الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

هدوء حذر في غزة و354 شهيداً وجريحاً حصيلة العدوان.. النخالة: المقاومة اليوم تفرض معادلات مختلفة

الأرض المحتلة – عواصم – تقارير

خيم الهدوء الحذر على قطاع غزة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي حيز التنفيذ بدءا من الساعة 23.30 مساء الأحد، بعد مواجهات استمرت لمدة 3 أيام، قبل أن يتوقف مساء الأحد، فيما سجلت وزارة الصحة الفلسطينية ارتقاء 43 شهيداً، بينهم 15 طفلاً و4 سيدات، و311 جريحاً، وألحق العدوان أضراراً بما يقارب 1500 وحدة سكنية، منها 16 وحدة دمرت كلياً، و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن، و1400 وحدة تضررت جزئياً ما بين بليغ ومتوسط، علاوة على تضرر عشرات الدونمات الزراعية، إضافة إلى توقف محطة توليد الكهرباء.

في المقابل، أطلقت “سرايا القدس”، الجناح المسلح لحركة الجهاد، مئات القذائف الصاروخية باتجاه المواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع. واضطر إسرائيليون في جنوب ووسط المناطق الفلسطينية المُحتلة إلى الاحتماء في ملاجئ، ونقل شخصان إلى المستشفى للعلاج من جروح إثر إصابتهما بشظايا، فيما أصيب 13 شخصاً بجروح طفيفة أثناء فرارهم للاحتماء، وفق ما قالت أجهزة الطوارئ الإسرائيلية.

وفيما يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، اجتماعاً بطلب من مندوب فلسطين، يستمع خلاله إلى إحاطة لمستجدات الوضع في غزة تليها مشاورات مغلقة بين أعضاء مجلس الأمن، أعلن الأمين العام لـ”الجهاد الإسلامي” زياد النخالة في كلمة له مع دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، أنه بحال عدم التزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه عبر الوسيط المصري، فإن الحركة ستستأنف القتال، واكد ان الاحتلال الإسرائيلي كان تحت ضغط المقاومة الفلسطينية، التي فرضت عليه الإفراج عن الأسير خليل العواوده والقيادي بسام السعدي، وشدد على ان الاحتلال الإسرائيلي هو من سعى بقوة للوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار.

وقال النخالة: “أنحني لشهداء شعبنا العظام وعلى رأسهم المجاهدين القادة العظام”.

وأضاف أن “المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة سجلت إنجازا وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي”.

وشدد على أن “الحركة الجهاد هي اليوم أقوى وكل مدن العدو كانت تحت مرمى صواريخ المقاومة”.

ولفت إلى أن “تحركنا للدفاع عن وحدة الشعب والاحتلال انطلق في عدوانه لإنهاء حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس ولكننا خرجنا أكثر قوة من أي وقت مضى”.

وأشار إلى أن “58 مستوطنة كانت اليوم تحت قصف سرايا القدس فضلا عن المدن تل أبيب وأسدود وعسقلان وغيرها من المدن المحتلة وسيطرنا على الميدان العسكري ولنا اليد العليا”.

وأضاف “سرايا القدس استخدمت الصواريخ التي طالت جميع المستوطنات الإسرائيلية”، وتابع “كل مدن الاحتلال كانت تحت مرمى صواريخنا وقوات الاحتلال لم تستطع التقدم متراً واحداً في غزة وقد تمكنا من تثبيت توازن الرعب”.

وشدد النخالة إن ”المقاومة اليوم تفرض معادلات مختلفة، والمقاومة في فلسطين لديها شعوب ودول تدعمها كما تدعم الولايات المتحدة “إسرائيل”.

وأكد: “على مدى 50 ساعة من القتال كنا مصرين على تثبيت معادلة أن للمقاومة اليد العليا وقد فشل العدو في كسر الجهاد الإسلامي”. وشدد أن “ما تم تحقيقه هو انتصار للشعب الفلسطيني وسنحمي هذا الانجاز وأوجه التحية إلى الضفة الغربية.. ونحن أنتم وأنتم نحن”.

في ردود الفعل، رحب الرئيس الأميركي جو بايدن بالاتفاق ودعا جميع الأطراف إلى تنفيذ وقف إطلاق النار بحذافيره وضمان تدفق الوقود والإمدادات الإنسانية إلى غزة مع وقف القتال.

كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإعلان وقف إطلاق النار، ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام به.

وعبّر غوتيريش عن حزنه على الضحايا جراء الغارات الجوية على غزة والإطلاق العشوائي للصواريخ نحو إسرائيل، وفق تعبيره.

وأشار المتحدث باسم الأمين العام إلى إغلاق المعابر إلى غزة ونقص الطاقة ودمار مئات المباني وتشرد الآلاف من الفلسطينيين.

وقال المبعوث الأممي للشرق الأوسط تور وينسلاند إن الوضع ما زال هشا للغاية، وحث الأطراف على احترام اتفاق وقف إطلاق النار. كما أكد أن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع جميع الأطراف المعنية لتهدئة الوضع بشكل عاجل، مشددا على ضرورة التزام الأطراف ببذل كل ما يلزم لإنهاء التصعيد وتثبيت التهدئة وضمان سلامة المدنيين.

من جهتها، أشارت فرانشيسكا ألبانيز – المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 – إلى ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة على وجه السرعة لتخفيف العبء عن الضحايا.

وفي تغريدة ثانية، أشارت فرانشيسكا إلى ضرورة إجراء محادثات لرفع الحصار عن القطاع من دون تأخير، وختمت تغريدتها بقولها إن الحرية ستجلب السلام.

وأكدت ألبانيز أنه لا يمكن لإسرائيل أن تزعم الدفاع عن نفسها، بينما الناس في غزة يموتون.

وأضافت أنها طالبت بوجود قوة وقائية من الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددة على أن القتل المتعمد للفلسطينيين ما زال مستمرا ووصل إلى مرحلة مخزية.

وكان جيش الاحتلال وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، شن غارات جوية على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية بدأها عصر الجمعة. وبدأ العدوان باغتيال القائد في “سرايا القدس”، تيسير الجعبري، الذي كان يتواجد في شقة داخل برج بمدينة غزة، يضم شققاً سكنية، ومقرّات لمؤسسات إعلامية وأهلية.

كما اغتال الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، قائد جنوب غزة في “سرايا القدس”، خالد منصور، بعد استهداف منزل في رفح جنوبي القطاع.