مجلة البعث الأسبوعية

هاني شاكر في دمشق بعد غياب سنوات طويلة… ويقدم أغنية وطنية لسورية

جمان بركات

بمجرد تلقيه الدعوة وافق الفنان هاني شاكر على الفور من دون تردد لإحياء حفلاً غنائياً ضخماً على مسرح دار الأوبرا في دمشق يوم 15 أيلول الجاري، وقال عنها في تعليق له: “لم يكن هناك أي وقت للتفكير في قبول الدعوة، فأنا مشتاق منذ سنوات للغناء في سورية، كان أصدقائي من الجالية السورية في القاهرة يطلبون مني العودة من جديد للغناء في سورية، وأرى أن زيارتي وغنائي فيها عبارة عن رسالة حب من الشعب المصري إلى الشعب السوري”.

وعندما شهد شباك تذاكر الحفل تزاحماً كبيراً، واشتكى بعض من الجمهور من الطوابير والتدافع على شراء التذاكر، لم يتوان الفنان المصري عن إحياء حفل ثاني، وصدر بيان إعلامي نشرته دار الأوبرا عبر حسابها بموقع فيس بوك: جمهورنا الكريم نظراً للإقبال الكبير على حفل الفنان هاني شاكر وبدعم من الجالية السورية في مصر وجمعية الصداقة المصرية السورية تعلن الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون عن إقامة حفل ثان يوم الجمعة 16 أيلول.

وحسب تصريح هاني شاكر قال: من المتوقع أن يكون هناك احتمالية لتنظيم حفل ثالث وسيتم الترتيب له عقب جلوسي مع المنظمين هناك في سورية، حيث إنه من المتوقع أن ينظم في فندق شيراتون دمشق.

“عاشت سورية… تحيا مصر”

سيقدم هاني شاكر خلال الحفل باقة متنوعة من أجمل أغانيه التي يتفاعل معها الجمهور، منها: “نسيانك صعب أكيد”، “علي الضحكاية علي”، “وعد مني”، “مشتريكى”، و”لسّه بتسألي”، و”ياريتني” بالإضافة إلى تحضيره لعدد من المفاجآت التي سيشدو بها.

وكشف تفاصيل أغنيته الافتتاحية لحفل الأوبرا، التي ستحمل اسم “عاشت سورية… تحيا مصر” قائلاً: “انتهيت خلال الساعات الماضية من تسجيل أغنية وطنية لسورية ستكون هي افتتاحية حفلي بأوبرا دمشق بعنوان “عاشت سورية… تحيا مصر” وهي من كلمات الشاعر صفوح شغالة، وألحان محمود الخيامي وهندسة صوتية مصطفى رؤوف، ويقول مطلعها: مصر وسورية ما بينهم وحدة، من البدايات وحروبهم شاهدة، دول شعبين وهمومهم واحدة، مصر وسورية حكاية بجد.

هاني شاكر ودمشق

يعود هاني شاكر إلى دمشق بعد غياب سنوات، حيث شارك عام 2008 في احتفالية “تحية إلى نزار”، التي أقامتها وزارتا الثقافة والسياحة على مسرح قلعة دمشق، احتفاءً بدمشق عاصمة للثقافة العربية.

الجدير بالذكر أن الفنان شاكر قدم خلال مسيرته أغنيات عدة لسورية، من بينها “دمشق جنة المواعيد” التي كان يقول مطلعها “دمشق يا عشق قلبي يا خدّ وردة نديّة، يا نبض كل عربي بيغنّي للحرية”، وفي الألفية الثالثة قدم لها أكثر من أغنية منها أغنيتان عام 2015، الأولى بعنوان “حق الحياة”، والثانية بعنوان “رمضان كريم يا حلب”، وفي عام 2017 قدم أوبريت “تسلم ترابك يا شام” الذي شارك في الغناء به كل من الفنانة السورية ميادة الحناوي والفنان اللبناني عاصي الحلاني والفنان الإماراتي حسين الجسمي.

حياة هاني شاكر

هاني شاكر، مطرب مصري، مواليد القاهرة، مصر عام 1952   ويشتهر بلقب أمير الغناء العربي، ينتمي إلى عائلة “أبو شادي” العريقة والمتمركزة بكفر الزيات، محافظة الغربية، والمنتشرة في 19 محافظة مصرية، درس الموسيقى في معهد الكونسرفتوار حتى الإعدادية واشترك خلال هذه الفترة في برامج الأطفال في التليفزيون.

