مجلة البعث الأسبوعية

وسط مطالبات بدعمها مالياً…. هل تمتلك أنديتنا المحترفة “سلوياً” مقومات المشاركة في بطولة “السوبرليغ”؟

البعث الأسبوعية-عماد درويش

أعلن الاتحاد الدولي لكرة السلة “فيبا” عن إطلاق دوري السوبر لغرب آسيا بكرة السلة “السوبرليغ” بنظامه الجديد، وهو أول دوري لغرب آسيا، على أن يقام في تشرين الثاني المقبل ويستمر على مدار سبعة أشهر، بالتزامن مع إقامة البطولات المحلية في دول المنطقة كافة.

وتشهد بطولة التي تأخذ مسمى واصل “WASL” نسبة للشركة الراعية، مشاركة 16 نادياً من منطقتي غرب آسيا والخليج، إلى جانب بطلي الهند وكازاخستان حيث سيكون هناك مجموعتان في الدور الأول طبقا لنظام التصفيات “بطولة مصغرة”، تضم الأولى 8 أندية من غرب آسيا والثانية 8 أندية من دول الخليج، لتلعب كل مجموعة بشكل منفصل طبقاً لنظام الدوري الكامل من مرحلتين “ذهاب وإياب”، على أن تتأهل ثلاثة فرق من كل مجموعة لينضم إليها بطلا الدوري الهندي والكازاخستاني في الدور النهائي الذي سيضم ثمانية أندية، ثم يتأهل عنه أفضل ناديين من “الوصل” للمنافسة في كأس أبطال آسيا لكرة السلة 2023 ، على الطريق إلى التأهل لكأس “الانتركونتيننتال” أعلى مسابقة للأندية في الاتحاد الدولي لكرة السلة.

مشاركات سابقة

البطولة الجديدة تأتي تعويضاً عن بطولة غرب آسيا للأندية (النسخة الـ 14) التي انطلقت نسحتها الأولى عام 2005، وحمل لقبها الحكمة اللبناني آنذاك، في الوقت الذي يعد فيه فريق مهرام الإيراني الأكثر تتويجا برصيد 4 ألقاب.

وسبق لثلاثة من أنديتنا المشاركة في بطولة غرب آسيا للأندية بكرة السلة، وهي: الجلاء والجيش والاتحاد، لكن لم يحققوا أي لقب حتى الجلاء الذي وصل للنهائي عام 2011 اعتذر عن خوض المباراة النهائية لاعتراضه على قرارات اللجنة المنظمة للبطولة حينها، كما اعتذر عن المشاركة ببطولة أخرى.

كما سبق لنفس الأندية المشاركة في الدوري العربي المشترك بين كل من دول لبنان والأردن وسورية، دون غطاء من الاتحاد الأسيوي لكرة السلة الرافض لإقامة هذا الدوري “السوبرليغ” إذا لم يجري ضمن الأصول والقوانين المرعية وتحت سقف وغطاء من الاتحاد الآسيوي نفسه والذي هدد حينها بتجميد عضوية اتحادات تلك الدول في حال البدء بهذا الدوري بعيداً عنه.

مشاكل وعقبات

لا شك أن واقع أندية كرة السلة المحترفة تعج بالكثير من المشاكل والملفات الشائكة على المستويات التنظيمية والإدارية والمالية والفنية الأمر الذي يفرض العمل على فتح ملفاتها سعياً لإيجاد حلول لها وعدم تجاهلها ، والواقع الحالي يشير إلى أنه من الصعب على أنديتنا المشاركة في دوري “السوبر ليغ” فالمشاركة تتطلب الكثير من المتطلبات لتقدم مستوى يليق بسمعة السلة السورية، وهناك عقبات لابد من ذكرها أولها عدم توفر السيولة المالية لتغطية هذه المشاركة، فمن المتعارف عليه أن الشركة التي تبنت الدوري ستقدم الإقامة فقط، في حين الأندية المشاركة يقع عليها تأمين الحجوزات والسفر من بلد لآخر، وهذا يشكل عبئاً مالياً جديداً على الأندية.

