دراساتصحيفة البعث

“واشنطن إكزامينر” تسخر من بايدن

عناية ناصر

تراجعت شعبية الرئيس جو بايدن منذ أن أدى اليمين الدستورية في كانون الثاني من عام 2021. وبحسب بول بيدارد في مقال افتتاحي في صحيفة “واشنطن إكزامينر”، فإن شعبيته تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ عهد هاري ترومان.

وتطرح الصحيفة سؤالاً: ماذا على بايدن فعله؟ فمن داخل حزبه الديمقراطي، يتمّ إرسال الرسالة بشكل متزايد بأن بايدن يجب ألا يسعى إلى إعادة انتخابه في عام 2024، لكن إذا أخذ بايدن هذه النصيحة، وأعلن أنه لن يسعى لولاية ثانية، ماذا سيفعل بعد ذلك؟. لقد استمر في شغل المناصب السياسية دون توقف تقريباً منذ انضمامه إلى مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 1973 عن عمر يناهز 30 عاماً، وهو الحدّ الأدنى للسن المطلوب بموجب دستور الولايات المتحدة. لذلك إن أحد الخيارات المتاحة للسياسي الذي قد لا يرغب في الابتعاد عن السلطة السياسية حتى الآن، هو البحث عن فرصة في أوروبا.

وفي استطلاع للرأي، تبيّن أن أقل من 4 من كل 10 أمريكيين شملهم الاستطلاع يقولون إنهم يدعمون بايدن، والأغلبية تعارض ذلك. في المقابل، في بعض البلدان في أوروبا على الأقل، تشير استطلاعات الرأي إلى دعم الأغلبية لـ بايدن. تشير أرقام استطلاعات رأي مركز “بيو” للأبحاث التي أجريت في الربيع الماضي إلى أن الثقة في بايدن بلغت 53 في المائة في فرنسا، و56 في المائة في كلّ من إسبانيا وبريطانيا، و64 في المائة في ألمانيا. تجدر الإشارة، مع ذلك، إلى أن هذه الأرقام جاءت أقل من الأرقام منذ بداية رئاسة بايدن.

قد تكون أوروبا أرض الفرص السياسية لـ بايدن بعد أن تراجع الكثير من الناخبين في وطنه، وحتى في حزبه عن دعم احتمال سعيه لإعادة انتخابه كرئيس للولايات المتحدة. وعليه إذا كان بايدن يرغب في البقاء في منصب رفيع، فقد حان الوقت الآن لأفراد حملته لإجراء استطلاع رأي في جميع أنحاء أوروبا والبحث، حيث قد يكون مؤهلاً للحصول على منصب رفيع في القارة. ربما يمكن أن يشغل بايدن منصباً حكومياً رفيعاً في أوكرانيا، إذ لديه خبرة كنائب رئيس وعضو في مجلس الشيوخ في أمريكا، لذلك ربما يكون على استعداد لتولي شيء آخر غير المنصب الأعلى في أوكرانيا. حين كان نائباً للرئيس، تعامل بايدن مع الكثير من أعمال السياسة الخاصة بأوكرانيا.

وفيما يلي بعض المناقشات، من مقال الكاتب والصحفي ماكس بلومنتال، حول عمل بايدن المتعلق بأوكرانيا في وقت قريب من الإطاحة بالحكومة الأوكرانية بدعم الولايات المتحدة عام 2014: “بحلول شباط 2014، تمّت الإطاحة بـرئيس أوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش بمساعدة القوى المتطرفة اليمينية. ومع وجود حكومة جديدة حظيت بدعم الولايات المتحدة، تولى بايدن دوراً مهماً في تسيير شؤون أوكرانيا اليومية”.

في ذاك الوقت أشارت مجلة “فورين بوليسي” إلى أنه لم يكن لأحد في الحكومة الأمريكية نفوذ على أوكرانيا أكثر من نائب الرئيس جو بايدن. كما وصف المجلس الأطلسي بايدن بأنه “الشخص المهمّ في أوكرانيا في إدارة أوباما”. وقال مايكل كاربنتر، مستشار السياسة الخارجية لـ بايدن: “كانت أوكرانيا على رأس أو واحدة من أهم ثلاث قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية التي كنا نركز عليها، وكان بايدن في مقدمة ذلك وفي المركز منه”.

بالطبع، منذ أن أصبح رئيساً، كان بايدن يدفع الأموال والأسلحة بأسرع ما يمكن لرئيس أوكرانيا الحالي فولوديمير زيلينسكي، لذا فإنه مدين بالفعل لبايدن. واليوم ربما يجد بايدن فرصة أفضل في مكان آخر في أوروبا، لكن من الجيد دائماً أن يكون لديك خطة احتياطية.