ثقافةصحيفة البعث

محمود حديد: من لا يتقن كتابة خط الثلث لا يسمى خطاطاً

ملده شويكاني

لوحة “ياحيّ يا قيوم” ضمن تكوينات الأشكال الهندسية والتناظر بالخطوط والفراغات، مع تقنية الكولاج بالزوايا الملونة بالأخضر والدوائر البارقة الملصقة، كانت إحدى اللوحات التي توسطت جدار صالة المعارض في المركز الثقافي العربي (أبو رمانة)،  في المعرض الثنائي بين الخطاطين محمود حديد، وفرج آل رشي.

وقد حفل المعرض بأنواع الخطوط الأساسية فتنوعت اللوحات الخطية بين لفظ الجلالة “الله” وآيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والأدعية بين الثلث والكوفي والديواني والنسخ والفارسي والكلاسيكي، إضافة إلى تفرعات وإضافات.

وشغلت لوحات محمود حديد القسم الأكبر من المعرض، مستخدماً في كثير من اللوحات الخط الأساسي بالحبر الأسود الذي يصنّعه بنفسه مع الخط الدقيق الناعم المساند له المتعرج بالتفافات وامتدادات الزخارف والأزهار النباتية على خلفيات ملونة في أغلب اللوحات.

فبدأ حديث محمود حديد لـ “البعث” عن مشاركته الشاملة مبيّناً أن خط ّالثلث يعد من أصعب أنواع الخطوط، ومن لا يتقن كتابة خط الثلث لا يسمى خطاطاً، وتوقف عند اللوحات المتعاكسة مثل لوحة “عليك عين الله” بكتابتها مرتين بطريقة معكوسة من اليمين واليسار، ولوحة حديث الرسول “رأس الحكمة مخافة الله” بخط الثلث، ولفظ الجلالة بزخارف وأشكال هندسية وخاصة ضمن الدائرة.

أما لوحة دعاء “يا حي يا قيوم” فقد كتبها بأنواع متعددة لبيان الاختلاف بين الخطوط، كما خصّ الخط المغربي الذي اتسم بجمالية خاصة بامتدادات صغيرة للخط المستقيم داخل الانحناءات بلوحات، وتابع حديد عن خصوصية الخط المغربي التي اختص بها المغاربة بطرق خاصة، وعن الخطّ  الكوفي المسطر الذي يعتمد على التوزيع الدقيق للمسافات بين الأحرف المستقيمة، كما في لوحة البسملة.

اللوحة المركبة

أجمل لوحة بالمعرض كانت اللوحة المركبة “الصبر مفتاح الفرج” بالخط الكوفي، إذ رسم حديد شكل المفتاح ثم ركب عليه الحرف، واتخذت بعض اللوحات طابع الهندسة الموسيقية المتماوجة بحركات الأحرف.

كما تحدث عن مشاركاته بالخط الفني وهو كل ما خرج عن القاعدة، وعن الخط الكلاسيكي الناعم جداً والمقروء بسهولة.

ثم انتقلنا إلى الزخارف الملونة وكتابة “البسملة” باللون الأخضر في بعض اللوحات كنوع من إضفاء جمالية على اللوحة كي تخفف من عتمة الخط الأساسي، مثل لوحة “ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً” (آية 80، الإسراء).

كما عقب على تطور الخط الكوفي مع تعاقب العصور الإسلامية، وعلى ابتكاره الخط الكوفي الحديث، إذ جمع فيه بين خصوصية الخط  الكوفي العباسي والفاطمي والمسطر.

معارض الخطّ العربي

ويرى حديد بأن الخط العربي فنّ وعلم وقواعد يجب الالتزام بها، وأن معارض الخطّ العربي تجد إقبالاً لدى المتلقي وتشكّل جزءاً من المشهد الثقافي  في دول عدة، وتتميز سورية وكذلك مصر بين الدول، ويوجد تقارب كبير بين مصر وسورية ولبنان بفنّ كتابة الخط العربي.

وعن اقتران الخط العربي بالشعر العربي خاصة القديم، عقب بأن اللوحة الخطية أشمل من الشعر العربي، فالشاعر لا يستطيع رسم لوحة خطية أما الخطاط فيستطيع كتابة القصيدة ضمن لوحته الخطية.

وأشاد بمشاركة الخطاط فرج آل رشي التي أضافت جمالية للمعرض من خلال لوحاته المتنوعة بين الكوفي والديواني والفارسي والنسخ، كما في لوحة “آية الكرسي” -آية 222 من سورة البقرة- إضافة إلى الخط الفني بكتابة مفردة حبّ بطريقة متعاكسة.