أخبارصحيفة البعث

شهيد فلسطيني شرق رام الله.. والاحتلال يقصف بلاطة بالمسيّرات ويستخدم المناطيد في مراقبة جنين

البعث – وكالات:

بعد يوم واحد من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي إدخال الطائرات المسيّرة لدعم اقتحاماته الوحشية في مواجهة الفلسطينيين في الضفة الغربية، ألقت طائرة مسيّرة “إسرائيلية” للمرة الأولى عشرات قنابل الغاز على مخيم بلاطة عند اقتحام “قبر يوسف”، وبالإضافة إلى المسيرات عمد جيش الاحتلال إلى نشر منطاد مراقبة فوق مدينة جنين، التي شهدت اشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال، وفي مدينة رام الله استشهد فلسطيني برصاص الاحتلال، بينما اقتحم مستوطنون إسرائيليون مسلحون أراضي لعائلات فلسطينية في الخليل ونصبوا فيها خياماً بهدف الاستيلاء عليها.

ففي رام الله، استشهد شاب فلسطيني فجر اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مدخل قرية بيتين شرقي المدينة، وقالت مصادر محلية فلسطينية: إنّ قوات الاحتلال عزّزت وجودها في مدخل القرية، وأوقفت مركبات المواطنين، وأعاقت مرورهم على حاجز “بيت إيل”، ودققت في بطاقاتهم الشخصية.

من جهة أخرى، اقتحمت عشرات الآليات العسكرية للاحتلال مدينة نابلس لتأمين دخول المستوطنين المتطرّفين للقيام بطقوس دينية في منطقة قبر “النبي يوسف” شرقي مدينة نابلس.

وأكدت مصادر محلية في المدينة، “قيام العشرات من الجنود القناصة باعتلاء الأبنية العالية في محيط القبر، بينما سمع السكان دويّ انفجارات متلاحقة أعقبها إطلاق نار”.

وتابعت المصادر: إنّ “شباناً أطلقوا النار في اتجاه الجنود الذين ردّوا بإطلاق نار وقنابل صوت وغاز في كل الاتجاهات”.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس إصابة 4 شبان بالرصاص المطاطي، وشاب بحروق في يده، و12 إصابة بالاختناق، بينهم صحفي، خلال اقتحام قوات الاحتلال منطقة “قبر يوسف”.

وألقت طائرة مسيرة إسرائيلية عشرات قنابل الغاز على مخيم بلاطة، وهذه أول مرة يلجأ فيها الاحتلال إلى استخدام هذا النوع من الطائرات عند اقتحام “قبر يوسف”.

جاء ذلك في وقت اقتحمت فيه قوات إسرائيلية خاصة، حي الهدف في مخيم جنين، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال.

وذكرت مصادر محلية، أنّ قوات الاحتلال اقتحمت منزل منفذي عملية الأغوار محمد ووليد تركمان في حي الهدف في مخيم جنين.

من جانبها، أصدرت سرايا القدس – كتيبة جنين بياناً أكدت فيه أنها أوقعت قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم، في كمين محكم، وأمطرت قواتهم بوابل من الرصاص موقعة بينهم إصابات محققة، مشدّدةً على أن سراياها جاهزة لصد أي عدوان يقوم به الاحتلال المجرم.

كذلك اعتقلت قوات الاحتلال 9 فلسطينيين من مخيم جنين وبلدة صوريف ووادي الزرزير في الخليل ومخيم قلنديا وبلدة بدو في القدس المحتلة، كما اعتقلت أربعة آخرين بينهم 3 صحفيين أثناء عملهم في البلدة القديمة بمدينة الخليل.

وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة عين حويزة في الولجة غرب بيت لحم، وحاصرت منزلاً مكوّناً من طابقين وهدمت الطابق الثاني، بينما اقتحمت بلدة دير شرف غرب مدينة نابلس، وسلّمت إنذاراتٍ بهدم خمس منشآت.

من جانبهم، استولى مستوطنون إسرائيليون على مساحات من أراضي الفلسطينيين في قرية بيرين جنوب شرق مدينة الخليل.

وأفاد رئيس مجلس القرية فريد برقان، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا القرية بحماية قوات الاحتلال واستولوا على قطعة أرض ونصبوا خمس خيام فيها، تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية جديدة، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال قامت بتصوير عدد من المنازل والمنشآت الزراعية في المنطقة.

وأوضح برقان، أن سلطات الاحتلال تخطط للاستيلاء على ما يقارب 442 دونماً من أراضي القرية لتوسيع عمليات الاستيطان.

وفي الأثناء، جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.

سياسياً، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن جيش الاحتلال يرتكب الجرائم المتعمّدة بحق الشعب الفلسطيني، داعية الشعب الفلسطيني إلى استمرار المقاومة لمنع استقرار الاحتلال على الأراضي المحتلة وردعه.

ونعت الحركة الشهيد الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال شرق رام الله، وأشادت بالمقاومين الشجعان الذين يتصدّون لاقتحامات الاحتلال وقطعان مستوطنيه، حتى دحر الاحتلال عن الأرض والمقدسات.

من جهتها، حذرت خارجية السلطة الفلسطينية من مخاطر تعايش المجتمع الدولي والأمم المتحدة مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي، والتعامل معها كأرقام في الإحصائيات أو كأمور اعتيادية تتكرّر يومياً، وتشكّل مشهد الحياة الطبيعية للفلسطينيين تحت الاحتلال، ولا تستدعي وقفة ضمير أو أخلاقاً أو مسؤولية سياسية أو إنسانية.

وأدانت خارجية السلطة، الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال فجر اليوم، وأدّت إلى استشهاد فلسطيني شرق رام الله، مشيرةً إلى أنها جزء من سلسلة الاقتحامات الدموية اليومية العنيفة التي تشنّها قوات الاحتلال على مدن وبلدات الضفة الغربية، والتي تخلّف عدداً من الشهداء والجرحى والإصابات.

وأوضحت، أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لبيد المتفاخرة بجرائم جنوده، تعبّر عن تمسك سلطات الاحتلال بتعليمات إطلاق النار التي تسهّل على قواتها قتل أي فلسطيني، مشدّدةً على ضرورة خروج المجتمع الدولي عن صمته على تلك الجرائم واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء احتلالها لأرض فلسطين.