صحيفة البعثمحليات

أساتذة جامعيون يطالبون بتأمين خطوط نقل أسوة بجامعة دمشق وبعضهم يقترح بدلا نقديا!

قرار مجلس جامعة دمشق بتأمين خطوط نقل خاصة بأعضاء هيئتها التدريسية ترك أصداء إيجابية في وقت يعاني منه الأساتذة كما هو حال كل المواطنين من أزمة نقل حقيقية بسبب شح الوقود وقلة عدد المركبات العامة منها والخاصة.

قرار بوقته

غالبية أساتذة الجامعة أشادوا بالقرار واعتبروا أنه جاء بوقته وسيكون له منعكسات إيجابية على العملية التدريسية من خلال انتظام حضورهم وتأمين راحتهم، فبعد القرار الأخير برفع سعر الوقود (البنزين) المدعوم والحر اضطر أساتذة الجامعة لركن سياراتهم الخاصة أمام منازلهم، من أجل توفير ثمن وقودها الذي يبلغ بالشهر بحدود الـ 200 ألف ليرة  (75 ليتراً) وهو ما يفوق راتب الأستاذ الجامعي.

الأفضل بدل نقدي

بعض الأساتذة ورغم إشادتهم بالقرار، اقترحوا إعطاء بدل نقدي لكل عضو هيئة تدريسية ملتزم بالدوام اليومي في الجامعة، مبررين ذلك بأن دوام أساتذة الجامعة ليس موحداَ، فربما الأستاذ لا يستفيد من الحافلة في الوقت الذي تمر فيه كون ذلك لا يتوافق مع موعد محاضرته، لذلك يبقى البدل أو التعويض النقدي هو الأفضل ويراعي ظرف الكل، وهنا علق أحدهم “لا يعقل لعضو هيئة تدريس تجاوز الخمسين أو الستين عاماً أن ينتظر الحافلة ليذهب إلى محاضرته، عدا عن الهدر الذي قد يحصل نتيجة استخدام أسطول من السيارات التي تحتاج لكميات كبيرة من الوقود وتكاليف الإصلاح التي باتت مكلفة جداً نتيجة غلاء قطع الغيار”.

سؤال مشروع!

الأساتذة القاطنون في أرياف دمشق البعيدة تساءلوا: هل ستكون هناك حافلات ستخدمهم، أم أن الحافلات فقط للمدينة والضواحي المجاورة، مشيرين إلى أنهم يدفعون أجور تنقلات مرهقة كلما أتوا للجامعة؟.

رأي آخر!

هذا القرار فتح شهية عدد من الأساتذة بمطالبة الجامعة إيجاد حل أفضل من تأمين وسائل نقل تجبر عضو الهيئة التدريسية بالذهاب والعودة إلى الجامعة خلال فترة محددة، مبررين ذلك بأن الأستاذ الجامعي مضطر للبقاء إلى فترات إضافية في الجامعة، وإلزامه بموعد الحافلة سيجبره على ترك العمل في مكتبه مما ينعكس على نتاجه العلمي من حيث الجودة والنوعية، لأجل ذلك طالبوا بدراسة دقيقة لمواعد الجولات.

تسعة خطوط

المعلومات التي حصلنا عليها من جامعة دمشق تفيد أن الجامعة مبدئياً ستسير تسعة خطوط تشمل كل محاور دمشق عدا محور القلمون والمحاور هي (المزة، التضامن، جرمانا، قدسيا، قطنا، الكسوة، صحنايا، السيدة زينب، ضاحية الأسد) علماً أن هناك إمكانية لزيادة عدد المحاور، وستعمل الجامعة على تنظيم مواعيد الجولات ومعرفة بما يضمن استفادة غالبية أعضاء الهيئة التدريسية منها، حيث ستكون هناك دراسة لمعرفة الكتلة الأكبر من تجمع الأساتذة.

مطالب مشروعة

مبادرة جامعة دمشق جعلت أساتذة الجامعات الحكومية الأخرى يطالبون جامعاتهم بتأمين وسائل نقل، “فالحال من بعضه” كما قالوا، حيث باتت تكاليف التنقل لا تحتمل قياساً بالراتب الحالي، خاصة بالنسبة للأساتذة الذين يضطرون للذهاب للتدريس بجامعات ليست في محافظاتهم، كالأساتذة الذين يدرسون في جامعة الفرات بدير الزور على سبيل المثال لا الحصر، فهؤلاء وبحسب أحدهم تكلفة السفرة إلى دير الزور في كل شهر ما يقارب مئة ألف ليرة مع مصاريف الأكل والشرب، متسائلاً: أي راتب يتحمل ذلك وهو بالكاد يصل لـ 160 ألف ليرة؟.

بكل الأحوال هي مبادرة جيدة من جامعة دمشق، وجميل أن تحذو حذوها باقي الجامعات، ونعتقد أن ذلك لا يشكل عبئاً كبيراً عليها، في ظل وجود كتلة نقدية كبيرة في كل جامعة ناتجة عن عوائد نظامي التعليم الموازي والمفتوح عدا عن الاستثمارات الأخرى، ودائما كله في خدمة العملية التعليمية التي يمثل الأستاذ والطالب جناحيها الأساسيين.

غسان فطوم