دراساتصحيفة البعث

“نيويورك تايمز” تفضح دور الاستخبارات الأمريكية والأوروبية في أوكرانيا

عناية ناصر

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ضباط وكالة الاستخبارات المركزية متواجدون في كييف لنقل المعلومات الاستخباراتية إلى المسؤولين الأوكرانيين، وأن قوات العمليات الخاصة من عدة دول حليفة تدرّب القوات الأوكرانية بالقرب من ساحة المعركة، لأن هذه العمليات السرية في أوكرانيا هي جزء من جهد كبير من قبل الحكومات الغربية في محاولة لإضعاف روسيا.

ونقلاً عن مسؤولين حاليين وسابقين لم تفصح عن أسمائهم، توضح الصحيفة أن وكالة الاستخبارات المركزية قامت بنشر ضباط سراً في كييف لتقديم معلومات استخباراتية حول الحرب إلى المسؤولين الأوكرانيين. ووفقاً لـ إريك شميت في صحيفة “نيويورك تايمز”، فقد “استمر أفراد وكالة الاستخبارات المركزية في العمل في البلاد سراً، ومعظمهم في العاصمة كييف، وقاموا بتوجيه كميات هائلة من المعلومات الاستخباراتية التي تشاركها الولايات المتحدة مع القوات الأوكرانية”.

وفي هذا الإطار، يقول بعض ضباط الجيش الأوكراني إن المخابرات الأمريكية لها تأثير وتواجد كبيران في ساحة المعركة، وتصف صحيفة “نيويورك تايمز” مجريات العملية بالقول إن وكالة المخابرات المركزية توفر صور الأقمار الصناعية للقوات الأوكرانية بالقرب من الخطوط الأمامية باستخدام الحواسيب، الأمر الذي يمكّن جنود كييف من الوصول إلى تطبيق رسم خرائط ساحة المعركة للمساعدة في استهداف القوات الروسية.

يعتبر تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” أول اعتراف بوجود أمريكيين على الأرض في أوكرانيا، على الرغم من أن الرئيس جو بايدن تعهّد بعدم نشر القوات الأمريكية في أوكرانيا وقام بسحب 150 جندياً كانوا يقومون بتدريب القوات الأوكرانية قبل العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا. ومع ذلك، قام العديد من حلفاء أمريكا في الناتو  بسد ذلك الفراغ، فوفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”، تقوم قوات العمليات الخاصة من بريطانيا وفرنسا وكندا وليتوانيا بتدريب القوات الأوكرانية بالقرب من الخطوط الأمامية، حيث كان دور القوات الخاصة هو تدريب وتقديم المشورة للقوات الأوكرانية وتوفير قناة لتدفق الأسلحة.

يعترف شميت أن وجود ضباط وكالة الاستخبارات المركزية والقوات الخاصة الأوروبية في أوكرانيا يتعارض مع الروايات السابقة في شبكة “سي إن إن” الإخبارية، وصحيفة “نيويورك تايمز” نفسها. ففي الثامن من حزيران الماضي، كتبت جوليا بارنز في صحيفة نيويورك تايمز أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لديها “نقاط عمياء” في رؤيتها وتعاملها مع تطورات الأحداث في أوكرانيا. وفي 19 نيسان الماضي، أشارت مقالة في شبكة “سي إن إن” إلى أن البيت الأبيض لا يمكنه مراقبة دخول الأسلحة إلى أوكرانيا إلا لفترة قصيرة، وأن الولايات المتحدة تكاد تكون معدومة القدرة في تعقب تدفق الأسلحة.