رياضةصحيفة البعث

المحترفون الأجانب دخلوا كرتنا.. فهل تكون التجربة مفيدة؟

ناصر النجار

منذ أن أعلن اتحاد كرة القدم موافقته للأندية على التعاقد مع لاعبين محترفين من العرب والأجانب بواقع لاعبين اثنين لكل ناد، تهافتت فرقنا على إبرام العقود مع بعض اللاعبين دون أن يتم الإفصاح عن قيمة العقد ومدته، والشروط الأخرى التي نجدها ضرورية لضمان حق أنديتنا.

من الطبيعي ألا تكون التعاقدات مع اللاعبين المحترفين دسمة لأن اللاعبين أصحاب المستويات ستكون لهم شروط صعبة قد لا تكون أنديتنا قادرة على تلبيتها، لاسيما ما يخص الشروط المالية، لذلك جاءت العقود ضمن المستطاع، وكان اللاعبون المتعاقد عليهم من زمرة لاعبينا المحليين، ولم يظهر حتى الآن أي لاعب بمستوى أفضل.

المنطق يقول إن التعاقد مع الأجنبي يجب أن يصب بمصلحة الفريق، بحيث يتم اختيار اللاعب الذي يفوق كل لاعبينا، والذي سيقدم إضافة للفريق، سواء على الصعيد الهجومي، أو أي مركز آخر، ودون ذلك لا فائدة من التعاقد مع “السمر والشقر”، وللأسف لم نجد حتى الآن من يملك هذه الصفات، ونعتقد جازمين، قياساً على ما رأيناه في المباريات القليلة الماضية، أن أنديتنا تسرعت في الاختيار، وحتى لا يكون حكمنا نهائياً ما علينا إلا الانتظار لنرى فاعلية هؤلاء اللاعبين بعد أن ينسجموا مع فرقهم ويأخذوا قسطاً من الوقت للتأقلم مع الأجواء والبيئة، وهنا نشير إلى أن السير الذاتية لأغلب اللاعبين الذين وفدوا على أنديتنا ليست واضحة، ولم نر أي لاعب محترف تعاقدت معه أنديتنا جاء من ناد عربي مشهور.

المفارقة العجيبة في الأمر أن العديد من لاعبينا المميزين لم يجدوا حتى الآن النادي المناسب لينضموا إليه، وما زالوا يبحثون عن العقود الخارجية أملاً بوضع مالي أفضل، وربما طلبوا مبالغ كبيرة تنوء أنديتنا عن حملها، ولكن بالوقت ذاته نجد هذه الأندية قادرة على الدفع للأجنبي المغمور؟!.

الملاحظ في هذا الموسم أن أغلب لاعبينا المحترفين في الدوريات العربية عادوا من تجربتهم التي لم تدم أكثر من موسم واحد، فهل عودتهم كانت بسبب مستواهم الذي لم يتلاءم مع هذه الدوريات، أم أن أسباباً أخرى دفعت هؤلاء اللاعبين إلى العودة، مع العلم أن أغلب اللاعبين العائدين اشترطوا في عقودهم الجديدة أن يسمح لهم بالاحتراف الخارجي في أي وقت حسب العروض التي قد تأتيهم؟

بالمحصلة الأخيرة، نتمنى أن يكون التعاقد مع هؤلاء المحترفين من أجل الفائدة الكروية، ودعم الأندية فنياً، وألا يكون ذلك عبارة عن (بريستيج)، وللبحث عن الفوائد الشخصية الضيقة.