رياضةصحيفة البعث

بعد إغلاق فترة التعاقدات الصيفية…كرتنا ما زالت هرمة!

 ناصر النجار

أغلق اتحاد كرة القدم أول أمس باب الانتقالات الصيفية وباتت الأندية مكتفية بلاعبيها الذين جددت لهم وكانوا بصفوفها من الموسم الماضي أو من الذي سبقه من مواسم ماضية، وبما حصلت عليه من لاعبين جدد تعاقدت معهم، ومن لم يحظ من اللاعبين بمقعد في فرق الدرجة الممتازة فإن كشوف فرق الدرجة الأولى ما زالت مفتوحة ويمكن لأي لاعب الانضمام إليها.

ومن أهم اللاعبين الذين لم يوقعوا مع أي ناد هو الحارس الدولي إبراهيم عالمة الذي لم يجدد عقده مع جبلة ولم ينتسب لأي ناد آخر، وربما كان منتظراً عقداً خارجياً أو إنه يفضل الراحة حتى الإياب، بيد أن المراقبين أشاروا إلى أن العالمة قد يفقد مركزه في المنتخب الوطني لأنه من شروط الانضمام للمنتخب أن يكون اللاعب منتمياً لأحد الأندية ليكون بأتم الجاهزية البدنية والنفسية والفنية.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن مركز حراسة المرمى بات في خطر نظراً لاعتماد الأندية على الأسماء القديمة وأغلبها تجاوز خريف العمر، دون منح الفرصة للحراس الشباب ليأخذوا فرصتهم وليكونوا خير خلف لخير سلف، ومن غير الطبيعي أن نجد بعض الحراس وقد تجاوزوا الأربعين تعاقدوا مع بعض الفرق وهذا مؤشر سلبي يدل على ضعف هذا المركز عموماً في أنديتنا.

الصورة الواضحة التي أظهرتها أغلب الفرق في المرحلة التحضيرية أنها تخشى الدوري وتعمل بشكل آني دون التفكير بالمستقبل، والملاحظ أن الفرق اعتمدت على اللاعبين النخبة الذين ظهروا الموسم الماضي وبات هؤلاء اللاعبين ينتقلون من فريق لآخر في كل موسم، والملاحظ أن العديد من اللاعبين العائدين من الاحتراف الخارجي انضموا إلى فرقنا وعددهم حوالي العشرين لاعباً، لذلك من حقنا أن نسأل: أين الجيل الجديد من اللاعبين؟

إذا تحدثنا عن الموسم الماضي أنه كان هرماً لأن متوسط لاعبي الدوري كان كبيراً، فإن هذا الموسم يسير على النهج ذاته وللأسف لم ينتبه أحد من الأندية إلى هذه المسألة المهمة التي ستدفع كل أنديتنا ضريبة باهظة الثمن لأننا سنصل إلى اليوم الذي لا نجد فيه اللاعب المناسب بعد أن يعتزل هذا الجيل، ونلاحظ رغم التعاقدات الكثيرة في العديد من الأندية إلا أن أغلب هذه الأندية ما زالت تشتكي ضعف بعض المراكز لعدم توفر اللاعب المناسب وخصوصاً في الخطوط الخلفية فضلاً عن الهدافين الذين باتوا عملة نادرة في الدوري وقد لا نجد من الهدافين إلا النذر اليسير.

وربما من انتبه إلى هذا الأمر كان مكرهاً أو مضطراً لعدم توفر السيولة المالية لاستقطاب لاعبين من بقية الأندية فزج ببعض لاعبيه القدامى مع عدد من اللاعبين الشباب لتسيير أموره بالدوري، على العموم كرتنا تحتاج إلى دماء جديدة فهل تسارع أنديتنا بتبني المواهب الشابة قبل فوات الأوان؟.