المشكلة الأخرى تتمثل بأن أنديتنا “محترفة” لكن مسابقاتنا تعيش عصر الهواية حتى الآن، وهي بعيدة كل البعد عن نظام الاحتراف الحقيقي، وبالتالي فهناك أمور لا تتطلب تطبيقها بحذافيرها ومنها اللاعبون المحترفون الأجانب وخصوصاً “كما أشرنا” إلى أن ظروف وإمكانات أغلب أنديتنا لا تساعدها على التعاقد مع لاعبين محترفين أجانب على مستوى عالٍ أو حتى جيد قادرين على رفع مستوى المسابقات المحلية أو إحداث الإضافة الفنية لفرقهم عدا قلة منهم، وبالتالي فقد يتحول الأمر إلى نوع من العبء المالي على بعض الأندية وعلى موازناتها السنوية، بل ويستفيد منها ( السماسرة ) ووكلاء بعض اللاعبين.

ارتباك كبير

فكرة إطلاق بطولة “السوبر ليغ” لكرة السلة ستزيد من معاناة القائمين على اللعبة في ظل ارتباك المسابقات المحلية، التي لا تعرف الانتظام منذ سنوات عدة، ما نتج عنه أزمات بالجملة، ففي الوقت الذي انطلق الموسم الجديد (2022-2023) في معظم الدوريات العربية والعالمية، لا تزال المسابقات المحلية لم تنته بعد حيث تقام حالياً مسابقة الكأس.

كما أن المشاركة في بطولة “السوبر ليغ” ستزيد الإجهاد على لاعبي أنديتنا التي سبق وأن لعب معها لاعبون محترفون في الدور النهائي للدوري، لكن لابد من ضرورة الوقوف على إمكانية اللاعبين المحترفين، خاصة وأن هناك فروقات كبيرة بين اللاعب الذي شارك بالدوري والذي سيشارك في دوري ” السوبر ليغ” وهذا الموضوع يحتاج إلى رؤية واضحة ودعم من قبل الاتحاد الرياضي.

هدر للمال

أنديتنا بحاجة ماسة لتواجد اللاعب المحترف الأجنبي في صالاتنا، إلا أن السؤال يبرز عن نوعية اللاعب ومستواه من أجل الاستفادة من إمكاناته وقدراته الفنية والفردية وليكون إضافة جيدة يمكن الاستفادة منها في تطوير المستوى الفني للدوري المحترف.

طبعاً الجانب المالي لعب دوراً في تحديد نوعية اللاعب الأجنبي مع أنديتنا ، والحل برأي الكثيرين من محبي اللعبة هو رفع ميزانية الأندية وإيجاد موارد مالية يمكن معها الاستفادة من التعاقد مع لاعبين بمستوى فني متميز.

وهناك من يقول أن تواجد المحترفين في دورينا أمر ضروري لكن يجب أن لا يكون جلب المحترفين من أجل إملاء الفراغ فقط من دون التعرف على إمكاناته، مشيرين إلى أن بعض المحترفين يعطون احتكاك أكبر للاعبين المحليين في ظل الخبرة التي يتمتعون بها.

وبشكل عام اللاعب الأجنبي القادم من جديد أصبح يمثل هدراً للمال العام بحيث أن مستويات اللاعبين الذين نجلبهم عاديين في جميع الأندية إلاّ ما ندر وإمكانات الأندية أصلاً لا تساعد على جلب لاعبين ذوي مستويات جيدة أو عالية، فبالتالي نطالب بضرورة تقنين هذا الموضوع بحيث يتم تقليص عدد المحترفين مع استثناءات لبعض الفرق المشاركة في بطولات خارجية، فمن الظلم أن تقوم فرق وهي بالأساس تعاني الكثير من الصعوبات المالية بالتعاقد مع محترفين.

