ثقافةصحيفة البعث

أطفال مسرحية “حرف”: من حقنا العيش مثل كل أطفال العالم

حلب – غالية خوجة

كيف تناولت مسرحية “حرف” حقوق الطفل، والتي عُرضت في المركز الثقافي العربي بالسفيرة برعاية وزارة الثقافة -مديرية ثقافة الطفل- مديرية الثقافة بحلب؟.

باستعراض درامي متناغم، وتفاعل ميداني واقعي مع الحضور، قدّم المخرج محمود درويش مسرحية “حرف” وذلك ضمن احتفالية يوم الطفل العالمي “20”، وكانت ضمن المسرح المعدّ من قبل الأطفال تأليفاً وأداء، وهم ليان اسكيف التي كتبت عن الهجرة وكيف تشتّت الأولاد بعد غرق الأب، مطالبة المهاجرين بالعودة إلى وطنهم، بينما كتبت لانا قضيماتي عن الزواج المبكر وتأثيراته السلبية على الفرد والمجتمع من خلال تأثيره على الأطفال، وبدورها كتبت دعاء ماردنلي عن العنف من خلال فقرة الحبر والرسم وقوس قزح وكف أمها الذي لطمها وسمّته النيزك، وأكمل فكرة الحبر والبحر يوسف عطره ليصل إلى آثار الحرب وعمالة الأطفال، وتابع حمزة حمدو الفكرة عن البحر كأساس للماء بعد التبخر، وارتأى محمد قضيماتي أن يكتب عن الحرب والتعبير عن الرأي كحق من حقوق الطفل.

وتَشارك الأطفال المؤلفون في تقديم العرض مع أغانٍ من كلمات فخري قدورة، وموسيقا معبّرة من تأليف عمّار عساني، وسينوغرافيا أدّت الغرض في صالة نادي السفيرة الرياضي التي غصّت بالمشاهدين من كافة الأعمار، الذين عبّروا عن سعادتهم بهذا العرض المبنيّ على عدة رسائل، منها المحبة والسلام والفرح والتعانق بين الموسيقا والقصة والغناء والمسرح، مؤكدين على الانتماء للوطن والهوية وإعادة البناء النفسي والفكري لمحو آثار الحرب من خلال متابعة العلم وحرية الرأي ورفض الزواج المبكر والعمالة والعنف من أجل أن يحيا الطفل بحقوقه الإنسانية المشروعة والطبيعية ليبني ذاته والمجتمع والحياة، ومن هذا المحور انطلق العرض وانتهى، وحكى بأصوات الأطفال عن اتفاقية حقوق الطفل وحمايته في الحرب ومن المجموعات المسلحة: من حقي العيش في كنف الوالدين، من حقي الجنسية، العلاج، ومن حقي العيش في وطن آمن.

والملفتُ سؤال أطفال المسرحية الموجّه للعالم: لماذا تدمرون وطني سورية؟ من حقنا أن نعيش مثل كل أطفال العالم.

وقال محمود هويدي الطالب في الصف السادس في السفيرة: أعجبتني المسرحية، إنها حلوة، وأتمنى لو مثلت معهم. بينما قال عمر حسون، الصف التاسع، من طلاب السفيرة: أحببت العرض، وكان جميلاً، لكننا نتيجة الظروف نضطر للعمل أحياناً، وتمنى الطالب طارق اصطيف، الصف السادس، من السفيرة، أن يحيا الأطفال بشكل أفضل بعد الانتصار، وأكد: متفائل إن شاء الله.

وبدورها، قالت سارة الحسين العمري (37) سنة: قرّرت أن أتحدى العرض وأعمل عرضاً أجمل مع أولادي.

ولفتت نظري امرأة من الحضور، فاقتربت منها وسألتها عن اسمها وانطباعها وعمرها؟ فأجابتني: شعيل الإبراهيم، 60 سنة، سعيدة معكم، ورفعت العلم السوري بيدها وإشارة النصر مضيفة: سنكون أفضل.

وأكد ربيع عرجه رئيس المركز الثقافي العربي بالسفيرة على القانون “21” الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد، وضرورة التوعية بحقوق الطفل، ومن هذه الوسائل المسرح ودوره في الحياة، ودور وزارة الثقافة في تطوير هذه الحياة، لافتاً إلى أهمية العرض تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً، لأن الأطفال هم من يصنعونه في يومهم العالمي، خاصة وأننا نخرج من الحرب إلى ما بعدها بقوة أكبر، وتنمية شاملة للطفل وحقوقه ومهاراته ومستقبله، شاكراً الجميع.

وبين الأغنية الترحيبية التي تدعو إلى المحبة والسلام والفرح والأغنية الختامية، توالت المشاهد البانورامية عن الحرف وعناصر الطبيعة وآلام الوطن أثناء الحرب ومعاناة المواطن، سواء أكان طفلاً أم أماً أو أباً أو طالباً أو مهاجراً، مركزة على الحبر وأثره في الكتابة والرسم والحياة وتأريخ الوطن، وهنا، لا بد من الانتباه إلى الأحرف الثلاثة “الحاء” و”الباء” و”الراء” التي تحركت عبْرها مشاهد المسرحية ورسائلها المكتوبة من قبل الأطفال والموجهة للأطفال، والمتضمنة لعدة دلالات وعناصر، منها البحر، الحرب، الرحب. ثم…، ليلمع التحدي والاستمرار من خلال لعبة الحرف التي تكتب التأريخ وتبرز دور الذاكرة التراثية من خلال تدمر وزنوبيا: “يا أهل تدمر افتحوا الأبواب، لتسقط روما وتحيا تدمر، يحيا الوطن”.

سألت “البعث” المخرج المبدع محمود درويش عن البعد الفني في العرض؟ وهل كان من الممكن إدخال الحوار، سواء المونولوغي أو الديالوغي على النص؟ وكيف من الممكن إضافة واجبات الطفل إلى حقوقه؟.. فأجاب: العمل يُدرس على أن يقدم في الساحات العامة والحدائق لنوصل المسرح للأطفال، وضمن الظروف والإمكانات الحالية، استطعنا تقديم هذا العرض، وهو ضمن ما يُعرف بتجربة “الأطفال يعدون مسرحهم”، والتي بدأناها في سورية منذ عام 2002، وانتقلت إلى مسرح منظمة طلائع البعث عام 2003، واستمرت، وقدمنا عبْر مديرية الثقافة العديد من العروض منها “موسيقا تحت الرصاص” عام 2005 من إخراجي، ومونودراما “يوم عادي”، و”هيا نلعب” عام 2007.

وأضاف: لقد ختمتُ بسؤالي للحضور عن واجبات الطفل عندما يذهب إلى المدرسة، مثلاً؟ واتخذتُ من العرض لحظة تفاعلية مع الجميع ليتشاركوا في العرض.