بدأ هاني شاكر حياته الفنية صغيراً، وكان أول دخول له في عالم الفن في فيلم “سيد درويش” عام 1966، تأليف مصطفى سامي وإخراج أحمد بدرخان، حيث قام بدور سيد درويش في صغره، وقد تم اختياره من بين عشرات الأولاد، ظهر بعد ذلك مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في أغنية “بالأحضان” حيث كان من ضمن الكورال.

مكتشف هاني شاكر

أول من اكتشف صوت هاني شاكر هو الموسيقار محمد الموجي في نهاية عام 1972، حيث غنى له أول أغنية بعنوان “حلوة يا دنيا”، والتي قدم بها الموجي هاني شاكر للجمهور لأول مرة في حفلة أقيمت بتاريخ 21/12/1972 في تاريخ ميلاده العشرين، ويحكى أن هذه الأغنية عندما سمعها الناس في الإذاعة اعتقدوا أنها أغنية جديدة للعندليب الأسمر.

اتجه بعدها إلى السينما ليقدم فيلم عندما يغني الحب عام 1973 بالاشتراك مع عادل إمام وصفاء أبو السعود وإخراج نيازي مصطفى.

عام 1974 كان عام مميز في مسيرة هاني شاكر الفنية حيث قدم مسرحية سندريلا والمداح بطولة نيللي وحسن حسني ومحمد نجم تأليف بهجت قمر وإخراج حسن الشامي وشارك في فيلم “عايشين للحب” من إخراج أحمد ضياء الدين بالإضافة إلى إطلاق أول ألبوم له وهو “كدة برضو يا قمر” وفيه خمس أغاني منها أغنية الموجي “حلوة يا دنيا” والأغنية التي تحمل اسم الألبوم والتي تعتبر هي الأغنية التي عرفت هاني شاكر بالجمهور.

واجهت هاني شاكر في البدايات شائعات كثيرة تدور حول خلافه مع العندليب الأسمر، لكن سرعان ما انحل سوء التفاهم الذي خلقته الصحافة حيث تم اللقاء بينهما بل وتعدت إلى حادثتين، أولهما أن عبد الحليم قام بإصلاح جهاز الصوت في إحدى حفلات هاني شاكر والحادثة الثانية أنه غنى معه أغنية “كده برضه يا قمر” في إحدى الحفلات على المسرح.

عام 1975 قدم فيلم “هذا أحبه وهذا أريده” بطولة نورا وحمدي حافظ، قصة إحسان عبد القدوس وسيناريو وحوار مرسي جميل عزيز، وإخراج حسن الأمام. ولاقى الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً.

عام 1981 كان له تجربة مميزة من خلال مشاركته في فوازير الخاطبة مع الفنانة نيلي ومن إخراج ملك الفوازير فهمي عبد الحميد.

قدم حوالي 29 ألبوم وتجاوز عدد أغانيه أكثر من 600 أغنية منذ انطلاقته حتى هذه اللحظة ومن أهمها “على الضحكاية”، “ولا كان بأمرى”، “ياريتك معايا”، “حكاية كل عاشق”، “الحلم الجميل”، “قربنى ليك”، “بعدك ماليش”.

آخر البوم للفنان هاني شاكر صدر في عام 2010 بعنوان “بعدك ماليش” وقد حقق الألبوم نسبة مبيعات عالية.

وعين عام 2015 بمقعد نقيب الفنانين، وشارك مؤخراً في برنامج “صوت الحياة” ضمن لجنة التحكيم، بالاشتراك مع الفنانة سميرة سعيد والملحن حلمي بكر، على شاشة قناة الحياة المصرية.

تكريم

كرم هاني شاكر في مسيرته بالعديد من الجوائز لكن أهمها هي تلك التي حصل عليها مؤخراً وهي وسام الاستحقاق الذي كرمه به الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وهاني شاكر هو ثاني من يحصل على هذا الوسام بعد المطربة فيروز، بالإضافة إلى جائزة فلسطين قدمها له صائب عريقات بعد أن كان أول الفنانين العرب الذين غنوا في فلسطين، وحاز على لقب أحسن مطرب في السنوات العشر الأخيرة في استفتاء جماهيري أقيم في تونس.