أخبارصحيفة البعث

لمنعها من فضح جرائمه.. الاحتلال يغلق مؤسساتٍ حقوقيةً فلسطينية

البعث – وكالات:

قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بحملة دهم استهدفت عدة مؤسسات حقوقية وأهلية فلسطينية في الضفة الغربية في محاولة لمنعها من نقل حقيقة ما يجري من جرائم يومية تُرتكب بحق الفلسطينيين في المدن الفلسطينية المحتلة.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال داهمت عدة مؤسسات حقوقية وأهلية فلسطينية، وهي مؤسسة الضمير ومؤسسة الحق ومركز بيسان والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال واتحاد لجان المرأة واتحاد لجان العمل الزراعي ومؤسسة لجان العمل الصحي، واستولت على بعض محتوياتها وقامت بإغلاقها.

في الأثناء، اعتُقل عشرة فلسطينيين وأصيب العشرات خلال اقتحام قوات الاحتلال عدة مدن بالضفة الغربية.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدات العيسوية بالقدس المحتلة، وعرابة وجبع في جنين وفقوعة شرقها، ودورا وبيت عوا في الخليل، ومخيم الدهيشة في بيت لحم، واعتقلت عشرة فلسطينيين.

كذلك، اقتحمت عدة أحياء في مدينتي رام الله والبيرة، وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة فلسطيني بالرصاص و34 آخرين بحالات اختناق، كما اقتحمت ساحة مجمع فلسطين الطبي وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام، ما أدّى إلى إصابة عدد من المرضى والمراجعين في المشفى.

إلى ذلك، أجبرت قوات الاحتلال فلسطينيين على هدم منزليهما في مدينة القدس المحتلة، بعد أن اقتحمت حي الثوري المطل على المسجد الأقصى وقرية شرفات جنوب المدينة.

من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى في القدس المحتلة، من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحماية قوات الاحتلال.

وفي قطاع غزة المحاصر، فتحت بحرية الاحتلال نيران رشاشاتها باتجاه الصيادين في البحر قبالة رفح جنوب القطاع، وأجبرتهم على العودة إلى الشاطئ.

من جهة ثانية، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين من تدهور الوضع الصحي للأسير الفلسطيني عبد الباسط معطان نتيجة امتناع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن تقديم العلاج اللازم له.

وأوضحت الهيئة في بيان، أن وضع معطان الصحي يستدعي المتابعة الحثيثة خوفاً من انتشار المرض مجدّداً، لكن سلطات الاحتلال تتعمّد إهمال وضعه ولا تزوّده بالأدوية اللازمة لحالته وتمنع عرضه على طبيب مختص بالأورام.

وطالبت الهيئة، مؤسسات المجتمع الدولي وحقوق الإنسان بالتدخل الفوري والعاجل من أجل الإفراج عنه وعن جميع الأسرى الفلسطينيين المرضى المهدّدة حياتهم داخل معتقلات الاحتلال، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمّد التي ينتهجها بحقهم.

سياسياً، أوضح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ أن اقتحام قوات الاحتلال مؤسسات العمل المدني وإغلاقها تصعيد خطير ومحاولة لإسكات صوت الحق والعدل، مشيراً إلى أن المنظمة ستتواصل مع كل الجهات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان للتدخل الفوري لإدانة هذا الاعتداء والضغط على الاحتلال لإعادة فتحها وممارسة نشاطها بحرية كاملة.

من جهتها، أدانت رئاسة السلطة الفلسطينية إغلاق قوات الاحتلال المؤسسات الحقوقية والأهلية والاستيلاء على بعض محتوياتها، مشدّدةً على أهمية هذه المؤسسات في فضح جرائم الاحتلال وكشفها أمام العالم، مشيرةً إلى أن إغلاقها جريمة واعتداء سافر على مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني وعلى المنظومة الحقوقية الدولية جمعاء، كما طالبت المجتمع الدولي بالتحرّك الفوري لحماية الشعب الفلسطيني ووقف انتهاكات الاحتلال.

من جانبها، أكدت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يصعّد حربه على الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، وخاصة في مدينة القدس المحتلة لتنفيذ مخططات الضمّ الاستعمارية على مرأى ومسمع العالم أجمع.

وأوضحت الخارجية في بيان، أن حرب الاحتلال اليومية المتواصلة على الوجود الفلسطيني لا تشمل فقط منع الفلسطيني من الوصول إلى أرضه وحرمانه منها بقوة الاحتلال وقمعه والتنكيل به، بل تدمير أي وسائل أو مقومات تعزز صموده وتمسّكه بأرضه، بما في ذلك هدم وتدمير المنازل والمنشآت وشبكات المياه وتجريف الأراضي واقتلاع الأشجار وتخريب المحاصيل، بهدف توسيع المستوطنات أو شق المزيد من الطرق لربطها بعضها ببعض بما يقوّض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وطالبت المجتمع الدولي بوقف سياسة الكيل بمكيالين واحترام ما تبقى من صدقيّته واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإلزام الاحتلال بوقف الاستيطان.