مجلة البعث الأسبوعية

نبض رياضي.. زوبعة اتحاد كرة اليد

البعث الأسبوعية-مؤيد البش

مخاض عسير عاشته كرة اليد خلال الفترة الماضية انتهى مؤخراً بولاد اتحاد جديد للعبة بعد انتخابات جرت تحت إشراف الاتحاد الدولي الذي وضع الخطوط العريضة للعملية الانتخابية وأرسل مندوبيه ليكونوا شاهدين على ما ستؤول إليه الأمور.

ورغم كل هذه الإجراءات والتدقيق القانوني بهوية المرشحين والمصوتين وأعضاء المؤتمر والأخذ والرد، إلا أن أحد المرشحين لرئاسة الاتحاد لم يتقبل نتيجة الخسارة، بل سارع وفق مصادر لـ”البعث الأسبوعية” لتقديم اعتراض خطي على صحة بعض الأوراق الانتخابية، ومتوعداً بأنه سيستمر في اعتراضه الذي تم إيداعه لدى لجنة الاستئناف وبحضور مندوب الاتحاد الدولي.

وبعيداً عن نتائج الانتخابات التي جاءت بأشخاص لهم خبرتهم الواسعة وبعضهم يملك تجارب سابقة في الاتحاد، إلا أن ما شهدته اللعبة خلال العامين الماضيين يدعو للتوقف والتساؤل بجدية عن سبب الانقسام الذي تعيشه كوادرها والتي أوصلت الأمور إلى حد تبادل الشتائم والتشابك بالأيدي في كل اجتماع، إضافة لعدم تقبل قرارات المكتب التنفيذي والتي جعلت الاتحاد الدولي يتدخل بشكل صريح ومحرج.

اللعبة وعلى شعبيتها في مرحلة سابقة إلا أنها خلال العقدين الماضيين دخلت مرحلة الموت السريري، فبات عدد المنظرين ومدعي المعرفة فيها يفوق عدد اللاعبين والأندية الممارسة لها، وحتى مسابقاتها كانت فقيرة فنياً وبمشاركة أندية عددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة في بعض الحالات، مع وجود شبه تهرب من الأندية عن احتضانها لأسباب مالية تارة ولكثرة المشاكل الفنية والإدارية فيها تارة أخرى.

الاتحاد الجديد وبناء على معطيات الواقع الحالي ليس مطالباً بتصحيح الأوضاع المزرية لمختلف المفاصل فحسب ، بل ربما هو مجبر على العودة لنقطة الصفر والبدء بإعادة بناء اللعبة من اللجان الفنية إلى المدربين مروراً بالحكام والأندية واللجان الرئيسية، لكن ربما الأكثر إلحاحاً هو ضرورة وضع حد للتجاوزات التي باتت صفة ملازمة لكل مسابقة أو بطولة مع عدم الاكتفاء بالعقوبات البسيطة التي لم تمنع تكرار هذه الحوادث.

نسبة التفاؤل بأن تكون المرحلة القادمة للعبة مختلفة ليست كبيرة وليس من الوارد أن نشهد خلال فترة قصيرة تغييرات جذرية تعيد لكرة اليد هيبتها وسابق عصرها، لكن المفروض أن يلمس محبوها اختلافاً في التعاطي مع الملفات الساخنة من قبيل المسابقات والمنتخبات الوطنية ودورات تأهيل المدربين والحكام، إضافة للمضي قدماً في إنهاء الخلافات التي لم تجر على اللعبة سوى الخيبات والمشاكل وجعلتها مضرباً للمثل في عدم الانضباط.