تحقيقاتصحيفة البعث

50 % منهم تركوا العمل.. مربو الدواجن في حماة يشتكون من ارتفاع أسعار الأدوية والأعلاف

يعاني مربو الدواجن في محافظة حماة، كغيرهم من المربين في محافظات القطر كافة، مشكلات عدة تتمثّل بالارتفاع الكبير لأسعار مستلزمات الإنتاج، وخاصة الأعلاف (الصويا والذرة الصفراء)، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأدوية وأيضاً المحروقات، وجاءت أحوال الطقس لتزيد الطين بلّة، حيث أدّت موجات ارتفاع الحرارة إلى نفوق أعداد كبيرة من الطيور بنسبة تزيد عن (10- 20) بالمئة، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع أسعار الفروج إلى أرقام كبيرة جعلت منه حلماً على مائدة أصحاب الدخل المحدود، حيث وصل سعر الفروج الحيّ في أسواق حماة وفق النشرة التموينية إلى 10300 ليرة للكيلوغرام الواحد، بينما يبلغ سعر الفروج المنظف 14 ألف ليرة، وسعر الفروج المشوي تمّ تحديده بـ32 ألف ليرة.

نريد الدعم الموعود

عدد من المربين والعاملين في هذا القطاع الحيوي اشتكوا لـ”البعث” معاناتهم، بدءاً من تأمين الصوص مروراً بتربيته وصولاً لتسويقه، مؤكدين أن خسائرهم كبيرة ولا يوجد هناك دعم لتعويضهم رغم الوعود المعسولة!.

المربي حازم سأل عن دور مؤسّسات التدخل الإيجابي في التقليل من خسائر المربين عبر استجرار الفروج مباشرة من منشآت التربية، وبأسعار لا تحمّل المربي أي خسائر، وخاصة في ظلّ عدم استقرار الأسعار مقارنة بتكلفة إنتاج البيض والفروج. في حين رأى المربي محمد أن تربية الدواجن أصبحت حالياً من أصعب المهن، علماً أنه يعمل فيها منذ 20 عاماً ولديه منشآت خاصة بتربية الأمات، ولكن اليوم نتيجة هذه الخسائر المتتالية التي يتكبّدها مع غيره من المربين بات الاستمرار في هذه المهنة مرهوناً بمدى القدرة على تحمّل الخسائر.

وبرأي الطبيب البيطري ماهر وهو صاحب منشأة لأمات الدواجن بريف حماة فإن قطاع الدواجن يواجه عدة مشكلات، من أهمها: عدم استقرار أسعار مستلزمات الإنتاج، ونقص كمياتها وخاصة الأعلاف، بالإضافة إلى عدم وجود أسس تسويقية منظمة لبيع البيض أو الفروج. وطالب بضرورة دعم عملية التسويق الداخلية ومنح قروض لتمويل العمليات الإنتاجية في قطاع الدواجن بفوائد مخفضة وشروط ميسرة.

700  منشأة

رئيسُ فرع نقابة الأطباء البيطريين في حماة الدكتور عبد العزيز شومل ذكر أن عدد منشآت التربية العاملة في حماة يبلغ نحو 700 منشأة، ولم يخفِ أنها تعاني من مشكلات قديمة ومستمرة من حيث ارتفاع تكاليف الإنتاج من أعلاف ومحروقات، موضحاً أن العوامل الجوية كارتفاع درجة الحرارة تسبّبت بنفوق أعداد كبيرة من الفروج، الأمر الذي أدّى بالنتيجة إلى ارتفاع أسعاره التي لم تعد تتوافق مع القوة الشرائية للمستهلك، مما انعكس سلباً على حجم الاستهلاك، وبالتالي انعكس أيضاً على المربي، فنسبة عالية من المربين أصبحت تفكّر بترك التربية كون كلفها مرتفعة جداً. وأشار شومل إلى أن غلاء مستلزمات الإنتاج أجبر العديد من المربين على ترك العمل وقدّر نسبتهم بـ50%، وهذا برأيه يشكّل خطراً على قطاع الدواجن الذي يعدّ رافداً مهماً للاقتصاد الوطني، عدا عن كونه يحقق دخلاً اقتصادياً مهماً، ويوفر فرص عمل كثيرة مباشرة وغير مباشرة لآلاف الأسر.

