مجلة البعث الأسبوعية

دقوا على الخشب !

بشير فرزان

من منا لايتذكر ذلك الحلم الرياضي  الجميل الذي دغدغ في الثمانينيات من القرن الماضي مخيلتنا وداعب أفكارنا التي تمردت على قناعاتنا  وانجرت وراء الأمل الضائع بوصول منتخبنا إلى نهائيات كأس العالم حيث كان الجميع آنذاك مصاب بفوبيا الخوف من ضياع حلم التأهل للمونديال الذي تكررت حلقات فشله وخيبات الأمل في الوصول إليه حتى الآن  ..ورغم مرور سنوات طويلة على ذلك الحلم الشعبي إلا أن أصوات المعلق التشجعية لازالت حاضرة في ذاكرتنا إلى جانب    تلك الأغنية أو (الرقية)التي أطلقها الفنان عصمت رشيد (دقوا على الخشب يا حبايب للمنتخب) والتي رددها الناس لأيام طويلة ولكن دون جدوى فقد أصيب منتخبنا حسب المعلق الرياضي (بالعين) وخاصة أولئك اللاعبون الذي منحوا تأشيرات دخول إلى صفوف المنتخب دون وجه حق.

ما نريد قوله من خلال هذا المثال الواقعي هو توصيف حقيقي لمشاريع  العديد من الوزارات التي لم تف بوعودها كالكهرباء التي لم تستطع تقليص ساعات التقنين  والتجارة الداخلية العاجزة عن كبح الغلاء  والاتصالات والنت الضعيف  والإسكان ومشاريع السكن الشبابي المتوقفة ولن ننسى أيضا وزارة الإعلام  ووعود بتطوير الواقع الإعلامي بكل تفاصيله دون أن يكتب لهذا المشروع الولادة حتى الآن وليس من باب التقييم ولكن من باب الشفافية والصراحة يمكن القول أن  ماتم تنفيذه في مجال الارتقاء بالواقع الاعلامي وانتشال العاملين فيه من حالة القلة والعوز  لم يكن سوى محاولة للانقلاب على الذات واللعب في الوقت الضائع وحقيقة التعاطي مع هذا الملف التي لم تخرج  من دائرة الاستعراض الإعلامي وخاصة مع انفكاك الجهة المعنية من مسؤولياتها في تأمين الأدوات التنفيذية والبيئة التشريعية التي تخدم تحقيق هذا الهدف وتؤمن الحاضنة المطلوبة للعاملين في هذا المجال بمافي ذلك الحماية القانونية .

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا مع دخول قانون الجريمة الالكترونية حيز التنفيذ ..كيف يمكن الدخول إلى ساحة الأعلام الحقيقي والفاعل   بخطط وأفكار “دون كيشوت” ؟ولماذا تتهرب الجهات المعنية من مسؤولياتها وتتهم كل من يطالب بتوفير متطلبات العمل على اختلافها بأنه  يحاول الدخول إلى هذه الساحة من “خرم الإبرة ” رغم أنها مطالبة اليوم بأداء متميز وتحركاً استثنائياً ؟فهل نستمر بالدق على الخشب أم نخطو خطوة واثقة في هذا  المشروع الكبير  الذي يمثل الوجه الايجابي والمفعل الأقوى لتوجيه الرأي العام وإيجاد  هوية حقيقية مهنية للإعلام تندرج ضمن تصنيفات أعلام الحلول ؟!