تحقيقاتصحيفة البعث

مولدات الكهرباء الملوثة للبيئة تثير الرعب في القامشلي.. تزايد في عدد إصابات السرطانات والاحتشاءات القلبية !!

القامشلي – كارولين خوكز 

مع تراجع واقع الكهرباء نتيجة قلة موارد الطاقة، وصلت ساعات التقنين في مدينة القامشلي وريفها إلى فترات طويلة تجاوزت الـ 10 أو الـ 15 ساعة متواصلة باليوم، مقابل ساعة وصل أو أقل.

غياب الكهرباء في النهار بعد أن أصبحت زائراً خفيف الظل لا يمكث لأكثر من نصف ساعة، عزز من حضور مولدات الديزل ذات الحجم الكبير والصوت المزعج، والتي تنتشر بشكل ملفت للانتباه في شوارع المدينة، إضافة إلى المولدات الصغيرة التي تعمل على البنزين. وما زاد الطين بلة الاستخدام البدائي للحراقات التي تعمل على تصفية النفط الخام في الأرياف ومناطق تواجد النفط، الأمر الذي ضاعف من نسبة التلوث في أجواء المدينة نتيجة الأبخرة والدخان الذي بات ضرره واضحاً من خلال الكشف عن تزايد حالات أمراض السرطان وأمراض التحسس والربو، في ظل غياب الإجراءات اللازمة للتخفيف من نسب التلوث!.

النسب مخيفة!                                     

ويؤكد الدكتور سربست مجيد اختصاصي الأمراض القلبية والداخلية أنه في الآونة الأخيرة ازدادت الأمراض الداخلية، وبالأخص الأمراض القلبية، كما زادت نسبة الإصابة بحالات الخناق الصدري والاحتشاءات القلبية عن 30%، معللاً السبب بانتشار مولدات الكهرباء في أحياء المدينة، والمولدات الصغيرة داخل المنازل التي تعمل على الوقود المكرر بطرق بدائية، حيث يتمّ امتصاص التربة للدخان المتصاعد واستنشاقه من قبل الإنسان مما يتسبب له بالضرر القاتل.

وبيّن مجيد أن ازدياد  نسبة الإصابات بالاحتشاءات ونقص التروية القلبية لا تنحصر بأعمار محددة، بل تشمل الصغار وأكثرها ما بين 30 و40 سنة، كما أن هناك إصابات تظهر فوق سن الـ 50 والتي نادراً ما كانت  تحت هذا السن، ولفت الى عدم توفر مراكز متخصصة بالدراسات البيئية التي تهتمّ بطبيعة تركيب أدخنة هذه المولدات التي تؤثر على القلب والشرايين.

أورام المجاري التنفسية 

من جانبها، أكدت الدكتورة نرجس حصّاف (اختصاصية أنف وأذن وحنجرة) أن هناك آثاراً بالغة الخطورة للتلوث البيئي تؤدي إلى أمراض تصيب الأنف والحنجرة، مشيرة إن المستويات المرتفعة من تلوث الهواء تحرض نوبات الربو القصبي التحسسي وتزيد من أمراض الرئة لأنها مرتبطة بتلوث الهواء الناتج عن الدخان، ومنها الاضطرابات التنفسية المتمثلة بالسعال وصعوبة التنفُّس، ودخول السموم للدورة الدموية، وانتشارها في كامل أعضاء الجسم، وأشارت حصّاف إلى ارتفاع نسبة السرطانات كأورام المجاري التنفسية العلوية والسفلية، والتي سببها الدخان المنبعث من المولدات ودخان السيارات، إضافة إلى أمراض تهيج العينين والأنف والحنجرة، وطالبت حصّاف المواطنين بضرورة مراجعة الطبيب عند الشعور بحالات ضيق التنفس والتهيج المستمر في العينين والأنف والحنجرة لأخذ العلاج اللازم قبل استفحال المشكلة طالما التلوث مستمر.

سرطان الثدي

ومن جهتها، تحدثت د. ريما صايغ اختصاصية التشريح المرضي عن ارتفاع نسبة سرطان الثدي لدى أعمار بين 30 – 40 سنة وبسلوك أشرس، لافتة إلى أنه لا نستطيع الربط المباشر للإصابة بسرطان الثدي والتلوث البيئي، أما ازدياد الإصابة بسرطان الجهاز البولي وسرطان الجهاز الهضمي فيمكن ربطها بالتلوث البيئي والناتجة عن ملوثات الهواء، عدا عن استخدم المبيدات الزراعية، وري المزروعات والسقاية بمياه مصادرها غير معروفة قد تكون مياه الصرف الصحي، ومع ذلك فالإصابات المفروض زيادتها هي سرطان الرئة والتي لا تزال بمعدلاتها الطبيعية.

وأشارت صايغ إلى أن الواقع الطبي في المدينة يفتقر إلى اختصاصات دقيقة وضرورية يمكن من خلالها تأمين العناية اللازمة والخروج بمعلومات دقيقة عن أي حالة مرضية.