صحيفة البعثمحليات

أنقذوا موسم الذهب الأخضر ومعاصره!

وائل علي

يصطدم منتجو الزيتون القلقون على غلالهم، ومعهم أصحاب المعاصر، بالطريقة التي تتعاطى الجهات المسؤولة، المحلية والمركزية ولجان المحروقات في المحافظات، مع موسم الزيتون الاستثنائي وتأمين احتياجات معاصر الزيتون من المازوت والكهرباء بعد أن غرقت تلك الجهات بكثرة التعاميم  والاجتهادات التي أبعدتها إلى حدّ كبير عن روح المشكلة التي تتلخص وتتركز، أولاً وآخراً، بتأمين المازوت والكهرباء على مدار ساعات عملها لا أكثر ولا أقل، وإلا فإن “ذهبنا الأخضر” سيكون في عين دائرة الخطر وسيتهدّده التلف والضياع!.

من هنا، تكبر أهمية التعاطي الجديّ المسؤول تجاه موسم قلّ نظيره، ومن غير المقبول بتاتاً تعريضه لمخاطر لا تُحمد عقباها، ولاسيما أن الكلّ يتطلع لموسم العام الحالي وينتظره على أحرّ من الجمر، وأنه المنقذ والمخلص، بعد أن أدّت الطبيعة دورها وفعلت فعلها البناء، وبعد أن قام المزارع المنتج بتقديم الخدمة الزراعية لأشجاره على مدار العام، ولا بد من استكمالها بتيسير تأمين احتياجات المعاصر من المازوت والكهرباء خارج كلّ الاعتبارات وفق ضوابط لا تصعب لضمان عدم المتاجرة من قبل النفوس المريضة، وصولاً لإنتاج “زيتي” وفير يعود بالفائدة على الجميع بعد أن تجاوز بيدون الزيت عتبة الربع مليون ليرة في عز الموسم!!.

إننا ندرك كما يدركُ الجميع حجم الضغوط والتحديات وجسامتها، لكن النظرة الواقعية والعملية لهذا الأمر، ولأن الضرورات تبيح المحظورات، فإنه لابد من التعاطي بمرونة مع هذا الملف لإخراجه من دائرة التفسيرات الضيقة، ومعاملته من باب النعمة التي لا يجوز “رفسها”، وتسخير السبل والإمكانات لإنقاذه وإنجاحه، ليس كرمى لأصحاب المعاصر، بل لأنه حاجة استهلاكية ومادة غذائية لا يمكن الاستغناء عنها لتكون في متناول الجميع.

صحيح أن التصنيف الرسمي لم يرتق -مع الأسف- لجعل موسم الزيتون استراتيجياً على غرار القمح والقطن، لكن ذلك لا يعني التأخر في تلبية متطلبات حصاده وقطف زيته من كهرباء ومازوت وخلافه أسوة بخطوط الكهرباء الاستراتيجية الساخنة التي شملت تجمعات سياحية وصناعية ومشاريع ضخ مياه الشرب والبيوت البلاستيكية… إلخ.

إن تأمين “الديزل” للمعاصر يجب أن يكون أولوية بالغة الأهمية في ظل شحّ الكهرباء، منعاً لأي مخاطر محتملة، ولا زال أمامنا بعض الوقت للتعاطي بانفتاح بعيداً عن التعليمات الجامدة مع موسم الذهب الأخضر المبارك ليتصدّر قائمة الأولويات.

Alfenek1961@yahoo.com