مجلة البعث الأسبوعية

فك الحظر عن ملاعبنا في القريب العاجل… مسؤولية جديدة أمام اتحاد كرة القدم

البعث الأسبوعية-عماد درويش

يتوقع الكثير من عشاق كرتنا من الاتحاد الجديد للعبة أن يعيد البسمة لهم في ظل الخيبات الكثيرة التي رافقت كرتنا على صعيد النتائج خلال العامين الماضيين، كما يأملون أن يولي الاتحاد أهمية كبيرة لمسألة فك الحظر عن ملاعبنا التي تعد مهمة شاقة بحاجة لتضافر كافة الجهود للعودة لتفعيل هذا المطلب الجماهيري.

وهنا لابد من الذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” كان قد فرض حظراً على ملاعبنا منذ نحو 11 عاماً ما أجبر منتخبنا على لعب مبارياته في مختلف البطولات خارج أرضه منذ ذلك الوقت وحتى الآن.

محاولة سابقة

أحد الاتحادات القديمة (للكرة) قد طالب مراراً أن يرفع الحظر عن الملاعب السورية في العام 2018، والسماح للمنتخبات السورية أن تلعب المباريات على أرضه، وتم أخذ الوعود أن هناك وفد من “الفيفا” يضم أعضاء من الاتحادين الدولي والآسيوي سيزور دمشق لعقد عدة لقاءات في هذا الإطار، ليتفاجأ الجميع أن الزيارة لم تحصل، كون هناك شروط أساسية لرفع الحظر أهمها تجهيز الملاعب حسب مقاييس الاتحادين الدولي والآسيوي، ووجود مسافة معينة بين الملعب وأقرب مطار إليه، عدا عن توفر عدد معين من الفنادق في المدينة.

القيادة الرياضية السابقة أيضاً قدمت الكثير من الوعود لفك الحظر عن ملاعبنا، وأكدت بأكثر من مناسبة عن إقامة مباراة كرنفالية بين قدامى منتخبنا الوطني وقدامى منتخب البرازيل في اللاذقية، وأن هناك شركة قائمة على التنسيق بين الطرفين البرازيلي والسوري مستمرة في إجراءاتها، كما قام رئيس اتحاد الكرة (السابق) أيضاً بالإعلان عن إقامة مباراة بين منتخبنا والعراق في محاولة لفك الحظر، إلا أن كل هذه الإجراءات لم تتم، وبدت كأنها إبرة “بنج” .

 

مليارات مطلوبة

لا شك أن فك الحظر بحاجة للكثير من المقومات (غير) البنود التي يرتكز عليها الاتحاد الدولي، ومن المقومات ضرورة وجود ملاعب كروية ذات مواصفات عالمية، والجميع يعرف أن الملاعب الموجودة حاليا سواء في دمشق (الفيحاء وتشرين والجلاء) أم باللاذقية (الباسل والمدينة الرياضية) أو في حلب (الحمدانية والسابع من نيسان) أو حمص غير مطابقة للمواصفات العالمية.

فعلى سبيل المثال ملعب العباسيين بحاجة لمليارات من الليرات لإعادة صيانته في مختلف النواحي المدنية والمعمارية والصحية والكهربائية إضافة إلى الملعب والمدرجات، وهو ما ينطبق على ملعب المدينة الرياضية في اللاذقية، فهو بحاجة لتجديد السطح الأخضر (الأرضية) رغم الملاحظة الملفتة لجهة الوضع الإنشائي العام الجيد والمُحافَظ عليه، بما يساعد في حال تجهيزه وإعادة تأهيله كما يجب كصروح حضارية كبيرة، وبدلاً من تكليف مؤسسات الدولة والاتحاد الرياضي العام بمبالغ الصيانة يجب الاستعانة من الأموال المجمدة بذمة الاتحاد الدولي “الفيفا” وتشير التقديرات بحوالي سبع ملايين دولار، حينها فقط يمكننا المطالبة برفع الحظر عن ملاعبنا، كما فعل الأشقاء في العراق على ملعب البصرة حيث نجحوا في تأهيله، وعلى إثره تم رفع الحظر.

