مجلة البعث الأسبوعية

قائمة الأفضل لكرة القدم تثير الجدل رغم المعايير الجديدة.. وبنزيما الأقرب للتتويج بالكرة الذهبية

البعث الأسبوعية-سامر الخيّر

شكلت القائمة المختصرة لجائزة أفضل لاعب في العالم أو الكرة الذهبية كما تعرف في السنوات الأخيرة بعد توحيد جائزتي الاتحاد الدولي لكرة القدم ومجلة فرانس فوتبول، صدمة لمحبي النجم الأرجنتني ليونيل ميسي الذي لم يتواجد فيها للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن، وطبعاً اعتمد منظمو الجائزة في اختيارهم على معايير وضوابط وضعت ميسي خارج القائمة بإنصاف بالرغم من أن المنطق يقول أنه من الغريب ألا يتواجد الفائز بالكرة الذهبية سبع مرات وآخرها في النسخة السابقة، فهل سيثير المتوج باللقب هذه المرة مفاجئاً أيضاً؟ أم أن الأمور ستسير كما هو متوقع باتجاه النجم الفرنسي كريم بنزيما صاحب الإجماع الأكبر بعد موسم استثنائي مع ناديه الإسباني ريال مدريد؟.

وسيتمّ الإعلان عن الفائز بالجائزة يوم 17 تشرين الأول المقبل، بعدما أجري عدة تعديلات على نظام منح الجائزة والمعايير المتبعة لاختيار أفضل لاعب، فقد أعلنت المجلة الفرنسية إجراء تغييرات على النسخة 66 من جائزة الكرة الذهبية والتي تقدمها منذ عام 1956، وبشأن الآلية التي بها يتم اختيار الأفضل في العالم، حيث أكدت  أن الجائزة للمرة الأولى في التاريخ سترتكز على نتائج اللاعبين في الفترة من آب 2021 إلى أيار 2022، وليس في العام الميلادي نفسه، وبالتالي لن يتم احتساب كأس العالم ضمن التقييم، علماً بأن المونديال سيقام بعد الإعلان عن الفائز بالجائزة بنحو شهر، وسينحصر الحكم فقط على بطولات الأندية في الموسم الكروي المنقضي.

كما سينظر بشكل دقيق إلى الأداء الجماعي والبطولات وليس الأداء الفردي فحسب، وهناك معيار ثالث تم وضعه وهو اللعب النظيف، كما تمّ تقليل عدد المصوتين من الصحفيين من ممثلي 170 دولة ليُفتح نظام التصويت لممثلي أول 100 دولة في تصنيف الفيفا فقط، بالنسبة لجائزة الرجال، وأفضل 50 بلداً في تصنيف الفيفا للسيدات بالنسبة لجائزة السيدات.

وجرت العادة بأن تمثل أصوات الصحفيين الرياضيين حول العالم نسبة 25% من اختيار اللاعب الأفضل عن الموسم الماضي، ومثل تلك النسبة سيتم توزيعها بالتساوي لكل من قادة المنتخبات حول العالم والمديرين الفنيين لها، بالإضافة لنسبة مساوية ستكون مخصصة لأصوات الجماهير.

وكل مجموعة من مجموعات المصوتين الأربعة لها نفس الوزن الانتخابي بغض النظر عن الوزن الفعلي، ويمكن للمدربين والصحفيين وقادات الفرق والجمهور التصويت للاعبين من الفريق الوطني الذي يمثلونه أو لاعبي النوادي في بلادهم، أو حسب اختيارهم من المرشحين، ولكن لا يسمح للمدربين واللاعبين المرشحين التصويت لأنفسهم.

واعتادت المجلة تقديم هذه الجائزة للاعبين كل عام منذ 1960 ، وللاعبات منذ 2018، وتم تعليقها خلال 2020 نظراً لتفشي فيروس كورونا وآثاره على الرياضة بشكل عام، ويعتقد الكثيرون أن التصويت على المرشحين من القائمة النهائية ليس المحدد الحقيقي للاعب الأفضل، وإنما قد تلعب القيمة التسويقية والإعلانية للاعب المرشح على حسم التصويت لصالحه.

كما يرى البعض أنه طالما كان الأمر عبارة عن مجرد تصويت لأفراد من مختلف الأوساط الكروية على غناها وفقرها، فإنه يبقى محل شبهة لكافة الأهواء والإغراءات البشرية نفسية كانت أو مادية، إذ ربما يكون هناك من يصوتون لأصدقائهم، أو من لا يشاهدون هؤلاء اللاعبين بما فيه الكفاية قبل التصويت، أو من يصوتون لمن يحبونه أكثر، أو يصوتون بمن يرشحهم لهم ذوو الثقة، أو يتم شراء أصواتهم استغلالاً لقدومهم من بلدان فقيرة أو حتى لمجرد الرغبة في الحصول على الأموال، كلها سيناريوهات غير مثبتة بطبيعة الحال.

وبغض النظر عن كل هذه المعايير القديمة أو الجديدة، يمكن القول أن بنزيما هو الأقرب إليها بجدارة ومهما كانت آلية اختياره، ولن يحدث فوزه فيها جدلاً كالذي كان يحدث في السنوات السابقة وخاصةً عندما كانت تمنح للاعب لم يتوج بألقاب مهمة، والأمثلة على ذلك كثيرة، أولها عام 2010 عندما فاز ويسلي شنايدر بدوري الأبطال ووصافة كأس العالم ولم يجد نفسه بين المرشحين النهائيين، فطالب بعض الجماهير له بالجائزة التي فاز بها ميسي، بينما طالب البعض الآخر بها لتشافي أو أندريس إنييستا، زميليه في برشلونة والفائزين بكأس العالم 2010 رفقة المنتخب الإسباني، وهذا رغم الفارق الرقمي الكاسح بين ليونيل في هذا العام وبين أي منهم.

 

وفي عام 2013، النسخة الأكثر جدلاً بين الجماهير والصحافة، الكل كان يرى أن الفرنسي فرانك ريبيري الأحق في هذا العام، ففريقه فاز بخمسة ألقاب ولم يخسر سوى السوبر الألماني، ولكنها في النهاية أتت من نصيب كريستيانو رونالدو الذي خسر كل بطولات الموسم، وبينما مرّت نسختا 2014 و2015 بسلام نسبي مقارنة بالبقية، عاد الجدل عام 2016 مع فوز رونالدو بعد موسم لم يكن الأفضل له، فقط لأنه فاز مع ريال مدريد بدوري الأبطال وفاز مع البرتغال باليورو.

وفي عام 2018 عندما حصل الكرواتي لوكا مودرتش على الكرة الذهبية، واجه سيلاً من الانتقادات التي كانت ترى أنه ليس جديراً بها، وأنه حصل عليها لأنه محبوب، وألمح البعض إلى الدور الخفي لناديه ريال مدريد في إبقاء الجوائز بين جدرانه ولو بمجرد الاسم والشعبية فقط، فهذا ينعكس بشكل كبير على مبيعات النادي وبالتالي التسويق له وزيادة العائدات والأرباح.