اقتصادصحيفة البعث

العنصر البشري لا يزال حاضراً بقوة

حسن النابلسي 

سرعان ما تلقف السوريون تحديد وزارة النفط لموعد التسجيل على مازوت التدفئة.. فما إن دقت الساعة منتصف الليل معلنة دخولنا يوم الأربعاء 14/ 9، وهو موعد التسجيل، حتى سارع الجميع إلى جوالاتهم جاهدين لساعات طويلة امتدت حتى طلوع الفجر دون أي تجاوب من تطبيق “وين”!

سنوات عدة مضت على اعتماد التسجيل الالكتروني لتوزيع الغاز والمازوت والبنزين والسكر والرز والشاي، فكانت المحصلة أن العنصر البشري لا يزال حاضراً، والسوق السوداء مستمرة بالازدهار والنمو، والمستحقون للدعم باتوا محرومين منه! فأيُّ حال هذا الذي جعل المواطن يلهث مجاهداً ومكابداً بالعبث على جواله ليحظى بكمية 50 ليتر من المازوت تكفيه أسبوعين أو ثلاثة أسابيع؟!

في كل مرة يتم فيها الإعلان عن توزيع أية مادة، يثبت بالدليل القاطع، أن مسألة التحول الرقمي لا تزال حلما بعيد المنال، فلا بنية تحتية ملائمة، ولا أجهزة حديثة بمتناول اليد، ولا شبكة مستمرة على مدار الـ 24 ساعة، ناهيكم عن رسوم جمركة الجولات القادمة من خارج البلاد – ضمن سياق الهدايا أو المساعدة من قريب أو صديق لآخر غير مقتدر على شرائه – ما يشكل عائقاً فعلياً أمام تجهيز أبسط مستلزمات التحول الرقمي!

أمام هذا الواقع المؤلم، تبدو وجيهة الدعوة إلى إلغاء التعاطي الإلكتروني بتوزيع المواد المدعومة، ولو مؤقتاً، والعودة إلى التعاطي التقليدي الذي ثبت أنه أكثر إنصافاً، بدليل عدم الانتظام بتوزيع هذه المواد، إذ أن كثيرا من الشرائح سجلت العام الماضي على المازوت ولم تحصل عليه، على الرغم من توافر كل المواد بالسوق السوداء، ما يعني أن العنصر البشري لا يزال حاضراً بقوة!

hasanla@yahoo.co