الغاية والهدف

أنديتنا بحاجة للاعب المحترف الأجنبي الجيد بهدف المساهمة في ارتفاع المستوى الفني العام وكذلك رفع واحتكاك مستوى اللاعبين المحليين وخصوصا الشباب منهم، ونحن بحاجة لمحترفين ذوي قيمة فنية عالية لتساعد اللاعب المحلي على التطور والنضوج سواء داخل الملعب أو خارجه، بالإضافة إلى حاجة للاعبين ذوي مستوى عال.

كما أن النقطة الأخرى في تواجد المحترفين هي خطوة بعض الإدارات في التعاقد مع لاعبين دون الرجوع للأجهزة الفنية لفرقها بمجرد أن قيمة عقودهم مناسبة للنادي، إلى جانب أن بعض الإدارات تتعاقد مع لاعبين قبل أن تتعاقد مع مدربين

ونقترح على اتحاد اللعبة اتخاذ خطوة تقليص عدد المحترفين في الأندية كواحد من الحلول التي يمكن معها إيجاد لاعبين يمكنهم إضافة وترك بصمة واضحة في المستويات الفنية، إلى جانب حل آخر يتمثل في تخصيص مبالغ مالية من قبل اللجنة الأولمبية أو الاتحاد الرياضي العام وأيضاً اتحاد اللعبة للتعاقد مع محترفين على مستوى عال وجيد.

فوارق كبيرة

بنظرة سريعة نجد أن هنالك فوارق كبيرة للغاية بين المحترفين الذين شاهدناهم في دورينا مقارنة بالمحترفين الذين تتعاقد معهم أندية دول أخرى، وهذا الأمر واضح تماماً لان ذلك يعود للجوانب المادية بسبب بسيط أن تلك الأندية المشاركة بالسوبر ليغ، مثلاً تمتلك موازنات ضخمة للغاية وبالتالي تستطيع اختيار لاعبين محترفين مميزين، بعكس ما هو حاصل لدينا، إذ يوجد فقط ربما ناديان بإمكانهم التعاقد مع لاعبين أفضل بحكم أنهم يمتلكون ميزانية أكبر من خلال الدعم الشخصي أو الاستثمار وبالتالي ففي المقام الأول الأمر يعتمد على الموازنات وهي التي تتحكم الأندية.

كل ذلك يجعلنا نتساءل: هل أنديتنا تمتلك مقومات المشاركة في بطولة “السوبرليغ”؟

تفاؤل موجود

عضو اتحاد كرة السلة أبي دوجي بيّن لـ”البعث الأسبوعية” أن إعادة تنظيم مثل هذه البطولات، تمنح الأندية السورية فرصة حقيقية للاحتكاك على المستوى الإقليمي، وتضيف لها دخلاً كبيراً، مضيفاً: نحن من الداعمين لهذا المشروع الذي يمنح فرقنا مجالاً أكبر للاحتكاك الخارجي حيث نسعى لزيادة عدد الأندية لتشارك في السوبر، كما سندرس كافة الحلول المتعلقة بضمان مشاركة الأندية في البطولة الآسيوية دون إلحاق أي ضرر بمستوى مسابقاتنا المحلية التي سنحافظ على إبقائها بالقوة نفسها وبصورة متوازنة بين الأندية ، وأعتقد أن مشاركة لاعبينا في هذا النوع القوي من البطولات سيكون له انعكاسات إيجابية على المنتخب الوطني نظير الاحتكاك وزيادة عدد المباريات، فعندما يكون عقد اللاعب طويلاً مع ناديه فإن ذلك يسهم في تطوير مستواه والحفاظ عليه لتمثيل المنتخب الوطني في أي وقت.

وبيّن دوجي أن الاتحاد الدولي لكرة السلة يهدف من خلال هذه البطولة التي ستمثل أربع من أصل ست مناطق فرعية في آسيا إلى رفع مستوى كرة السلة في القارة الصفراء، وإلى دعم وتطوير المنتخبات الوطنية في آسيا.