رياضةصحيفة البعث

معالجة الأخطاء خير من لوم الحكام.. والأندية مطالبة بتحمل مسؤولياتها

ناصر النجار
انطلقت الدوريات الأوروبية، وبدأت المفاجآت غير المتوقعة تسجّل حضورها المدويّ في بعض المباريات، كتعادل ليفربول وخسارة مانشستر يونايتد على أرضه، ومع ذلك لم نشهد هذا الغضب ولم نرَ الشغب والانفعال يسيطران على الجمهور أو كوادر الفريق ولاعبيه، وعلى العكس كان تصريح مدرّب ليفربول بعد تعادل فريقه: “لا نستحق أكثر من التعادل، والحكم لا دخل له بالنتيجة”.
تصريح حكيم وعقلاني من مدرّب لم يضع اللوم على أحد من خارج الفريق، ولم يبرّر التعادل بالحرارة أو الرطوبة أو أي شيء آخر، ربما أرادها رسالة لفريقه أنه لم يقدّم المطلوب، وربما يلوم نفسه على هذا التعادل!.
كرة القدم يجب أن يحكمها العقل والمنطق في تحليل أسباب الخسارة ومعرفة عوامل الفوز، لذلك إذا أراد أي فريق أن يرتقي بأدائه ويحقّق النتيجة التي يتمناها عليه أن يراجع عمله، وعليه أن يكتشف أخطاءه ليكون قادراً على معالجة الثغرات وتصحيح هذه الأخطاء.
موضوع تحمّل النتائج هو من يغيب عن بال لاعبينا ومدربينا، وربما إدارات الأندية، وهذه للأسف باتت ثقافة كرتنا، كلهم يتهربون من المسؤولية، لأن الشجاعة تغيب عن تصرفاتهم، وقد يكون بسبب الخوف على الكرسي الذي يجلسون عليه أو على مكانهم بالفريق كمدرّب أو لاعب!.
كرة القدم لعبة أخطاء، وقد يكون الحكم غفل عن ركلة جزاء مستحقة وحرم الفريق من حقه بذلك، لكن هل سنختصر مباراة كاملة بهذا الخطأ وننسى أخطاء الفريق؟.. الحارس قد يخطئ وكذلك المدافعون، والمهاجم عندما يضيّع الفرصة تلو الأخرى قد يكون خطأه أبشع من أخطاء الحكم.
لا نعفي أحداً من مسؤولية أخطائه، وعلى الجميع تجنّب الخطأ، وخاصة الحكام لأنهم شماعة أخطاء الآخرين.
هذا الكلامُ يقودنا إلى مباراة الوحدة مع تشرين في إياب ربع نهائي الكأس، فالحكم أخطأ بعدم احتسابه ركلة جزاء صحيحة للوحدة، وهذا الخطأ قاتل ومؤثر، والقرار اتُخذ لأي سبب من الأسباب، لكن أن يطال الحكمَ حجرٌ من جمهور الوحدة يشجّ رأسه فهذا خطأ أكبر، وأن تجتمع رابطة المشجعين حوله بعد المباراة وتكيل إليه الشتائم بأبشع الألفاظ، فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق!!.
وانطبق المثل القائل على رابطة مشجعي الوحدة “إذا كان ربّ البيت بالطبل ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص”، فمن المفترض أن تكون رابطة المشجعين قدوة لجماهيرها، وأن تقودهم إلى التشجيع السليم والنظيف بعيداً عن الشغب الذي لم يجرّ النادي إلا إلى غرامة مالية كبيرة، وربما عقوبات أكبر، والنادي في هذه الأوقات بحاجة إلى كلّ ليرة وهو يمرّ بأزمة مالية.