مجلة البعث الأسبوعية

المهارة الإدارية ؟!

 

البعث الأسبوعية – بشير فرزان

يعتقد البعض أن إيجاد الكفاءات الإدارية التي تمتلك المهارات القيادية والمؤهلات العملية بما فيها الإخلاص والتفاني هو عمل مضني وغير مجدي وذلك بناءً على الكثير من التجارب السابقة في اختيار وتعيين من تم إدراجهم تحت هذا البند الذي كان بوابة عبور للكثيرين  إلى كراسي الإدارات العامة والذين فاجئوا الجميع في ميدان العمل بضعف أدائهم  وهزالة إمكانياتهم بحيث انهارت وبسرعة منظومة الآمال التي بنيت على قاعدة الإنسان المناسب في المكان المناسب..وطبعا هؤلاء  لم يسقط فقط في امتحان الواقع بل وانحرفوا بكامل إرادتهم عن سكة العمل الصحيح وطمروا أدبيات العمل وأخلاقياته مع بقايا الضمير في قرارات قاضمة  للمصلحة العامة وتخلوا عن الأمانة التي يحملونها لينزلقوا وبسرعة في زواريب الفساد والمنفعة الشخصية دون أن ترف لهم عين والشواهد هنا كثيرة.

ومع تكرار سيناريو الثقة الخاطئة و تراكم خيبات الأمل في الكثير من الإدارات انتزعت الثقة من كل المرشحين لهذه المناصب وبات هناك قناعات ثابتة بأن اختيار الأكفاء من القادرين على إحداث تغييرات جوهرية إصلاحية في المؤسسات العامة ليس إلا محاولة فاشلة عنوانها العريض (فالج لاتعالج ) وماعزز هذا المناخ الإداري المضطرب  مايعيشه المدراء أنفسهم  عند تسريب أي خبر عن أجراء تغييرات إدارية أو القيام بخطوات فاعلة وجادة على صعيد الارتقاء الإداري المؤسساتي حيث تسيطر حالة من  القلق والارتباك والاستنفار على أجواء العمل وتتراجع الطموحات بالاستمرار أمام مد التغيير   وتتسارع استعدادات الرحيل وتوضيب الشناتي فالجميع مقتنع ومتيقن من أدائه الضعيف وانه مكشوف للناس فسجله الحافل بالمخالفات وأخطائه المتنوعه تؤهله للحصول على الكرت الأحمر والخروج من ساحة العمل مع المباشرة  بتنفيذ سلسلة التعيينات الجديدة الباحثة عن الأفضل والأكثر كفاءة ولكن ما يحدث دائما يكون بعكس التوقعات حيث تمنح من جديد تأشيرات الدخول والجلوس على  الكراسي التي اعتادت على الرفاهية واكتناز المال العام.

وبصراحة  تنامي الأفكار السلبية وارتفاع وتيرة الانتقادات اللاذعة التي تطال  أي قرار يتعهد بتحقيق تغيير جذري في بنية المؤسسات الإدارية ليس بالأمر الجديد ولكن وجود حالة أو تجربة إدارية تزيح وبجدارة هذا الواقع التشاؤمي وتكسر كل المفاهيم النمطية هو القضية التي تستحق اليوم تسليط الضوء عليها لتكون نقطة انطلاق جديدة في برامج ومراحل الإصلاح الإداري .