مجلة البعث الأسبوعية

الأسباب التي تجعل الناس ينفتحون كثيرا ولماذا يجب أن تتوقف عن فعل ذلك

“البعث الأسبوعية” – لينا  عدرا

غالبا ما يخلط العديد من الأشخاص بين الصدق والعفوية وبين الإسراف في التعبير عن العواطف دون ضرورة، والحقيقة فإن الخط الفاصل بين هذين المفهومين دقيق جدا. وكونك رزينا ومتماسكا فأنت لا تخبر الآخرين بمشاكلك الأكبر. وسيكون القيام بذلك دلالة واضحة على أنك تشارك الكثير من الأشياء التي يجب عليك الاحتفاظ بها لنفسك ولأحبائك. لكن لكل مشكلة حلها، وكلنا متفقون على ذلك. ودائما تبقى زيارة المعالج النفسي عندما تشعر بالإرهاق فكرة جيدة وصائبة.

 

– القلق

يميل البعض إلى التحدث كثيرا عندما يكونون قلقين، في محاولة للظهور بشكل طبيعي أمام من حولهم. لكن عندما يبدأون في الحديث تحت الضغط “السترس”، فإنهم يكونون أقل سيطرة على ما يقولونه، وعلى مدة حديثهم. وبالمثل، قد يشعر بعض الأشخاص بعدم الارتياح في المناسبات الاجتماعية، ويعتقدون أن الطريقة الوحيدة للتأقلم هي البدء في الحديث عن حياتهم. وتلك هي الطريقة التي تنتهي بنا للكشف عن أشياء شخصية للغاية ويمكن أن تجعل الآخرين غير مرتاحين.

 

– الوحدة أو السعي لخلق علاقة حميمة

غالبا ما يرفض الناس الاعتراف بأنهم يشعرون بالوحدة ويثابرون على إقناع أنفسهم بأنهم ليسوا كذلك، بدلا من الذهاب إلى شخص ما، مثلا. وعندما ينتهي بهم الأمر إلى الخروج ومقابلة أشخاص، يبدأون في الثرثرة دون حسيب أو رقيب. إن حاجتهم إلى التواصل وتفريغ جميع أمتعتهم كبيرة جدا لدرجة أنهم يجعلون الآخرين يشعرون بعدم الارتياح.

في الواقع، قد تكون هذه هي طريقتهم في التواصل مع الآخرين وإقامة روابط جديدة. إنهم يغوصون في العلاقات في وقت مبكر جدا، وبدلا من إبقاء الناس قريبين، يدفعونهم بعيدا.. ونصيحتنا لك ألا تتسرع في شيء يحتاج إلى وقت لبنائه.

 

– سوء رسم الحدود وعدم وجود معايير اجتماعية

يجب أن يكون هناك حدود لأي علاقة، مهما كانت طبيعتها.. ببساطة، لأن الناس يرغبون بوضعها. ومع ذلك، في بعض الأحيان، لا يفهم الأشخاص هذه الحدود ولا يمكنهم تلقي الإشارات التي ترسلها إليهم. وقد يكون التواصل غير اللفظي أحيانا أكثر كثافة من الرسائل اللفظية، لكن الأشخاص الذين يميلون إلى الإفراط في التعبير وتخونهم الألفاظ يمكنهم ترججمة مشاعرهم بسهولة. لهذا السبب يميلون إلى قول الكثير، ما قد يجعلك تشعر بعدم الارتياح وعدم التأكد من كيفية التصرف.

 

– الاستخدام المبالغ فيه للشبكات الاجتماعية

بما يشبه الصدمة، أعرب حوالي 40٪ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، عن أسفهم لنشر أشياء شخصية. وهناك دليل لا يمكن إنكاره على أن الناس يميلون إلى الإفراط في مشاركة حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء كانت أخبارا جيدة أ حزينة. ويتشارك العديد من الأشخاص معلومات شخصية جدا عبر الإنترنت قبل مشاركتها مع أحبائهم في الحياة الواقعية. وقد يكون لهذا عواقب وخيمة لأنك لا تعرف أبدا من سيقرأ منشوراتنا وكيف سيتصرف عند قراءتها.

 

كيف تعرف أنك تميل إلى المبالغة في رد الفعل؟

تريد التواصل مع الآخرين بسرعة كبيرة. سواء كانت علاقة رومانسية أو صداقة، فإنهم جميعا يحتاجون إلى وقت للتطور والتقدم بالسرعة التي تناسبهم. ومع ذلك، إذا كنت تريد التحرك بسرعة، فسوف تشارك أشياء شخصية للغاية من البداية. إنها طريقتك في الاقتراب منهم، لكنك تخاطر بإثارة خوفهم أو استيائهم.

أنت تتوق إلى التعاطف. كثير من الناس يتحدثون كثيرا عن مشاكلهم، ليس لأنهم يريدون التخلص منها، ولكن لجعل من حولهم يشعرون بالأسف تجاههم. إن اكتساب التعاطف هو أفضل شكل من أشكال الاهتمام.

وهنا ستجد أن وسائل التواصل الاجتماعي هي ملاذك، وأنه لا بأس في مشاركتك أشياء عن حياتك، لكن الخوض في الكثير من التفاصيل قد يكون أمرا خطيرا. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تحليل مشاعرك أو التحدث عن أصغر جوانب علاقتك أو مشاركة كل لحظة في حياة طفلك إلى خلق مواقف ضارة.

قد تندم على مشاركة الكثير مباشرة بعد النشر أو الوثوق بشخص ما. وهذا يعني أنك تدرك أن المعلومات التي شاركتها مع شخص ما كانت مهمة جدا بالنسبة له. وقد تكون متوترا أو قلقا بعض الشيء، لكنها قد تكون أيضا علامة على المبالغة في المشاركة.

 

كيف تتوقف عن الوثوق بالآخرين كثيرا

أولا، عليك أن تتعرف على المشكلة. فاليقظة والحذر هما ممارسة يمكن أن تساعدك في الوصول إلى جذور مشكلتك وفهم سبب ميلك للتحدث كثيرا عن مخاوفك.. يجب أن تتواصل مع مشاعرك في الداخل قبل معالجة هذه المشكلة.

هل تتحدث كثيرا لجذب الانتباه؟ هناك العديد من كتب المساعدة الذاتية التي ستساعدك على اكتشاف ما إذا كنت تعاني من تدني احترام الذات أم لا. وربما يكون هذا هو أصل مشكلتك وسبب احتياجك لتعاطف الآخرين.

قد يكون المعالج النفسي هنا هو الخيار الأفضل. فقد تكون مشاكلك أعمق وأكثر خطورة مما تعتقد. سيرشدك المعالج إلى تحديد المشكلة ومساعدتك في التغلب عليها. فقد يكون أمر ما من ماضيك لم تتمكن أبدا من معالجته وحلّه.

هل تعتقد أنك تشارك الكثير من المعلومات حول حياتك، حتى مع أشخاص ليسوا قريبين منك؟