أخبارصحيفة البعث

مدفيديف ردّاً على شولتس: ألمانيا شنّت حرباً هجينة على روسيا

البعث – وكالات 

لا ينبغي على المسؤولين الأوروبيين أن يستغربوا النهاية التي أوصلوا إليها بلدانهم، فإصرارهم على فرض عقوبات جنونية على روسيا أفضى إلى هذه النتيجة بالنسبة للاقتصادات الأوروبية، ومن هنا فإن تصريح المستشار الألماني أولاف شولتس حول أن روسيا لم تعُد مورّداً موثوقاً للطاقة فيه محاولة خبيثة للتنصّل من الأسباب الحقيقية لتوقف ضخّ الغاز الروسي إلى ألمانيا، وهي العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي بأكمله والإصرار على محاربة موسكو عبر أوكرانيا، ومن هنا ينبغي على الشعوب الأوروبية التي ستعاني من نقص الغاز الروسي في الشتاء، أن تدرك أن السبب الحقيقي يكمن في سياسة حكوماتها وليس في موسكو.

وفي هذا السياق، صرّح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، بأن ألمانيا تُفاجأ بالمشكلات في مجال إمدادات الغاز من روسيا، على الرغم من حقيقة أن برلين نفسها أعلنت حرباً هجينة عليها وتعمل كعدو لها.

وعلّق مدفيديف في صفحته على “تليغرام”، اليوم الأحد، على تصريح للمستشار الألماني، أولاف شولتس، مفاده أن روسيا “لم تعُد مورّداً موثوقاً للطاقة”، قائلاً: “كيف! لقد شعر بالإهانة مرة أخرى… ألمانيا: أولاً، بلد غير صديق، ثانياً، فرضت عقوباتٍ على الاقتصاد الروسي بأكمله وعلى مواطنيه، ثالثاً، تزوّد أوكرانيا بأسلحة فتاكة موجّهة ضد قواتنا المسلحة. بعبارة أخرى، فهي شنّت حرباً هجينة ضد روسيا. لذلك تعمل ألمانيا كعدوّ لروسيا”.

وأضاف: إن شولتس مع كل ذلك “يعبّر عن دهشته لأن الألمان يواجهون قضايا صغيرة في مجال الغاز”.

وأعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، في وقت سابق من هذا اليوم أن روسيا لا تعدّ مورّداً موثوقاً للطاقة لأنها لا تنفذ التزاماتها وفق العقد منذ وقت بعيد. ورفض الجانب الروسي أكثر من مرة الاتهامات بانتهاك التزاماته، مشيراً إلى أن الوضع الحالي ناجم عن سياسة الطاقة التي يمارسها الاتحاد الأوروبي وعقوباته ضد روسيا.

في سياق متصل، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: إن أوروبا ارتكبت الكثير من الأخطاء التي سيتوجب عليها دفع ثمنها، وها هي تدفع الثمن الآن “بخروجها من إطار الراحة والرفاهية الخاصة بها”.

وأضاف بيسكوف: “لقد عاشوا بشكل مريح للغاية وبرفاهية، وهنا بالضبط وحول هذا الموضوع تصبّ كلمات ماكرون بأن هذه الحقبة ستنتهي بالنسبة لأوروبا. لقد ارتكبوا الكثير من الأخطاء وسيتعيّن عليهم دفع ثمنها، وهم يدفعون ثمنها الآن من خلال خروجهم من إطار الراحة والرفاهية التي اعتادوها”.

ولفت بيسكوف إلى أن الوضع في أوروبا سيتدهور مع قدوم الشتاء وموجات البرد.

وأضاف: إن “رفض أوروبا السخيف لخدمة معدات خط أنابيب الغاز نورد ستريم ليس خطأ شركة غازبروم، ولكن وفقاً للعقد، يجب عليهم صيانتها، فهذا ليس خطأ شركة غازبروم، إنه خطأ هؤلاء السياسيين الذين اتخذوا قراراً بشأن العقوبات. وهؤلاء السياسيون المؤسفون هم الذين يجبرون الآن مواطنيهم على الموت بسبب الصدمات عندما يرون فواتير الكهرباء. والآن، عندما يصبح الجو أكثر برودة، سيصبح الوضع أسوأ”.

من جانب آخر، وصف بيسكوف الوضع بدعم الاتحاد الأوروبي لنظام كييف، بالمروّع، مشيراً إلى أنه من الفظاعة أن تكون الأسلحة الألمانية في أيدي النازيين الذين أطلقوا النار على الجيش الروسي، قائلاً: “حقيقة أن الأسلحة الألمانية في أيدي المتطرّفين الذين يطلقون النار على رجالنا هي حقيقة وحشية. وحقيقة أن ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى تدعم بلداً يسمح نظامه للنازيين بالسير في الشوارع مع الرموز النازية هو في الواقع أمر مروّع”.

وفي شأن آخر، قال بيسكوف: إن كل العوامل، بما في ذلك الجانب الأمني، سيتم أخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ قرار بشأن حضور الرئيس فلاديمير بوتين قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا.

وأوضح بيسكوف في تصريح صحفي اليوم الأحد، أنه “من أجل اتخاذ قرار بشأن شكل مشاركتنا، على الرغم من أن هناك دعوة على أعلى مستوى، ونحن ممتنون للبلد المضيف للقمة القادمة (إندونيسيا)، سيتم اتخاذ جميع العوامل بعين الاعتبار، بما في ذلك العوامل الأمنية بالطبع”.

وفي وقت سابق أعلن الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، أنه وجّه الدعوة رسمياً لبوتين لحضور قمة G20 في جزيرة بالي الإندونيسية، وذلك رغم الضغط الغربي المكثف لإقصاء موسكو عن هذا الاجتماع رداً على عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

كذلك صرّح الرئيس الإندونيسي أن الرئيس الروسي، يعتزم حضور القمة المزمع عقدها في تشرين الثاني القادم بجزيرة بالي.