رياضةصحيفة البعث

لقب دوري الأشبال.. مسلسل جديد في اتحاد كرة القدم

ناصر النجار
تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفن، هذا توصيف دقيق لما حصل مع اتحاد كرة القدم في بطولتي الأشبال والناشئين النهائيتين، فما إن سارت البطولتان حتى بدأت شكاوى بعض الأندية حول ما يُسمّى تزوير الأعمار، لكن المفاجأة أن كلّ القيود والكشوف وإخراج القيود كانت صحيحة، وهذا يبطل ادّعاء التزوير، لكن الإصرار على كشف الحقيقة من العديد من الأندية دفع اتحاد كرة القدم لطلب فحص العظم، وهكذا كان، فسقطت بعض الأندية وانكشف المستور وتبيّن وجود لاعبين عدة بأعمار زائدة عن العمر المقرّر أبرزها بعض لاعبي المجد وتشرين.
المجد أعلن اتحاد الكرة خسارته قانوناً أمام الشعلة، والقرار الذي سيصدر حول تشرين سيعلن خسارته مباريات التجمع النهائي بعدما ظهرت نتائج التحاليل بما لا يرضي تشرين، وأمام هذه الحادثة قد يتوّج الشعلة بطلاً لدوري الأشبال بعد أن احتفل صغار تشرين بالبطولة.
والحقيقة أن القصة غريبة والحادثة عجيبة، وموضوع التحليل الجديد غير متعارف عليه في كرتنا سابقاً، وموضوع التزوير ننفيه شكلاً وموضوعاً، وتفسير هذه الحالة المبهة أن المواليد في تلك السنوات كان يغفل أهلهم عن تسجيل الولادة فترة ثم تسجل الواقعات، وقد يكون ذلك بعد عام مثلاً.
موضوع فحص كثافة العظم لتحديد العمر جديد على كرتنا، ولا يوجد أي نصّ في لوائح كرة القدم المحلية يعالج هذا الموضوع، ولا يمكن اعتباره تزويراً ولا يمكن تحميل ذنب هذا الأمر إلى اللاعب أو المسؤول عنه في الفريق لأنه بعيد كل البعد عن التزوير ومقتضيات المخالفة الصريحة المتعمدة، لكن إصرار الأندية أدخل الجميع في هذه المتاهة التي انتهت إلى ما انتهت عليه!.
في المحصلة العامة ما حصل كان مفيداً لأنه ينبّه القائمين على كرتنا لضرورة فحص لاعبينا المشاركين في البطولات الخارجية تجنباً للمساءلة الدولية إن ثبت أن أحد لاعبينا مخالف بعمره، وهذا يضع الأندية أمام مسؤولياتها لإجراء هذه الفحوص على لاعبيها للتأكد من حقيقة أعمارهم، لأننا كما علمنا أن لائحة الانضباط الجديدة ستدخل هذه الجزئية في لوائحها الجديدة التي سيُعمل بها اعتباراً من مطلع الموسم الجديد.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر فإن البطولات النهائية للناشئين والأشبال أفرزت الفرق التي تعتني بمواهبها وقواعدها عن غيرها من الأندية، ولا شكّ أن الأندية التي تعتني بقواعدها وتقدّم لها الدعم المطلوب سيكون لها شأن في السنوات العشر القادمة، لأنها ستعتمد على أبنائها وستعيد مفهوم الانتماء للنادي بدل المفهوم السائد حالياً بالانتماء للمال.