الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

موسكو: تقرير خبراء الوكالة الذرية تعامى عمداً عن القصف الأوكراني لمحطة زابوروجيه

تقرير إخباري:

يوماً بعد يوم يتبيّن السبب الكامن وراء إحجام خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تحديد الجهة التي تقوم بقصف محطة زابوروجيه على الأرض رغم أنهم رأوا ذلك رأي العين، ولكن يبدو أن السيناريو المعدّ لذلك هو العمل على إدانة روسيا عبر المنظمة الأممية، وبالتالي الضغط عليها لإجبارها على إخلاء منطقة زابوروجيه بالكامل، مع أن روسيا أعلنت أنها لا تحتفظ بقوات عسكرية في المحطة، ما يعني أن هناك تخوّفاً من جهة ما من وقوع روسيا على وثائق ثمينة بالقرب من المحطة، وهو الأمر الذي يمكن أن يسوّغ فعلياً الضغط الغربي بهذا الاتجاه، وخاصة من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا، وهذا يعيد إلى الواجهة رفض واشنطن الكشف عن نشاط مختبراتها البيولوجية داخل أوكرانيا، وربما كانت زابوروجيه تمثل مستودعاً أو مخبأ لمثل هذه الوثائق.

ومن هنا، أكدت البعثة الدائمة لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، أن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية المناهض لروسيا بشأن أوكرانيا تعامى بشكل مقصود ولم يذكر كلمة واحدة حول القصف الممنهج لمحطة الطاقة النووية في زابوروجيه من القوات الأوكرانية.

ونقلت سبوتنيك عن البعثة قولها في بيان عبر حسابها على موقع تليغرام اليوم: صوّتت الدول الغربية من خلال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار مناهض لروسيا بشأن القضية الأوكرانية، وتكمن المشكلة في هذا القرار بأنه لا يقول كلمة واحدة عن القصف المنهجي لمحطة الطاقة النووية في زابوروجيه، وهي المشكلة الرئيسية فيما يتعلق بضمان السلامة النووية والأمن النووي في العالم، والسبب بسيط لأن القصف نفذته أوكرانيا التي تدعمها الدول الغربية وتدافع عنها بكل الطرق الممكنة.

وشدّدت البعثة الدائمة على أن عدداً من البعثات لدى المنظمة رفض دعم هذا المشروع.

وصوّت مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تبنّي قرار يدعو روسيا لإنهاء وجودها في محطة زابوروجيه النووية.

وصوّتت روسيا والصين ضد هذا القرار، بينما امتنعت بوروندي وفيتنام ومصر والهند وباكستان والسنغال وجنوب إفريقيا عن التصويت.

وكان الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف قد قال: إن الدعوات إلى نزع السلاح من محطة الطاقة النووية في زابوروجيه لا معنى لها حيث لم تتم عسكرة المحطة مطلقاً ولا توجد أسلحة ومعدات ثقيلة على أراضيها.

وأضاف أوليانوف حسبما نقلت سبوتنيك في خطابه أمام جلسة مجلس مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إن “وكالات إنفاذ القانون الروسية في محطة الطاقة النووية في زابوروجيه متمثلة فقط بوحدات من الحرس الوطني الروسي وهي ضرورية لحماية المحطة، إضافة إلى متخصصين من قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية وهم بحاجة إلى التغلب على عواقب الحوادث المحتملة وحالات الطوارئ الإشعاعية”.

وأوضح أوليانوف أن المحطة بها معدات لنقل أفراد الحرس الوطني ومعدات الحرب الإلكترونية للمساعدة في تحييد الطائرات دون طيار الأوكرانية.

وكان أوليانوف قال في تصريحات له في وقت سابق من اليوم: إنه “لم تكن هناك ولا توجد أهداف عسكرية يمكن أن تكون ذريعة لتبرير القصف الأوكراني والهجمات على محطة زابوروجيه للطاقة النووية”.

لذلك يصبح من المنطقي الاعتقاد بأن الدعوات لإخلاء محطة زابوروجيه من الوجود الروسي، وهو المطلب الذي توصل إليه قرار مجلس محافظي الوكالة، هو أمر مطلوب لذاته لإخفاء شيء ما لم تقع عليه القوات الروسية، أو لإخفاء وثائق معيّنة لم تتمكن القوات الأوكرانية المنسحبة من زابوروجيه من إخفائها، والحديث هنا يدور بالتحديد عن نشاط المختبرات البيولوجية الأمريكية العسكري في أوكرانيا.

طلال ياسر الزعبي