مجلة البعث الأسبوعية

بعيداً عن “التصفن” والمماطلة… تفاح السويداء يبحث عن حلول تحمي ماء وجه الفلاح

البعث الأسبوعية – رفعت الديك

بدأت مخاوف المزارعين على محصول التفاح  في السويداء  تتصاعد فكأس مرارة التسويق في السنوات السابقة مازالوا يتجرعونها ومازالت خطابات الدعم وحل تلك المشاكل حبرا على ورق في أفضل حالاتها اذا تكرم هذا المسؤل أو ذاك في أنفاق بعض الحبر على كتاب خطاب من درجه التحفيزي على الصمود ومتابعة الإنتاج والعطاء

في ظل غياب استراتيجية واضحة من قبل وزارة الزراعة في التعامل مع هذا المنتج كمحصول استراتيجي ورافد مهم للاقتصاد الوطني  فمن المبيدات الكيميائية ومشاكلها إلى مستلزمات الإنتاج ودعمها تبرز اليوم مشكلة التسويق القديمة المتجددة.

 منافذ تسويقية

حالات ابتزاز كبيرة يتعرض لها مزارعو التفاح سواء من التجار أو أصحاب وحدات التبريد ،إذ حمل مزارعون خلال حديثهم “للبعث الأسبوعية ” وزارات الزراعة والتجارة الداخلية والخارجية والاقتصاد، واتحاد الفلاحين مسؤولية ما يتعرض له المزارعون اليوم حيث كان من المفروض أن تتحرك هذه الجهات لإعلان أسعار التفاح مبكرا حتى يتحرك التجار ويسعروا المادة، وأن يتم توجيه السورية للتجارة لاستلام المحصول من المزارعين قبل هذا الوقت بحيث تكون كل الأمور جاهزة حين ينضج الموسم وقالوا أنه كان حرياً بحاضنتهم الأساسية ألا وهي وزارة الزراعة، الإسراع بإصدار تسعيرة التفاح، لكونها تعد المؤشر الذي يستطيع من خلاله الفلاحين، بيع منتجهم للتجار الذي لهم النصيب الأكبر من الإنتاج ما يقطع عليهم طريق الابتزاز، فالتآخر بإصدار التسعيرة، يُعطي التجار حقاً لا شرعياً لوضع التسعيرة التي تناسبهم، والمجحفة بحق المزارعين.ولاسيما في ظل عجز السورية للتجارة عن استجرار كامل إنتاج المحافظة من التفاح، والتي لا يتجاوز سقف استجرارها في حده الأعلى الألف طن، وليبقى ٥٨ ألف طن، في غياهب المجهول التسويقي.

مطالبين الجهات المعنية بالإسراع باتخاذ قرار ينصفهم ويخفف قدر الإمكان من خسائرهم، ومن بين المطالبات مطلب بتحويل نظام التقنين الكهربائي إلى 3 ساعات قطع مقابل 3 ساعات تغذية

ومن المعروف أن معظم تفاح المحافظة يتم تخزينه في وحدات التبريد المنتشرة في مناطق الإنتاج كظهر الجيل وقنوات ومفعلة وبوسان والمشنف والطيبة وسالة والكفر وفي واقع التيار الكهربائي الحالي ونقص المحروقات فإن معظم تلك الوحدات لن تعمل بالشكل المطلوب لجهة الحفاظ على المنتج الذي سيتعرض للتلف سريعا خاصة في الفترة القادمة وهنا تبرز أهمية دعم تلك المناطق بالتيار الكهربائي

المهندس محمود قيسية وهو صاحب براد لتخزين التفاح في قرية مفعلة يقول أن انقطاع التيار الكهربائى يهدد مزارعي التفاح في محافظة السويداء بتلف المحصول مطالبا الجهات المعنية العمل على تزويد مناطق الإنتاج ووحدات التبريد ب١٤ ساعة كهرباء يوميا ولمدة ٤٥ يوم فقط  من بداية ١٥ /٩حتى تاريخ اول شهر ١١ عندها يأخذ التفاح درجة الصفر  وبعدها يعود التقنين  وفق مؤسسة الكهرباء

مؤكدا أهمية تنفيذ هذا الاجراء نظرا لاهميته في الحفاظ على المنتج وعدم تعريضه للابتزاز إن كان من التجار أو غيرهم بسبب عدم وجود الكهرباء