ألعاب أخرى

بعيداً عن كرة القدم فإن رفع الحظر المفروض على رياضتنا أخذ منحاً جديداً في الفترة الماضية، فقد نجح اتحاد كرة السلة وعبر جهود القائمين على اللعبة والقيادة الرياضية والكوادر التي تعمل في الاتحاد الآسيوي على رفع الحظر على صالاتنا، والسماح لمنتخبنا الوطني بكرة السلة باللعب على أرضه وبين جماهيره، ورغم الخسارات إلا أن التجربة كانت جيدة، والدليل الحضور الجماهيري الكبير الذي واكب المنتخب سواء في دمشق أم حلب.

من جهته اتحاد الشطرنج نجح هو الآخر بفك الحظر عن رقعات الشطرنج السوري، حينما منح الاتحاد الآسيوي سورية حق استضافة بطولة آسيا للمخضرمين التي أقيمت نهاية العام الماضي  ونجحت نجاحاً باهراً، كما ستستضيف سورية بطولة العرب للكيك بوكسينغ الشهر المقبل.

ليكون السؤال المطروح: لماذا لم تكلف اتحادات كرة القدم (التي تعاقبت على قيادة اللعبة) نفسها العمل لفك الحظر عن ملاعبنا؟ حيث يبدو أن القائمين على كرتنا بحاجة لبذل جهود مضاعفة في هذا المجال، رغم أنهم بدأوا منذ فترة في صيانة بعض الملاعب إلا أن الصيانة لم تكن وفق الأسس الصحيحة والسليمة.

خطة واضحة

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن رفع الحظر عن ملاعبنا ممكن بقليل من الاجتهاد من قبل القيادة الرياضية واتحاد كرة القدم، وقبل كل شيء يجب العمل بخطة واضحة المعالم، والمضي بملف إعادة صيانة وتأهيل ملاعبنا، وإيجاد حلول لتحرير أموالنا المجمّدة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم مع توظيفها في المكان الصحيح.

فالكرة الآن في ملعب اتحاد اللعبة الجديد خاصة وأن الجمهور لم يبخل ولن يبخل في تشجيعه لمنتخباتنا الوطنية التي ستقدم أفضل ما عندها عندما تلعب على أرضها.

رئيس اتحاد كرة القدم صلاح رمضان كشف لـ”البعث الأسبوعية” أنه ومنذ أن تم انتخاب اتحاد كرة القدم الحالي تم وضع خطة للعمل على فك الحظر عن ملاعبنا ولو بشكل جزئي، خاصة وأن هناك تعليمات وشروط واضحة من قبل الاتحاد الدولي لرفع الحظر، وهي باتت معروفة للجميع.

مضيفاً: رغم ذلك سنعمل على تأمين كافة الشروط المطلوبة دولياً لكن الأمر بحاجة لتكاتف الجميع ،وفي البداية سيكون العمل منصباً على صيانة أحد الملاعب الكبيرة، ومنها على سبيل المثال ملعب العباسيين، أو المدينة الرياضية في اللاذقية، وحتى ملعب الحمدانية، ومن ثم يتم الطلب لاستضافة إحدى المباريات الدولية في أيام الفيفا، بحضور مندوبين عن الاتحادين الآسيوي والدولي، وفي حال تم تحقيق الشروط المطلوبة سنتقدم بطلب رسمي للاتحاد الدولي لفك الحظر عن ملاعبنا، وليتسنى لأنديتنا ومنتخباتنا الوطني أن تلعب على أرضنا، وهذا يخفف الضغط على خزينة الاتحاد من الناحية المالية، وكلنا ثقة في المستقبل القريب بتحقيق هذا الموضوع.