رياضةصحيفة البعث

سلبيات الألعاب بين المبررات والعجز..!

ناصر النجار

أقيمت أمس الاحتفالية التكريمية لأبطالنا الذين توّجوا بالمتوسط ورفعوا العلم السوري عالياً برعاية الاتحاد الرياضي العام، وهناك المزيد من الاحتفاليات القادمة المتوقعة من جهات أخرى.
الأبطال يستحقون أكثر من التكريم لأنهم كانوا بالفعل سفراء فوق العادة لبلدنا بحضورهم وتميزهم وإنجازهم الكبير.
وبعيداً عن تفاصيل الاحتفالية فإننا كنا نتمنى لو كانت بين المكرّمين رياضية من بطلاتنا، لكن المشاركة الأنثوية في هذه البطولة المهمة غابت لأسباب شتى، وربما أهم الأسباب تراجع مستوى الرياضة الأنثوية، وعدم وجود رياضية واحدة قادرة على دخول المنافسة الجادة، رغم وجود العديد منهن متفوقات بألعاب شتى، وبغض النظر عن هذا الأمر فعدم المشاركة يفرض على القائمين على الرياضة أن يسعوا بجدية لإعادة البوصلة باتجاه رياضتنا الأنثوية لعلها تستعيد بريقها عبر بطلة في ألعاب القوة، وأخرى بألعاب القوى، وثالثة في السباحة، وغيرها من الألعاب التي تجد الأنثى نفسها في ميادينها.
ومن السلبيات التي تعصر القلب اختصار التفوق الرياضي على ألعاب بسيطة معدودة على أصابع اليد الواحدة، لنتساءل عن بقية الرياضات وأحوالها وأسباب إخفاقها؟.
ومن المفيد أن نعود لنذكّر القائمين على الرياضة وألعابها أن امتحان الرياضة في ميادين المتوسط كشف لنا حقيقة ألعابنا، وبيّن لنا أسباب العثرات والعقبات التي تعترض العملية الرياضية، كما باتت واضحة طرق العلاج لتستقيم أمور الرياضة وتبدأ عملية النهوض من جديد.
من المفيد فعلاً أن ننظر إلى الخريطة الرياضية لنعيد تفعيلها، وإعادة توزيع الألعاب الرياضية بما يضمن نجاعة الألعاب وتطورها.
ولأن الألعاب التي حققت إشراقات في دورة المتوسط وغيرها من البطولات الرسمية، فلا بأس من التوجه إلى الريف لأنه الخزان البشري الذي يناسب هذه الألعاب، ومع المزيد من العناية والرعاية يمكن أن ينتج لنا الريف مواهب عديدة في ألعاب فردية كثيرة.
أيضاً هناك العديد من الألعاب الجماعية التي تجد لها متابعين ومحبين في ريفنا الجميل ككرة اليد، والكرة الطائرة، وكلنا نذكر الأندية الريفية التي تفوقت في هذه الألعاب ونافست وتخرّج فيها العديد من اللاعبين المتميزين كالسودا والدريكيش ومحردة والصقيلبية وصلخد والنبك والفرات، وغيرها كثير.
ما يحدث مع بعض الألعاب في المشاركات الخارجية كمنتخب الطائرة مؤخراً يؤكد أن الكثير من الألعاب تستوجب إعادة النظر على صعيد التوزيع الجغرافي، وعلى أسلوب الدعم الفني والمالي، هناك الكثير من المقترحات لرفع سوية هذه الألعاب، ولكن إلى متى سنبقى نصطدم بالعقلية التي تحبط رياضتنا من خلال وضع الأعذار والمبررات على التقصير بدل وضع الحلول لتفادي التقصير؟.