ثقافةصحيفة البعث

د. شعبان للأدباء والكتاب العرب: أنتم ضمير ووجدان الأمة

دمشق – أمينة عباس

حرصاً على إنجاح ما تم إنجازه في اجتماع مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب الذي اختتم فعالياته مساء أمس آثرت د. بثينة شعبان المستشارة في رئاسة الجمهورية أن تلتقي الوفود المشاركة صباحاً في فندق الشام قبل مغادرتهم دمشق بحضور د. علاء عبد الهادي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ود. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتّاب العرب،

وأكدت د.شعبان في هذا اللقاء أن الفضل يعود إلى الكتّاب في نجاح هذا الاجتماع الذي كان غنياً بفعالياته، شاكرة لهم قدومهم إلى سورية في هذه الظروف الصعبة وقد تكبدوا عناء السفر، مبيّنة أنها شعرت من خلال فعاليات الاجتماع أنها إزاء قمة عربية ثقافية وأدبية وقد رممت ما نفتقده في حياتنا اليومية، مشيرة إلى أن الاجتماع كان فرصة للتفكير سوية ووضع تصوّر لكل القضايا التي تشغل المثقف العربي ولاسيما موضوع التطبيع مع العدو الصهيوني الذي يحاول عبر الإعلام أن يروّج لسياسية التطبيع ليبدو وكأن العالم العربي كله أصبح تحت سيطرته، مبينة أن هذا الأمر ليس صحيحاً، فالشعوب العربية وخير مثال الشعب المصري رفض سياسة التطبيع مع العدو، وهذا دليل على دور الشعوب في رفضه ولكنها شعوب مغيبة عن الإعلام العربي الخاضع لسيطرة أسياد الإعلام، مؤكدة د.بثينة شعبان للوفود أنهم كمثقفين وكتّاب هم من يعبّرون عن ضمير الأمة ووجدانها، وأن العالم العربي ليس كما يقول البعض يعاني من تصحر على صعيد المفكرين والمثقفين والمحللين، وهذا ما لمسته في متابعتها لهم في فعاليات الاجتماع، وتساءلت: “لماذا تترك الشاشات لسياسيين معينين ليس لديهم الإمكانيات التي يمتلكها المثقف والمفكر؟” مبينة أن السبب هو وجود إعلام معادٍ ناطق بالعربية وفكره معادٍ ومحتواه معادٍ لضمير الأمة وثقافتها، ولكن حين نكون حاضرين بفكرنا وثقافتنا وعروبتنا نقلص حضور من يستهدفنا، فالأدب والسياسة لا ينفصلان، والسياسة تغتني بالأدب، والأدب يزداد عمقاً باهتمامه بالسياسة، لذلك أكدت د.شعبان على أهمية حضور الأدباء في المشهد السياسي لأن كل واحد منهم يمثل ضمير ووجدان الأمة، متمنيةً أن يكون لقاء دمشق الناجح جداً نواة لعمل عربي مشترك ومستداماً في الفكر والثقافة والسياسية والترجمة في ظل ما نفتقده من ترجمات حقيقية عن قضايانا التي يتم تناولها من قبل الإسرائيليين والأمريكيين المتصهينين الذين يصدّرون ما يرونه مناسباً لهم وينشرون الكتب التي لا علاقة لها بالواقع مثلما فعلوا مع سورية في الحرب عليها، في الوقت الذي يجب أن نخبر العالم بروايتنا المعبّرة عن واقعنا، مشيرة إلى أنها وباجتهاد شخصي قامت عام 2016 بتأسيس مركز أبحاث باسم “وثيقة وطن” مهمته الأولى توثيق الحرب على سورية من أفواه الناس الذين عاشوا هذه الحرب وهي مؤسسة ثقافية مستقلة.

وختمت شعبان بالإشارة إلى أننا مستهدفون ثقافياً بقدر ما نحن مستهدفون سياسياً كوطن عربي.. من هنا تأتي أهمية تبادل الأفكار والآراء والسعي لتوثيق إرثنا الثقافي الكبير الذي لم يكتبه ولم يوثقه أحد، وهو ثروتنا وهويتنا الوطنية التي يجب ألّا نتخلى عنها.. ثم استمعت لانطباعات الوفود عن زيارتهم لدمشق وقد اتفق الجميع على أهمية الثقافة ودورها في تنمية العلاقات المتبادلة ليس بين المثقفين في البلد الواحد فقط وإنما في الوطن العربي أيضاً وأن الاجتماع أكد على أن الثقافة توحّد وتجمع، وأن اللقاء سيتكرر دوماً ليكون المثقفون القدوة معبّرين عن سعادتهم في أنهم كانوا في سورية التي تتعافى وتخرج من ركام الحرب عظيمة تأبى الانكسار وقد لمسوا بقدومهم إليها حجم الأكاذيب والتشويهات التي يظهرها الإعلام المأجور عن الواقع في سورية وصمود الإنسان السوري الملتف حول قيادته والمؤمن بالحياة والذي كسر على صخرة صموده كل المؤامرات العالمية التي تحاك حول سورية، فنجح الإنسان السوري في تخطي هذا المأزق، مؤكدين أن سورية كانت وستبقى قلعة الصمود والتحدي، معبّرين عن إعجابهم بالوعي الثقافي الموجود لدى الدولة السورية واعتنائها بالثقافة والمثقف الذي يشكل وجدان الناس ويصحح المفاهيم الخاطئة لدى العامة.