ودعا شومل إلى زيادة دعم المربين الحقيقيين من خلال التأكيد على إيصال الدعم لمستحقيه، مما يوفر كميات إضافية، مع توفير المحروقات ووسائل التدفئة من فحم وغيره بالأسعار المدعومة، خاصة وأن فصل الشتاء بات قريباً والتكاليف سترتفع في حال لم يتمّ تأمين هذه  المستلزمات للمربين.

استغراب!!

واستغربَ رئيسُ فرع النقابة قرار وزارة الزراعة بالتخلي عن دورها في تسعير الدواء البيطري بعد أن كانت تسعّره منذ سنوات طويلة، وحوّلته إلى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، على الرغم من وجود الكوادر المؤهلة والمتخصّصة في هذا المجال ضمن وزارة الزراعة، متسائلاً: لماذا تمّ التخلي عن التسعير، وهل المختصون في وزارة حماية المستهلك أجدر بالتسعير من الاختصاصيين ضمن وزارة الزراعة؟! علماً أن وزارة الزراعة حوّلت مديرية الدواء البيطري التي كانت تشرف على 85 معمل أدوية ونحو 100 مستورد، وكلّ ما يتعلق بجودة الدواء البيطري وقمع المخالفات في المستودعات ومكاتب الخدمات البيطرية، إلى دائرة مصغّرة، لذلك نطالب بعودة هذه المديرية لنحافظ على دور الأطباء البيطريين من جهة، وإبقاء التسعير ضمن وزارة الزراعة من جهة أخرى للنهوض بقطاع الثروة الحيوانية في القطر.

لم ولن تتخلى

مديرُ زراعة حماة المهندس أشرف باكير أكد أن المديرية لم ولن تتخلى عن مهمتها في مراقبة الأدوية البيطرية والزراعية في السوق المحلية، مشيراً إلى وجود لجنة مشكلة بقرار من وزير الزراعة مهمتها مراقبة الأدوية من حيث التسعيرة ومدة الصلاحية، وطرق دخولها بشكل نظامي إلى القطر ومراقبة عملية تهريبها إلى الداخل، كما نقوم بجولات دورية مشتركة مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظة لمراقبة عمل الصيدليات الزراعية والعيادات البيطرية لتقييم عملها والتأكد من مدى التزامها بالأسعار والصلاحية.

أربع دورات علفية

ورداً على اتهامات المربين بغلاء الأعلاف واعتبارها السبب الرئيسي بغلاء الفروج، بيّن مدير أعلاف حماة المهندس تمام النظامي أن المديرية افتتحت هذا العام أربع دورات علفية لمربي الدواجن، مدة كلّ دورة شهران، وآخرها الدورة الحالية التي تستمر حتى نهاية هذا الشهر، حيث تقوم بتوزيع المقنن العلفي وفق الكميات المحدّدة من قبل المؤسّسة العامة من دون أي نقصان، وهي 500 غرام ذرة صفراء و300 غرام كسبة صويا للطير الواحد في المنشأة التي يقلّ عدد قطعانها عن 5 آلاف طير، أما في المنشأة التي تزيد عن هذا العدد فإنه يتمّ منح كل طير 400 غرام ذرة و300 غرام كسبة، مبيناً أن أسعار المقنن العلفي أقلّ بكثير من أسعار السوق المحلية، وبالتالي تشكّل المديرية عامل تدخل إيجابي لمصلحة المربين، رغم اعترافه أن هذه الكمية غير كافية للمربين ولكنها داعمة لهم في ظل الظروف الحالية والحصار الاقتصادي الجائر والذي ساهم في الحدّ من عمليات استيراد المواد العلفية ومنها المواد المخصّصة للدواجن.

 

حماة- منير الأحمد