ثقافةصحيفة البعث

الغناء الإفرادي بمرافقة عازف الأورغ بسام الطباع في أمسية

ملده شويكاني

“صعبها بتصعب، هونها بتهون”، الأغنية الشهيرة للراحلة ربى الجمال بصوت جيهان الأمير في الأمسية التي أحيت مجموعة من القدود والموشحات والأغنيات القديمة والفلكلور، بغية إحياء التراث الغنائي السوري والعربي، وتعريف أجيال الشباب بجمالياته، إضافة إلى مشاركة المغني شريف الآغا من حلب بمرافقة وقيادة عازف الأورغ بسام الطباع، والإشراف العام للأستاذ بسام الأيوبي في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة.

وقد جمعت هذه الأمسية الثلاثية فقط بين الغناء الإفرادي والعزف على الأورغ الذي أخذ دور البطل، واختزل دور الأوركسترا بعزف الألحان الجميلة لأغنيات مازالت بالذاكرة وتكرّر في أمسيات عدة، منها ما غنّته جيهان الأمير “فوق النخل، وحول ياغنام، وبحبك ياولفي”، إضافة إلى أغنية “تندم” لوداد محمد.

أما شريف الآغا فقدّم وصلة تراثية، منها “يا شادي الألحان، ويا طيرة طيري ياحمامة، وطلعت يا محلا نورها” كما أعاد إلى الذاكرة رائعة ماجدة الرومي “اعتزلت الغرام”. واختتمت الأمسية بتحية إلى صباح فخري بصوت شريف الآغا.

ولم تكن الأمسية مناسبة لإغناء الذاكرة بتراثنا الغنائي فقط، وإنما لفتت انتباه الحاضرين إلى دور آلة الأورغ ذات المفاتيح التي تشبه البيانو، وإلى خصوصيتها الموسيقية، إذ تجمع داخلها أصوات كلّ الآلات الموسيقية، كما تملك القدرة على الاحتفاظ بتسجيلات، وتستطيع التقاط أصوات من الطبيعة ذات تأثيرات مثل صوت الرياح أو العصافير أو الأمواج وغيرها.

فبدأ حديث عازف الأورغ بسام الطباع لـ”البعث” عن برامج آلة الأورغ التي وضعها كبار الموسيقيين في العالم، وتحتوي جميع الإيقاعات الغربية والشرقية ويرافق الإيقاع غيتار باص وأوكور كيتار الصولو تعزف باليد اليسرى.

وتابع بأنه على عازف الأورغ أن يكون دارساً الإيقاعات والتوزيع الموسيقي، ويملك القدرة على التأليف الموسيقي ويتقن اللغة الإنكليزية ولغة برمجة الكمبيوتر، ومن جانب آخر يستطيع العازف إضافة للإيقاع، أية آلة إيقاعية ضمن برنامج الأورغ، وتقدم الشركات المنتجة للأورغ أجمل المقدمات والنهايات لكلّ إيقاع كما نفذها الموسيقيون، كما توجد داخل آلة الأورغ أصوات جميع الآلات على سبيل الذكر العود والكمان والبيانو وغيرها.

وتوقف عند الافتتاحية التي اختارها من قالب السماعي القديم للملحن السوري سامي الشوا عازف الكمان، على وزن إيقاع سماعي ثقيل 8 على 10، ويتألف من مقامات شرقية عدة، من مقام البيات الشوري ثم مقام الصبا ثم مقام الرست.

أما عن دراسة بسام الطباع العزف على آلة الأورغ فتعود إلى طفولته وشبابه، إذ درس في معهد الموسيقا لاتحاد شبيبة الثورة، ثم درس عند أستاذه عدنان أبو الشامات، ومن ثم انضم إلى فرق عدة منها، فرقة المعهد الشرقية بقيادة حبيب عيسى وفرقة المعهد الغربية بقيادة نورث النابوتي، وفرقة غسان بيرملي للموسيقا العربية والغربية ورافق مطربين عدة، منهم  المطربة اللبنانية عفاف داغر، وعزف في باريس واليونان وأثينا والأردن، ثم عاد إلى سورية وشارك بالعزف الإفرادي في قصر المؤتمرات طيلة أحد عشر عاماً. وحالياً يعزف في أمسيات المسارح والمراكز الثقافية ويرافق الفنان شادي شبلي في حفلاته.