ثقافةصحيفة البعث

ثائر زين الدين يوقع “مختارات من الأدب الروسي”

السويداء – رفعت الديك

في مجموعة شعرية تضم نتاج شعراء روس وآخرين من دول مختلفة كتبوا باللغة الروسية قدم الدكتور ثائر زين الدين باقة متنوعة من المختارات تحت عنوان “مختارات من الشعر الروسي” والتي يقول أنها تكونت على مهل بدءاً من عام ١٩٩٠، وكان رائزه الأول في اختيار نصوصها وترجمتها ذاتياً بالدرجة الأولى، وكانت ذائقته الحكم قبل أي رائز آخر.

وبين زين الدين أن المختارات هي نصوص قرأها أو سمعها إلقاء أو غناء فوقعت في نفسه وكان ترديده لها باللغة الروسية متعة كبيرة فوجد في نقلها إلى العربية واطلاع محبي الأدب يحمل إضافات نوعية جمالياً ومعنوياً. وبين زين الدين أن ثمة أصوات تقدمها هذه المجموعة لا يعرفها ليس قراء العربية فحسب بل كثير من القراء الروس وهي أصوات جميلة ومهمة.

وفي ندوة وحفل لتوقيع الكتاب الذي يضم مجموعة متنوعة من الأدب الروسي لنحو ٤٥ شاعر أقامته مديرية الثقافة بالسويداء بالتعاون مع الهيئة العامة السورية للكتاب قدم الدكتور زين الدين قراءة لبعض تلك القصائد ومنها قصيدة المعركة الأخيرة وجاء فيها: لم تسترح منذ زمن طويل، منذ زمن طويل ببساطة لم يكن بإمكاننا أنا وأنت أن نرتاح لقد حرثنا زاحفين نصف أوربّا وغداً.. أخيراً…غداً المعركة الأخيرة. لم يبق إلا القليل، القليل… المعركة الأخيرة-المعركة الأصعب، وأنا أريد العودة إلى روسيا، إلى بيتي فمنذ زمن بعيد ما رأيت أمي. للعام الرابع لا نستطيع أن نحيا بسبب هؤلاء النازيين، للعام الرابع عرق مالح ونهر من الدم، وأنا أتمنى أن أعشق فتاة جميلة، أتمنى أن ألمس وطني بيدي للمرة الأخيرة نمضي غداً للالتحام بالعدو للمرة الأخيرة نستطيع أن نخدم روسيا ومن أجلها ليس الموت مخيفاً على الإطلاق، مع أن كلّاً منا يأمل أن يعيش.

وبينت الأديبة الدكتورة ناديا خوست في رسالة للمشاركين في الندوة أن الدكتور زين الدين قدم عملاً مهماً على صعيد اختيار وترجمة الأساليب المتنوعة لعدد كبير من الشعراء الروس بأسلوب سلس واختيار المفردات الجميلة التي عكست الجانب الإنساني في تلك القصائد. بدوره بين الدكتور راتب سكر وهو أستاد الأدب العالمي والمقارن في جامعة دمشق أن موضوع الشعر الروسي هو احدى القضايا الإشكالية في الثقافة العربية وهذا ما دفع الدكتور ثائر زين الدين الى ترجمة هذا الشعر مستنداً إلى روح الشاعر وامتلاكه ناصية اللغة الروسية، وبين الدكتور سكر أن الكتاب يغلب عليه وجود التنوع في الثقافات كون الكتاب من بلدان متعددة كتبوا باللغة الروسية، أما سر نجاحه فهو اختيار الشاعر بدون دوافع سواء كانت سياسية أو غيرها وفق حريته بالسباحة في بحور الشعر الروسي وجوهر هذا الاختيار هو وجود الروح الإنسانية العالية وهي سمة مهمة موجودة عند الشاعر زين الدين في مختاراته،

وفى ختام الندوة التي حضرها حشد من الكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي تم توقيع الكتاب الذي صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 456 صفحة من القطع المتوسط.