صحيفة البعثمحليات

مشاريع تخرج هندسة العمارة ترهق الطلاب.. والكلية تجتهد باتجاه التخفيف عنهم..!

دمشق _ لينا عدره

اللجوء إلى المشاريع المشتركة لتغطية نفقات مشروع التخرج، والبالغة مليون ليرة سورية، بات الخيار الوحيد أمام عدد كبير من طلاب الهندسة المعمارية، نظراً لما تشكله هذه المشاريع من عبءٍ كبيرٍ على الطالب يضاف إلى أعباء أخرى خلال سنوات الدراسة الخمس، لتغدو “الهندسة المعمارية” بنظر الكثير من الطلاب من أكثر الكليات تكلفةً، شأنها شأن كليات كـالطب الأسنان والفنون الجميلة والهندسة المدنية، لدرجة تدفع أحياناً ببعض الطلاب لتجنب الدخول إليها بسبب الأعباء خاصةً في ظل الظروف الحالية.

تحدث بعض طلاب الهندسة المعمارية لـ “البعث” عن معاناتهم عند التحضير لمشاريع تخرجهم، ليقترح عددٌ منهم، اعتماد التصميم على الحاسوب ومناقشة المشروع من خلال عرضه بواسطة بروجكتور، ما يوفر 75% من التكلفة المادية على الطالب، لأن الماكيت حسب ما أوضح الطلاب مكانه المستودع، ومصيره الإهمال، ولن يتم تنفيذه على أرض الواقع..!.

د. عقبة فاكوش عميد كلية الهندسة المعمارية اعتبر أن مشروع التخرج هو المشكلة القديمة الجديدة، التي لطالما تردهم استفسارات وبشكلٍ مستمر حول تكلفتها، مشيراً خلال حديثه لـ “البعث” إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في الأعداد المرتفعة للخريجين في جامعة دمشق، والتي وصلت فيها أعداد  مشاريع التخرج  لـ 240 مشروع وأكثر من 450 طالبا، في حين كانت في الفترات السابقة تتراوح مابين 60 إلى 80 مشروعا في السنة، وبالتالي ومع هذا العدد الكبير لا يمكن استخدام طرق حديثة أو إنجاز فيديو بروجكتور، مبيناً أننا وبمقارنة بسيطة مع جامعات قريبة كالجامعات الأردنية سنلاحظ أن عدد المشاريع المنجزة فيها لا يتجاوز العشرين مشروع، الأمر الذي يمكنهم من التحكم بالأسلوب الأفضل والطريقة المناسبة..!

وأضاف فاكوش أن الهوة كبيرة بين الأعداد المرتفعة جداً لمشاريع التخرج مقابل العدد القليل للأساتذة، لافتاً إلى أنهم ومراعاةً للظروف الحالية ولأوضاع الطلاب عمدوا إلى تقديم بعض التسهيلات، كالاستعاضة عن المجسمات لتكلفتها الباهظة، لتكون “أوبشن”، والسماح لأي طالب وعن طريق برنامج بسيط على الحاسوب إنجاز ثلاثة أبعاد وتوضيح كل ما هو مطلوب في المشروع، مشيراً إلى أن الكلية لا تقيد الطلاب بنوعية محددة من الورق لتخفيف النفقات، إذ أن الفرق بين نوعية الورق العادي والنوعيات الأخرى تصل لعشرة أضعاف..! مشدداً على أنهم كـلجان لا يولون هذا التفصيل أي اهتمام، لأن المهم عند لجان التحكيم جوهر الفكرة، وليس نوعية الورق، إلا أن بعض الطلاب لا يلتزم بهذا الأمر، بل يتمسك ولا يقبل باستخدام ورق عادي، أسوةً ببعض زملائهم رغم تأكيد اللجان بعدم تأثير هذه النقطة على قراراتهم..!.

من التسهيلات التي عملت عمادة الكلية تقديمها للطلاب – حسب فاكوش – تقليل عدد اللوحات والاكتفاء بالحد الأدنى، موضحاً أنهم ومن خلال زيارتهم لجامعات خارج القطر لم يلحظوا وجود اختلاف بين ما يتم إتباعه في كلياتنا وبين تلك الكليات، مشيراً إلى أن عدد اللوحات يتراوح ما بين 4 إلى 6 لوحات أي كما هو متبع في الجامعات الأخرى.

كما لفت فاكوش إلى السماح في بعض الأحيان لمن يريد من الطلاب استخدام وإنجاز فيديو وعرضه أثناء التحكيم، لتبقى تلك الحلول هي المتاحة في الوقت الحالي لأن التخلي عن الطريقة السائدة أو تغييرها غير وارد على الأقل هذه الفترة، ريثما تنخفض الأعداد ويخف الضغط، ما سيسمح بالتالي باستخدام طرق أخرى كعرض المشروع عن طريق بروجكتور أو غيرها من الطرق الأخرى، مبيناً أنهم كعمادة يحاولون تطبيق تلك الأفكار والتسهيلات، وإعطاء علامة حتى للمشروع البدائي، ما يساهم بأخذه على محمل الجد من قبل الطلاب، الأمر الذي يمكنهم عند التقدم بلوحاتهم من  العمل بجدية وبشكلٍ مفيد استعداداً للمرحلة الثانية لمشروع التخرج.