوس أشهاد منبر مؤتمرهم، بحضور حزبي تمثل برئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام د. مهدي دخل الله ورسمي تمثل بوزير الإعلام د. بطرس الحلاق، وبطبيعة الحال أهل البيت الصحفي.

بكل الأحوال، فإن الحضور الأول لوزير الإعلام د. حلاق بدّد فراغ الغياب الحكومي عن مؤتمرات الصحفيين، كما هو حاصل في مؤتمرات نقابات العمال والفلاحين والمهندسين وغيرها، وحمل في الوقت نفسه بشائر عودة الصحافة الورقية إلى الصدور، والاشتغال على إصدار قانون خاص بالصحفيين بمعزل عن القانون الأساسي للعاملين في الدولة يراعي خصوصية المهنة، مع التشديد على أن الصحفي لا يتقاعد وأن لا مانع في استمرار عمله ضمن أجندة معينة – وهو ما لا يحصل – في صحافتنا الحكومية على الأقل!!.

وطالما أننا في معرض الحديث عن مؤتمر الكلمة، فلا بد من التوقف عند تقرير الحريات الإعلامية الذي قدّم وما تضمنه من إحصائيات حول التعديات والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في معرض عملهم، والمتابعات والمعالجات التي قام ويقوم بها الاتحاد العتيد في هذا الميدان مع الجهات ذات العلاقة ومع المنظمات والنقابات الدولية.

واستطراداً نقول: لا غرابة أن تهيمن على المؤتمر طروحات تتناول بالانتقاد الحاد تداعيات تنفيذ قانون الجريمة الإلكترونية بمعزل عن قانون الإعلام، والخلط بين الصحفيين العاملين في المؤسسات الصحفية العامة أو الخاصة المرخصة أو المأذون لها بالعمل والمنتسبين لاتحاد الصحفيين وبين ناشطي الفيسبوك ومدوّني الصفحات.

كما دلّت الطروحات على مدى هزالة حجم التعويضات بكل أشكالها والراتب التقاعدي “المخجل” الذي يتقاضاه الصحفي، وتشرعنه وتنصّ عليه القوانين والأنظمة المرعية – وهم المضروبون بحجر كبير كما يقال – وصولاً لمعركة الصحفيين الخاسرة مع الاستثمارات التي لا تزال تدور رحاها في حلقة مفرغة حتى الآن؟!.

ورغم كل ماسبق ومهما كانت اليد بمصلحتها قصيرة، يظل معشر الصحفيين يحدوهم الأمل أن لا بد لصوتهم أن يصل، وأن يداً حانية ستمتد إليهم لتنصفهم لا أكثر ولا أقل، وهم الذين ما اعتادوا يوماً إلا أن يكونوا عوناً وصوتاً وصدراً رحباً للجميع وعلى كل الجبهات في السلم والحرب دون منّة أو انتظار مقابل لأنهم أصحاب رسالة.

وهنا يأتي دور اتحاد الصحفيين ومكتبه التنفيذي على وجه الخصوص وقوة حضوره وفاعليته وقدرته على المتابعة الدؤوبة، والملاحقة “الشخصية” والمناورة إن صح القول، وتوظيف علاقاته لانتزاع وتحصيل حقوقه، وإلا فمن الأفضل الاقتداء بالنعام بدفن رؤوسنا في الرمال حفاظاً على البقية الباقية من ماء الوجه، لكننا لن نقتدي!!.

وائل علي

Alfenek1961@yahoo.com