أخبارصحيفة البعث

الخارجية الروسية: حقبة التعاون مع الغرب ذهبت إلى غير رجعة

البعث – وكالات:

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن عصر التعاون مع الغرب انتهى وأنه لا عودة إلى وضع ما قبل الـ24 من شباط الماضي.

وكتب مدير دائرة التخطيط الخارجي بالوزارة ألكسي دروبينين في مقال لموقع مجلة الشؤون الدولية المختصة بشؤون السياسة الخارجية حسب موقع روسيا اليوم: بصرف النظر عن مدة ونتائج العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا يمكننا القول إن حقبة الثلاثين عاماً من التعاون البنّاء بشكل عام وإن تخللته بعض المشكلات مع الغرب قد انتهت إلى غير رجعة.

وأضاف: “من الواضح أنه لا عودة إلى وضع ما قبل الـ24 من شباط في العلاقات مع دول أمريكا الشمالية وأوروبا”، مشيراً إلى أن استقرار العالم الحديث سيتم ضمانه من خلال تنسيق مصالح عدد من مراكز القوة الاقتصادية والنفوذ السياسي لتشكّل أقطاب النظام الجديد.

من جهة ثانية لم تستبعد المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروف، احتمال قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة في حال اتهمت الأخيرة موسكو بدعم الإرهاب، وقالت زاخاروفا تعليقاً على مناقشة مجلس الشيوخ الأمريكي لمطلب إدراج روسيا ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب: “إن هذه الخطوة يمكن أن تؤدّي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”، مشيرة إلى استعداد بلادها لأيّ تطوّر في القرارات الأمريكية تجاهها، وحتى في حال قرّرت واشنطن وقف علاقات التعاون الكاملة مع موسكو فإنها ستتحمل عواقب هذا الإجراء.

وشدّدت زاخاروفا على “أنه ليس بمقدور الولايات المتحدة أن تنكّل بالأنظمة التي يتهمها الأمريكيون بدعم الإرهاب”.

إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف، أن الولايات المتحدة تستخدم مع حلفائها التكنولوجيا المعلوماتية لتنفيذ أغراض هجومية وعدائية ضد دول أخرى.

ونقل موقع روسيا اليوم عن سيرومولوتوف قوله اليوم خلال عرض لنشاط الدورة الثالثة لمجموعة عمل الأمم المتحدة المفتوحة العضوية الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات: إن “الوفد الروسي كشف معتمداً على الحقائق أن الولايات المتحدة بالذات مع حلفائها تستخدم التكنولوجيا المعلوماتية لتنفيذ أغراض هجومية وعدائية”.

وأشار سيرومولوتوف إلى أن الولايات المتحدة وفي هذا السياق اعترفت بإنشاء جيش لتكنولوجيا المعلومات في أوكرانيا بهدف مهاجمة البنية التحتية الروسية.

وتعرضت العديد من المؤسسات الحكومية الروسية وبنوك المعلومات والبيانات الخاصة بالمواطنين الروس والأجانب في روسيا خلال الأشهر الماضية لهجمات الكترونية، بينما أقر رئيس القيادة الإلكترونية الأمريكية الجنرال بول ناكاسوني في مقابلة مع سكاي نيوز قبل فترة أن قراصنة معلوماتية يتبعون للجيش الأمريكي نفذوا عدة عمليات هجومية إلكترونية لدعم أوكرانيا.

وفي الشأن الأوكراني، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف اليوم، أن أوكرانيا تصف روسيا بالمعتدي لكنها تواصل قبول الأموال من موسكو من أجل نقل الغاز عبر أراضيها.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن بيسكوف قوله: إن أوكرانيا تواصل قبول الأموال من روسيا لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا على أساس منتظم، مشدّداً على أن تعليق النقل عبر القسم البولندي من خط أنابيب يامال أوروبا للغاز فضلاً عن حقيقة أن أوكرانيا أوقفت أحد فرعي إمدادات الغاز الروسي، هما من بين أسباب تراجع إمدادات الغاز إلى أوروبا، ومؤكداً أن “كل ذلك بالتأكيد بموجب ذريعة بعيدة الاحتمال”.

وأضاف: نواصل التسديد للأوكرانيين مقابل النقل عبر خط التشغيل الوحيد بغض النظر عن خطاب “المعتدي”، لكن الأموال تُقبل من أوكرانيا ويتم الدفع لها.

ووصف بيسكوف الوضع فيما يتعلق بإمدادات الغاز إلى أوروبا بشكل عام بالمتوتر والسخيف بسبب العقوبات المناهضة لروسيا.

وكانت تقارير أفادت في وقت سابق بأنه بدءاً من الثالث من آب زوّدت شركة غازبروم الروسية أوروبا بالغاز عبر أوكرانيا بحجم 41.7 مليون متر مكعب يومياً عبر محطة ضخ الغاز سودزا ورفض الجانب الأوكراني طلب التسليم عبر سوخانوفكا.

من جهة أخرى، أكد بيسكوف أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة لاستعادة دونباس ككانتون على الطريقة السويسرية.

وردّاً على الاقتراح الذي أعرب عنه المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر لحل المشكلات الإقليمية في شرق أوكرانيا وفقاً لنموذج الكانتون السويسري، قال بيسكوف: “لم يعُد هذا ممكناً حيث تم الاعتراف باستقلال جمهوريات دونباس من قبل روسيا والآن جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك الشعبيتان دولتان مستقلتان”.

وكان غيرهارد شرودر صرّح في وقت سابق عن استعداد الكرملين لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا، حيث أدلى بهذا التصريح بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.