تحضيرات خجولة

وإن كانت اللجنة الزراعية أكدت في اجتماعها الاخير  على ضرورة تأمين كل الاحتياجات الممكنة للإنتاج الزراعي و تأمين التغذية الكهربائية للبرادات المتجمعة في مكان واحد بما لا يؤثر على أحمال الشبكة وفق دراسة مديرية الزراعية وتأمين المحروقات اللازمة لتوليد الكهرباء لباقي البرادات وفق الإمكانيات

كما تم إعداد مقترح التسعيرة التأشيرية للتفاح والعنب وفق دراسة التكاليف التي بلغت 1667 ليرة سورية تكاليف كيلو التفاح و 781 ليرة سورية لكيلو العنب العصيري على أن ترفع لوزارة الزراعة لوضع التسعيرة المناسبة وطالب المجتمعون بالإسراع بإصدار التسعيرة وتوفير الكمية الكافية من الصناديق واستجرار أكبر كمية ممكنة من قبل السورية للتجارة الا أن ذلك لم يسمن من جوع في السنوات السابقة كون الاجتماع نسخة مطابقة لسابقه في السنوات الماضية.

وفي الضفة المقابلة اتخذت السورية للتجارة كافة التحضيرات لاستقبال موسم التفاح وفق مدير فرعها ربيع غانم إلا أن”الأيد قصيرة والعين بصيرة” وهو مثل شعبي يقال لمن لا يملك أي مقومات للمنافسة وهو ما حالاتها وهي نسبة لا تذكر مقارنة بإنتاج المحافظة المقدر بنحو ٥٩ ألف طن ولكن يبقى لتدخلها أثر معنوي في تحديد الأسعار وضبط حركة شراء التفاح من قبل التجار الذين عيونهم ترنو للأسواق الخارجية.

أسواق خارجية

ويشكل مطلب التوجه نحو الأسواق الخارجية البند الأول للمزارعين في السويداء لأهميته في تصريف الإنتاج وتحسين الأسعار إلا أن ذلك مازال مجرد أحلام سرابية، سرعان ما أذرتها رياح الحقيقة، خاصة بعد أن مني التجار بخسائر مالية كبيرة، خلال السنوات الماضية، نتيجة لرفض الدول المستجرة لمادة التفاح استلامها بذريعة احتوائها الأثر المتبقي.

ما يُبقي خيارهم الأكثر مرارة بالنسبة لهم وهو بيع منتجهم من التفاح في الأسواق المحلية، ضمن بازارات استغلالية أبطالها عدد من السماسرة الذين يقومون بشراء التفاح منهم ضمن سوق الحسبة غير النظامي بسعر البلاش إذ لا يتجاوز 700 ليرة للكيلو الواحد، وليُطرح فيما بعد من قبل هؤلاء بالأسواق بأسعار مرتفعة تتجاوز 2000 ليرة للكيلو الواحد.

رئيس غرفة زراعة السويداء حاتم أبو رأس قال لقد قامت اللجنة الزراعية الفرعية في المحافظة، باقتراح أسعار تأشيرية للتفاح المراد تسويقه إلى السورية للتجارة، لوزارة الزراعة للمصادقة عليه.

علماً أن التسعيرة تعد مؤشر يستند عليه الفلاح، لبيع إنتاجه للتجار أو الضمانة، فالتأخر بإصدار التسعيرة، يترك باب التحكم بسعر الشراء، بيد التاجر، ما يضطر المزارعين، خوفاً على إنتاجهم من الكساد والتلف، لبيعه، بسعر “البلاش” ما يوقعهم في مطب الخسائر المالية، ولاسيما أمام ارتفاع تكاليف الإنتاج المرهقة لجيوب الفلاحين والتي تفوق أسعار المبيع.

مضيفاً أنه سبق للغرفة وأن تقدمت بالعديد من المقترحات لاتحاد الغرف الزراعية بما يضمن دعم عملية تسويق الإنتاج من التفاح على ساحة المحافظة.

تقصير مستفحل

ولاشك أن التقصير المتراكم في معالجة ملف تسويق التفاح جعل من كافة الحلول الاسعافية ذات أثر قليل مقارنة مع أهمية هذه الزراعة لأبناء المحافظة لما توفره من مصدر دخل هام وفرص عمل ويبقي المطلوب اليوم هو اتخاذ اجراءان لا يحتاجان الكثير من التصفن والمماطلة الإسراع بتأمين أسواق تصدير خارجية وزيادة ساعة التغذية الكهربائية خلال فترة التخزين وهذا ما يحمي الفلاح من الابتزاز ويشعره بأن هناك جهات مازالت تفكر فيه..