أخبارصحيفة البعث

بعد هجمات أذريّة على الحدود.. أرمينيا تطلب رسمياً من موسكو تفعيل معاهدة الصداقة والتعاون

يريفان – باكو – تقارير:

قرّرت أرمينيا اليوم، وفي اجتماع لمجلس الأمن الأرميني، توجيه نداء رسمي إلى روسيا من أجل تنفيذ أحكام معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة، وكذلك إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومجلس الأمن الدولي، ويأتي القرار على خلفية خسائر مُني بها الجانب الأرميني نتيجة قصف أذري على الحدود معها، بينما أعلنت الأمانة العامة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي اللجوء إلى آليات المنظمة لحلّ النزاع، في وقت دعت فيه موسكو الأطراف المتنازعة إلى الامتناع عن المزيد من تصعيد الموقف والالتزام بوقف إطلاق النار، بينما شدّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الأمن في منطقة القوقاز مهمّ جداً لإيران، موضحاً أن طهران لا يمكن أن تتسامح مع حرب أخرى في المنطقة.

ففي بيان لها، وصفت الأمانة العامة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، استخدام القوة على الحدود الأرمينية الأذربيجانية بأنّه غير مقبول وأعلنت اللجوء إلى آليات المنظمة لحل النزاع.

وقالت الأمانة في البيان: “فيما يتعلق بنداء الجانب الأرميني إلى مجلس الأمن الجماعي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي لتقديم المساعدة إلى جمهورية أرمينيا، نظّمت أمانة المنظمة، جنباً إلى جنب مع المقر المشترك لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، العمل على اللجوء إلى آليات منظمة معاهدة الأمن الجماعي لحلّ الوضع”.

وأضاف البيان: إنّ “استخدام القوة غير مقبول. ويجب اللجوء إلى الأساليب والاتفاقيات السياسية والدبلوماسية ذات الصلة والمنصوص عليها في تصريحات قادة أذربيجان وأرمينيا وروسيا في 9 من تشرين الثاني 2020 و11 من كانون الثاني و26 من تشرين الأول 2021 لحل التناقضات”.

من جانبه، وفي كلمة أمام البرلمان الأرميني، أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أن خسائر بلاده نتيجة القصف على الحدود مع أذربيجان بلغت 49 قتيلاً، مشيراً إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع.

وقال باشينيان: إن القوات الأذربيجانية شنّت هجمات على الحدود الأرمينية على 7 محاور، الليلة الماضية، موضحاً أن حدة الاشتباكات تراجعت في الساعات الأخيرة بين الطرفين.

في الأثناء، أجرى باشينيان اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإطلاعه على الأوضاع عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية.

وقال باشينيان: إنه يأمل في “ردّ مناسب من المجتمع الدولي، بينما تتواصل المواجهات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان”، وفقاً لبيان الحكومة الأرمينية.

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها البالغ إزاء التدهور الحاد للوضع على الحدود الأرمينية الأذربيجانية.

ودعت الخارجية الروسية في بيان لها، “الأطراف إلى الامتناع عن المزيد من تصعيد الموقف والتحلي بضبط النفس والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار وفقاً للبيانات الثلاثية لقادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا التي تم التوصل إليها العام الماضي”، لافتةً إلى أن روسيا ستبقى على اتصال مستمر ووثيق مع العاصمتين باكو ويريفان.

وأشار البيان، إلى أن الجانب الروسي تلقى نداء من القيادة الأرمينية لطلب المساعدة في حل الوضع الناشئ منذ أمس، وفقاً للاتفاقيات الثنائية القائمة ومن خلال منظمة معاهدة الأمن الجماعي، معرباً عن الأمل بأن يتم بشكل كامل تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه نتيجة للوساطة الروسية لوقف إطلاق النار.

وقالت الخارجية الروسية: “إننا ننطلق من أن جميع النزاعات بين أرمينيا وأذربيجان يجب حلها حصراً بالوسائل السياسية والدبلوماسية، أما بخصوص الحدود فيجب أن تحل الخلافات في إطار عمل اللجنة الثنائية لترسيم الحدود الأرمينية الأذربيجانية”.

من جهته، أعرب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال هاتفي تلقاه من رئيس مجلس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، عن قلقه من استمرار التوتر في المنطقة، مشدّداً على أن منطقة القوقاز تمرّ في ظروف خاصة ولم يتحقق الاستقرار في هذه المنطقة إلى الآن.

وأشار رئيسي، إلى أنّ موقّعي بيان وقف إطلاق النار الثلاثي يجب أن يلتزموا بأحكامه ويتجنّبوا أي عمل لإثارة التوتر في المنطقة.

وتحدّث الرئيس الإيراني عن نفوذ الكيان الإسرائيلي في المنطقة، واصفاً وجوده بأنه مناهض للأمن وتهديد للمنطقة بأسرها بما في ذلك الدول المطبّعة.

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان: إنّ بلاده “قلقة بسبب التطوّرات الراهنة على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، ولاسيّما بعد ورود تقارير عن قصف استهدف بلدات وبنى تحتية مدنية في أرمينيا”.

وأضاف: “كما أوضحنا منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك حلّ عسكري للصراع. نحن نحضّ على إنهاء كلّ الأعمال العدائية العسكرية فوراً”.

كذلك، علّق رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، آدم شيف، على الوضع بالقول: إن “أذربيجان هاجمت حدود أرمينيا”، معتبراً الخطوة بأنها “انتهاك صارخ لوقف إطلاق النار وهجوم مباشر على سيادة أرمينيا”، داعياً إلى وقف جميع المساعدات إلى أذربيجان بشكل فوري ودائم.

وكانت أعلنت أرمينيا وأذربيجان أنّ اشتباكات حدودية واسعة النطاق دارت بين قواتهما فجر الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل عدد من العسكريين الأذربيجانيين، من دون تحديد حصيلة نهائية.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان: “فجر الثلاثاء شنّت أذربيجان قصفاً مكثّفاً بالمدفعية وبأسلحة نارية من العيار الثقيل على مواقع عسكرية أرمينية في بلدات غوريس، وسوتك، وجيرموك، واستخدمت أيضاً في الهجوم طائرات دون طيّار”.

في المقابل، اتّهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بشنّ “أعمال تخريبية واسعة النطاق قرب مقاطعات داشكسان وكلباجار ولاشين الحدودية”، مشيرةً إلى أنّ مواقع جيشها “تعرّضت للقصف، ولاسيّما بقذائف الهاون”.

كذلك ادعت الدفاع الأذربيجانية، أن القصف الأرميني أسفر عن “خسائر في صفوف العسكريين الأذربيجانيين من دون تحديد عددهم”.