الصفحة الاولىصحيفة البعث

بيلوسي في تايوان.. و”نيويورك تايمز” تحذر من خروج الوضع عن السيطرة

بكين – تايبية – وكالات 

قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، الأربعاء، لرئيسة تايوان، تساي إينج وين، إن الوفد الأمريكي جاء إلى تايوان “ليوضح بشكل لا لبس فيه أننا لا نتخلى عن تايوان”، على حد تعبيرها.

وأضافت: “الآن، أكثر من أي وقت مضى، تضامن أمريكا مع تايوان أمر بالغ الأهمية، وهذه هي الرسالة التي نحملها هنا اليوم”.

وفي كلمتها أمام البرلمان في تايوان، قالت بيلوسي إن التشريع الأمريكي الجديد الذي يهدف إلى تعزيز صناعة الرقائق الأمريكية لتكون قادرة على منافسة الصين “يوفر فرصة أكبر للتعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة وتايوان”.

وخاطبت بيلوسي، التي وصلت مع وفد من الكونغرس في ساعة متأخرة مساء الثلاثاء، رئيسةَ تايوان بالقول: “نشكرك على قيادتك.. نريد أن يدرك العالم ذلك”.

وكانت زيارة بيلوسي الموضوع السائد على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين، إذ حث العديد من المستخدمين بكين على الهجوم على الجزيرة رداً على ذلك، وأعربوا عن استيائهم من عدم اتخاذ إجراء عسكري لمنع وصولها.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الثلاثاء إن طائرة سلاح الجو الأمريكي التي تحمل بيلوسي، إلى تايوان اتخذت منعطفاً استغرق ثلاث ساعات؛ وذلك لتجنب أي صراعات عسكرية محتملة في بحر الصين الجنوبي.

الصحيفة أوضحت أن الطائرة التي حملت نانسي بيلوسي ومشرّعين ديمقراطيين آخرين تحركت من العاصمة الماليزية كوالالمبور بعد ظهر الثلاثاء، واتخذت مساراً ملتوياً صُمّم على ما يبدو لتجنب عبور بحر الصين الجنوبي؛ حيث تملك بكين وجوداً عسكرياً راسخاً هناك.

ولاحظ مئات الآلاف من الأشخاص الذين تعقبوا عن كثب مسار الطائرة التي تحمل نانسي، تعقباً آنياً، أن الطائرة اتخذت مساراً غير اعتيادي، حيث طارت الطائرة في مسار يشبه القوس فوق جزيرة بورنيو وحول الفلبين، بدلاً من اتخاذ المسار شبه الخطي الذي يمر عبر بحر الصين الجنوبي والذي تتخذه غالبية طائرات الرحلات التجارية، وذلك حسبما قال المتحدث باسم موقع تتبع الرحلات الجوية، إيان بتشينك.

كما أوضح بتشينك أن متوسط زمن أي رحلة تجارية من كوالالمبور إلى تايبيه هو حوالي أربع ساعات و 15 دقيقة. وأضاف أن الطائرة استغرقت أكثر من سبع ساعات.

بينما قالت بوني جلايسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني، وهو مؤسسة فكرية مستقرة في واشنطن العاصمة، إن سبب اتخاذ هذا المنعطف يتعلق بضمان السلامة. وأضافت أن المسار تجنب مضيق تايوان. وتابعت قائلة: “كانوا يفعلون أي شيء يرونه ضرورياً للمحافظة على سلامة الطائرة”.

وأثار المسار غير الاعتيادي الذي اتخذته الطائرة نحو إندونيسيا سلسلة من التكهنات على موقع تويتر، وضمت هذه التكهنات احتمالية تجنبها الطيران فوق بحر الصين الجنوبي؛ حيث تجري الصين تدريبات عسكرية وحيث سلحت هناك عدداً من الجزر الاصطناعية.

إلى ذلك، قالت صحيفة  “نيويورك تايمز” الأميركية إن رد الصين على زيارة بيلوسي كان رزيناً. فبعد وقت قصير من هبوط طائرة بيلوسي في تايبيه، عاصمة تايوان، أعلن دبلوماسيون صينيون أن الزيارة “تقوّض بشكل خطير” سيادة الصين والعلاقات بي الصين والولايات المتحدة. وقال مكتب شؤون تايوان التابع للحزب الشيوعي الصيني إن أي محاولة للسعي إلى استقلال تايوان “ستحطمها القوة الجبارة للشعب الصيني”.

وأضافت الصحيفة أنه سرعان ما فرضت بكين سلسلة من الإجراءات الاقتصادية العقابية، بما في ذلك تعليق صادرات الرمال الطبيعية إلى تايوان. وأعلن الجيش الصيني عن تدريبات بالذخيرة الحية في “مناطق يبدو أنها تنتهك المياه الإقليمية لتايوان” بحسب الصحيفة، حيث حذرت وكالة أنباء حكومية السفن والطائرات من الابتعاد “لأسباب تتعلق بالسلامة”.

وهددت التأكيدات والمواقف العسكرية الصينية بإثارة التوترات بشكل أكبر بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان، وهي جزيرة تتمتع بالحكم الذاتي. وعلى وجه الخصوص، فإن التدريبات، التي من شأنها أن تعرقل تعريف تايوان لمياهها الإقليمية الخاصة، قد شكلت مرحلة جديدة من سياسة حافة الهاوية شبيهة بأزمة عامي 1995 و1996، عندما أجرت تايوان أول انتخابات ديمقراطية لها.

وقال البعض في تايوان إنهم قلقون بشأن ما قد تفعله الصين بعد مغادرة بيلوسي. ومن المقرر أن تجري المناورات العسكرية التي أُعلن عنها بشكل كبير من يوم غد الخميس حتى الأحد المقبل.

وعلى الرغم من أن المحللين قالوا إن التدريبات تبدو وكأنها تدريبات لإظهار القوة في الداخل والخارج، إلا أنهم حذروا من أن مواجهة عرضية في الوضع سريع الحركة قد تخرج عن نطاق السيطرة. وقال محللون إن التدريبات العسكرية يمكن أن تمنع بشكل فعال الوصول، مؤقتاً، إلى بعض ممرات الشحن التجارية والموانئ التايوانية.

وكان الجيش الصيني أعلن بعد وقت قصير من وصول بيلوسي عن تدريبات جوية وبحرية مشتركة بالقرب من تايوان، واختبار إطلاق صواريخ تقليدية في البحر شرق الجزيرة، حيث تحدثت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” عن تدريبات بالذخيرة الحية وتدريبات أخرى حول تايوان من الخميس إلى الأحد.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن زيارة بيلوسي تلحق ضرراً كبيراً بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان، “ولها تأثير جسيم على الأسس السياسية للعلاقات الصينية الأمريكية، وتنتهك بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها”.

وقبل وصول بيلوسي، حلقت الطائرات الحربية الصينية على الخط الفاصل بين مضيق تايوان. وقال الجيش الصيني إنه في حالة تأهب قصوى، وسيشن “عمليات عسكرية محددة الهدف” رداً على زيارة بيلوسي.

وأبدت بكين غضبها من وجود بيلوسي في الجزيرة، وبدأت موجة من النشاط العسكري في المياه المحيطة بتايوان، واستدعت السفير الأمريكي في بكين، وأوقفت العديد من الواردات الزراعية من تايوان.